في اكتشاف فريد من نوعه، عثر فريق استكشاف بريطاني على مخلوق من عصور ما قبل التاريخ، مغلفاً بالرماد، ويمتلك 3 أبعاد، بإحدى قمم سلسلة جبال أطلس الخطرة في المملكة المغربية.

صنّف العلماء هذه المتحجرة، التي وجدت على ارتفاع حوالى 350 متراً، بأنها العينة الأكثر نقاوة ووضوحاً لهذا النوع من الحيوانات المنقرضة، التي اكتشف قبلها أكثر من 20 ألف نوع

وبحسب ما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وصف المؤلف الرئيسي للبحث العلمي البروفيسور عبد الرزاق الألباني هذا الاكتشاف بالحالة الرائعة من الحفظ داخل بيئة بركانية.

وأطلق عليه  "بومبي"، نسبة إلى مدينة "بومبي" الإيطالية، التي غرقت تحت الرماد نتيجة ثوران بركان جبل فيزوف عام 76 بعد الميلاد.

وباستخدام المسح المقطعي والصور الحاسوبية عبر الأشعة السينية، تبيّن أن هذا المخلوق تحجر بسبب الرماد الساخن المنبعث من بركان انفجر بالقرب من قاع البحر.

أهمية الاكتشاف الجديد

أوضح عالم الحفريات في متحف التاريخ الطبيعي البريطاني الدكتور غريغ إيدجكومب أنّ الاكتشاف الحديث يختلف عن الأحفوريات السابقة المكتشفة، حيث تظهر فيه تفاصيل الجهاز الهضمي والهيكل العظمي، مع إضافة السيقان وبواطن العيون.
وذكر أنه درس المخلوقات من هذا النوع منذ ما يقرب من 40 عاماً، لكنها المرة الأولى التي يتوصل فيها إلى مثال عملي واضح عنها، ما وفر خلاصة تؤكد أنّ الرماد البركاني في البيئات البحرية يشكل ثروة لحفظ الحفريات بشكل استثنائي.

ومن خلال دراسة هذه المتحجرة، توصل الباحثون إلى صورة أوضح عن كيفية تغذية هذه الحيوانات، بعدما كان الاعتقاد السابق أنها تتغذى من خلال قرون استشعار طويلة في رأسها.

وفي المرحلة المقبلة، يعتزم الباحثون دراسة رواسب الحمم البركانية، وما تختزنه من قدرات استثنائية لحماية البقايا البيولوجية، لاسيما المخلوقات ذات الأنسجة الرخوة والحسّاسة. وتوقعوا أن تسفر هذه الأبحاث عن اكتشافات مهمة حول تطور الحياة على كوكب الأرض.