يواصل المركز المرجعي المتعاون لأمراض الإبل، التابع لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، والمعتمَد من المنظمة العالمية لصحة الحيوان، جهوده في البحث العلمي، وتطوير تقنيات تشخيص الأمراض الحيوانية الوبائية، ومنها أمراض الإبل، لدعم جهود الاستجابة للأوبئة وبناء القدرات، ونشر المعرفة العلمية المتعلِّقة بأمراض الإبل وتبادلها.

وقدَّم المركز خلال العاميين الماضيين خدمات التحليل المخبري لأكثر من 100,000 عيّنة، بمعدَّل يزيد على 500,000 خدمة تحليل لمختلف الأمراض، وطوَّر أكثر من 150 تحليلاً مخبرياً متقدِّماً للتعرُّف الدقيق على مُسبِّبات الأمراض، ما يدعم الخطط الاستراتيجية لتطوير منظومة الوقاية ومكافحة الأمراض الوبائية والأمن الغذائي.

وشارك المركز في التصدِّي لجائحات الفيروسات التاجية، من خلال تطوير أطقم الكشف عنها، وإرشادات مكافحتها وطرقها. وحاز تقديراً دولياً لجهوده في هذا المجال.

وأطلق المركز أول بنك حيوي للمواد المرجعية لحفظ المواد والعازلات البيولوجية وخلايا الزرع النسيجي المتخصِّصة من أنسجة الإبل وبنك البادئات، ما يُعزِّز الاستجابة للأمراض، وتطوير اللقاحات، والأطقم التشخيصية، وطرق التحاليل المخبرية، والبحوث العلمية والتدريب.

العيوب الجينية 

ونجح المركز في تأكيد التشخيص وتعريف العيوب الجينية لـ15 من مُسبِّبات الأمراض، باستخدام أحدث برامج التشخيص الجزيئي، إضافةً إلى تحديد الجينات المسبِّبة لمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية ثمَّ عزلها. ويُولِي المركز اهتماماً كبيراً بمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، من خلال تحليل اختبار الحساسية للمضادات الحيوية لعازلات البكتيريا من الإبل، ونشر الوعي بالاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، إضافةً إلى إطلاق المركز برامج التوعية لرفع مستوى الوعي بالأمن الحيوي والصحة العامة، والمشاركة في المؤتمرات العالمية، وتقديم الاستشارات للمنظَّمات الدولية.

التشخيص 

ويسعي المركز إلى تعزيز إمكانات التشخيص من خلال تطوير منظومة التسلسل الجيني، التي تُعَدُّ ركيزةً أساسيَّةً لتشخيص أمراض الإبل والحيوانات الأخرى، وتُمكِّن من رسم خرائط الأمراض في الدولة، ما يتيح التخطيط الجيد للسيطرة والتحكُّم في الأمراض ذات الأهمية في مجال الثروة الحيوانية.
وأطلق المركز أيضاً، بمشاركة مختبرات من دول أخرى، أوَّل برنامج لقياس كفاءة التحليل المصلي لمرض طاعون المجترات الصغيرة في الإبل، وابتكر أطقماً مرجعيَّةً لأمراض الإبل، لدعم طلاب الطب البيطري والباحثين، وتعزيز مهارات التشخيص، وتطوير التعليم البيطري.
ونشر المركز أكثر من 30 ورقة علمية متخصِّصة في مجال أمراض الحيوان والإنسان (من منظور الصحة الواحدة) في دوريات علمية مرموقة، وبلغ عدد الاقتباسات من هذه الأوراق العلمية أكثر من 500 ورقة علمية منشورة.

الكامنت 

وأنشأ المركز منصة شبكة الشرق الأوسط للإبل (الكامنت)، التي تضمُّ مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن واليمن لتعزيز التواصل وتبادل المعرفة بين هذه الدول، ما يخدم صحة وإنتاج الإبل، وصقل القدرات، وإجراء المسوحات الوبائية لأمراض الإبل، ورسم الخرائط المرضية، ووضع الخطط اللازمة لمكافحة الأمراض، وتطوير قطاع الثروة الحيوانية، وبناء القدرات التشخيصية ونظم الجودة. وتدرَّب أكثر من 500 متدرِّب عبر منصة (الكامنت)، لرفع قدرات الدول الأعضاء في مجال تشخيص الأمراض، وتطوير نظم الجودة في المختبرات البيطرية.