يلتقي المنتخبان التركي والنمساوي في مواجهة قوية بدور الـ16 لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2024" المقامة في ألمانيا، يطمح فيها الفريق العثماني لتخطي الصعاب التي تواجهه من أجل تكرار إنجازاته السابقة في البطولة، في المقابل يدخل منتخب النمسا المواجهة بصفته متصدر لمجموعته على حساب منتخب بحجم فرنسا ويأمل في تحقيق إنجاز تاريخي بالوصول لربع النهائي.

فتركيا تعاني من غياب قائدها ولاعب الوسط المهاجم لإنتر ميلان، هاكان تشالهان أوغلو، ومدافعها سامت أكايدين، لاعب فنربخشة، وسط غيابات أخرى لأسباب مختلفة داخل الفريق الوطني، لذا سيتحتم عليها تخطي تلك الصعاب أمام منافس قوي فاز عليها في آخر مباراة ودية جمعت بينهما في مارس (آذار) الماضي بنتيجة ضخمة 6-1.

ويعد غياب تشالهان أوغلو مؤثرا على الكتيبة التركية التي يقودها المدرب الإيطالي فينشينسو مونتيلا، وأنه كان دائماً ما يتدخل ليتحمل المسؤولية وقت الانتقادات، ليخلص اللاعبين الشباب من هذا الثقل، كما أنه هو من يقرر إيقاع تركيا في الملعب، المنتخب الذي يرتدي قميصه منذ 11 عاماً، وقام بتمثيله في 90 مناسبة، سجل خلالها 19 هدفاً وصنع 15.

وسيغيب نجم منتخب تركيا عن مواجهة النمسا لتراكم البطاقات الصفراء، إضافة لسامت أكايدين، قلب الدفاع الأساسي للمنتخب في المواجهات الثلاثة بدور المجموعات، رغم خطأه الذي ارتكبه أمام البرتغال وتسجيله لهدف بالخطأ في مرماه، لكن هناك عشرة لاعبين معرضين للغياب عن مواجهة ربع النهائي بتركيا حال تأهلت إليها، بعد مواجهة تركيا الأخيرة أمام التشيك، الأكثر في تاريخ البطولة من حيث عدد البطاقات (19 منها 17 صفراء و2 حمراء)، والتي انتهت لصالحا بهدفين لواحد.

فلاعبون أمثال أردا غولر، كان أيهان، أوغوركان تشاكير، زكي سيليك، ميرك جونوك، أوركون كوكغو، ميرت مولدور، اللاعب النمساوي المولد الذي يدافع عن تركيا، وصالح أوزغان، كنان يلدز وإسماعيل يوكسيك، معرضون لخطر الإيقاف في الدور ربع النهائي، وتنوي تركيا مواجهة كل الظرول من أجل الوصول للدور ربع النهائي.

وسبق لتركيا أن بلغت الدور ربع النهائي في اليورو نسخة 2000، بينما كانت أفضل إنجازاتها بلوغ الدور نصف النهائي في نسخة 2008، بينما لم تتخط دور المجموعات في نسختي 2016 و2020، رغم ما حققته في النسخة الأخيرة التي أقيمت عام 2021 حينما لم تفز بأي نقطة.

أما بخصوص نجم المنتخب، أردا غولر، فتؤكد وسائل الإعلام المحلية أنه سيكون جاهزاً لخوض المباراة ولقيادة حلم بلاده للدور ربع النهائي من النسخة الحالية مرة أخرى، لكن تبقى الهزيمة القاسية لتركيا أمام النمسا بستة أهداف لواحد هذا العام في الذاكرة، حيث تعد الأكبر منذ 7 سبتمبر (أيلول) 2021، حينما سقط بنفس النتيجة أمام هولندا.

وفي ختام المرحلة الأولى، ظهر المنتخب التركي من بين المنتخبات الأكثر محاولات هجومية، فقط خلف البرتغال وألمانيا وبلجيكا وفرنسا، وبدقة أكبر في التمريرات بنسبة 88.3%، ومن ضمن أكثر المنتخبات تسديداً على مرمى الخصم، بواقع 16 تسديدة بين الخشبات الثلاث.

وتتفوق النمسا عليه بواقع تسديدة في تلك الإحصائية، بعدما قدمت دور مجموعات رائع ومفاجيء للجميع، تفوقت فيه على منتخبات بحجم فرنسا وهولندا، لتعتبر حتى الآن الحصان الأسود للبطولة.

ولم تتخط النمسا من قبل دور الـ16 في بطولة أمم أوروبا.

وتعتمد النمسا بقيادة المدرب الألماني رالف رانجنيك على أسلوب هجومي مع الضغط الخانق على المنافس من أجل استرجاع الكرة.

وتصل النمسا للمواجهة وسط غياب لاعب وسط فولفسبورغ، باتريك فيمر، لتراكم البطاقات، والذي يعتمد عليه المدرب الألماني كأساسي.

وكحال تركيا يصل المنتخب النمساوي للمباراة وهناك سبعة رجال في صفوفه مهددين بالغياب عن المباراة التالية في ربع النهائي حال تأهلوا إليها، ومن بينهم لاعبين حاسمين أمثال لايمر وأرناوتوفيتش وبومجارتنر.

وعلى الرغم من ذلك، فإن ترسانة رانجنيك الهجومية ستصبح متاحة أمام تركيا من أجل تحقيق الإنجاز والتأهل لربع النهائي للمرة الأولى.