أسفرت اشتباكات اندلعت أمس الإثنين في عفرين وريف حلب الشمالي بين متظاهرين سوريين والقوات التركية المسيطرة على شمال سوريا عن مقتل 4 أشخاص وجرح أكثر من 20 آخرين، بعد احتجاجات رافضة لحملات العنف والعنصرية المتواصلة في عدد من المدن التركية ضد اللاجئين السوريين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الإثنين، إن "4 مواطنين سوريين قتلوا في عفرين وجرابلس، كما أصيب أكثر من 20 آخرين بجراح متفاوتة، خلال الاشتباكات مع القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها".

وعبّر المتظاهرون السوريون عن غضبهم غداة أعمال عنف اندلعت إثر اتهام سوري بالتحرش بطفلة واستهدفت أعمالاً تجارية وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري التركية، وأوقفت الشرطة التركية على خلفيتها 67 شخصاً. 

وأكد المرصد أن الاشتباكات امتدت إلى مناطق متعددة في ريف حلب الشمالي، وشمال غرب سوريا، لتشمل 15 نقطة على الأقل، نتيجة الممارسات العنصرية بحق اللاجئين السوريين في تركيا وحملات الترحيل القسري والتعدي على ممتلكاتهم من قبل أتراك عنصريين، دون تحرك فعلي من قبل السلطات التركية لحماية السوريين.
وخرجت مظاهرات، في ريف إدلب، وفي ريف حلب الغربي. 
وتخلل المظاهرات أعمال عنف وإطلاق رصاص واعتداءات على شاحنات تركية، وقطع طرقات، بحسب المرصد.

كما شهدت مدينة الأتارب وبلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي، فوضى وهجوماً على النقاط التركية من قبل المتظاهرين السوريين.
وفي مناطق نفوذ القوات التركية بريف حلب، دارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، بين متظاهرين مسلحين من جهة، وعناصر من القوات التركية من جهة أخرى، أمام مبنى السرايا في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، مما أدى إلى مقتل متظاهر وإصابة 7 آخرين برصاص الاشتباكات. 
وأضاف المرصد أن "مجموعة من عناصر حرس الحدود التركي (الجندرما) أطلقت الرصاص الحي على متظاهرين اقتحموا معبر جرابلس الحدودي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية أو مادية".

وتسيطر تركيا وفصائل سورية موالية لها على مناطق حدودية في شمال سوريا منذ عام 2016.
ودان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا. وقال: "بغض النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع وفي المنازل هو أمر غير مقبول"، مشدداً على وجوب عدم استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إضرام النيران في متجر للبقالة في قيصري.
وأشار وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا إلى أن مواطنين أتراكاً ألقوا القبض على المشتبه به السوري وسلّموه إلى الشرطة. 

وذكر يرلي كايا على منصة "إكس" أنه يشتبه بأن السوري تحرّش بقريبته السورية.