أطلق مسلحون فلسطينيون الإثنين، واحدة من أكبر الدفعات الصاروخية نحو إسرائيل منذ أشهر، بينما اشتبكت القوات الإسرائيلية مجدداً مع مقاتلي حماس في حي الشجاعية بمدينة غزة الذي كانت اقتحمته في وقت سابق، الأمر الذي ينذر بالتحول إلى حرب استنزاف في وقت يعاود المقاتلون تجميع صفوفهم.

سبق للقوات الإسرائيلية أن عادت إلى عدد من المناطق كانت انسحبت منها

وكتب جاريد مالسين وآنات بيليد في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن إطلاق دفعات جديدة من الصواريخ يعيد فرض التحدي على إسرائيل، بعد مرور نحو 9 أشهر على الحملة الإسرائيلية لتدمير قدرات حماس.

آخر سلسلة من المداهمات

ويتعين على القوات الإسرائيلية الآن العودة إلى حي الشجاعية بعد الانسحاب سابقاً، لأن حماس عاودت تجميع صفوفها وفرضت نوعاً من السيطرة.
وسبق للقوات الإسرائيلية أن عادت إلى عدد من المناطق كانت انسحبت منها في غزة، بما في ذلك جباليا في شمال القطاع، وكذلك في مجمع الشفاء الطبي، الذي قال الجيش الإسرائيلي إن حماس تتخذه مركزاً للقيادة والتحكم. 

ويقول المحللون الأمنيون إن إسرائيل تجازف بالغرق في نزاع طويل مع حماس، التي أظهرت قدرة على البقاء كمجموعة متمردة. 

وبحسب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية جوست هيلترمان "إنه مستنقع، سيكون هناك نزاع على مستوى منخفض لمدة طويلة من الزمن".
وأتى القتال في الشجاعية، وهي ضاحية كبيرة في مدينة غزة سبق أن دخلتها القوات الإسرائيلية في مرحلة مبكرة من الحرب، في وقت لمح مسؤولون عسكريون إسرائيليون إلى أنهم يقتربون من وضع حد للعمليات العسكرية الكبرى في مدينة رفح بجنوب القطاع، الذي تقول إسرائيل إنه المعقل الأخير لحماس. 

وقال نتانياهو في الأشهر الأخيرة إن عملية رفح كانت ضرورية لتحقيق رؤيته حول النصر الكامل. 

وبعد رفح، من المتوقع أن يتحول الجيش إلى مرحلة جديدة من القتال الأقل كثافة، وذلك بالاعتماد على غارات تستند إلى المعلومات الاستخباراتية.

الشجاعية

وأفاد مسؤول عسكري بارز لوول ستريت جورنال، بأن العملية العسكرية في الشجاعية تهدف إلى منع حماس من إعادة تجميع صفوفها. 

وأضاف من داخل الشجاعية "سنناور مجدداً حيث نرى أن هناك محاولة لإعادة التجمع وإعادة الحكم، أو أي محاولة لجلب أي نوع من الأسلحة". 

وأضاف أن حماس تحاول مهاجمة إسرائيل بقذائف الهاون والصواريخ من فوق الأرض ومن تحت الأرض أيضاً من خلال هجمات عبر الأنفاق. 

وتابع "لن نسمح بحدوث ذلك". 

وأشار إلى أن المداهمة الأخيرة للشجاعية استندت إلى معلومات استخباراتية. 

وأضاف "ما كنت لأذهب إلى هناك من دون أن تكون لدي معلومات".
وشهد حي الشجاعية قتالاً عنيفاً في الحرب وكان المكان الأكثر دموية بالنسبة للجانب الإسرائيلي، عندما قتل 9 جنود في ديسمبر  (كانون الأول) في كمين نصبه مقاتلون من حماس.
وفي 15 ديسمبر (كانون الأول)، قتل الجيش الإسرائيلي بالخطأ ثلاثة رهائن إسرائيليين ظناً منه أنهم مقاتلون.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل نحو 14 ألف مسلح في القطاع، أي نحو نصف العدد الذي يعتقد أن حماس كانت تمتلكه قبل الحرب، لكن الحركة لا تزال قادرة على تجنيد مقاتلين جدد.
ويقول محللون عسكريون إن حماس تنقل قواتها من مكان إلى مكان، وتتفادى في أحيان كثيرة الاشتباك المباشر مع الجيش الإسرائيلي، في محاولة للبقاء، وشن حرب عصابات باللجوء إلى تكتيك الكر والفر.
وبحسب الجنرال الإسرائيلي المتقاعد عساف أوريون: "لا أعتقد أن حماس تتطلع إلى معركة واسعة، تزج بها كل قواتها في الميدان وتنتظر منا أن ننتهي منهم. إنهم يتحركون في الأنحاء ويتجنبون الاحتكاك على نطاق واسع، لأنهم يعملون على حفظ قواتهم".