لا تخفى ملامح التراجع الجسدي والذهني التي يعاني منها الرئيس الأمريكي جو بايدن على أحد، وتجلت للعيان في آخر مناظرة مع خصمه دونالد ترامب، وأصبحت مثار جدل لا يتوقف، إذ أكدت مصادر أمريكية مطلعة، أن الرئيس الديمقراطي الثمانيني، ظهر بصورة مماثلة للمناظرة البائسة قرابة 15 إلى 20 مرة في العام ونصف العام الماضيين.

ومن بين هؤلاء الشهود على ظهور بايدن بصور بائسة، مقربون منه، وحريصون على نجاحه في المكتب البيضاوي لأربع سنوات إضافية في انتخابات الرئاسة المقبلة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، وفق ما ذكرته شبكة "فوكس نيوز" الإثنين.

وقال الصحافي المخضرم كارل برنستين، خلال استضافته من قبل المذيع الشهير أندرسون كوبر على شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن "جو بايدن الذي رأيناه في مناظرة (عرض الرعب) الأخيرة، ليس انفراداً، هذا شيء تكرر 15-20 مرة في العام ونصف العام الماضيين".
وأضاف برنستين "الأمر المهم للغاية هو الأشخاص الذين يأتي منهم هذا الأمر، وكذلك عدد الأشخاص المحيطين بالرئيس الذين يعرفون مثل هذه الأحداث، بما في ذلك بعض الصحافيين الذين شهدوا بعضاً منها".

وفي إشارة إلى خطاب بايدن للأمة رداً على حكم المحكمة العليا المتعلق بمنح ترامب حصانة قانونية يوم الإثنين، تابع برنشتاين قائلاً: "نرى الليلة كما يقول هؤلاء الأشخاص، الرئيس بايدن في أفضل حالاته على الإطلاق، ومع ذلك فهؤلاء الأشخاص الذين دعموه، وأحبوه، وقاموا بحملات من أجله، ويرونه كثيراً، يؤكدون أنه في الأشهر الستة الماضية على وجه الخصوص، كانت هناك حالة ملحوظة عند الرئيس بايدن من التدهور المعرفي والعجز الجسدي".

وزعم الصحافي المخضرم البالغ من العمر 80 عاماً، أن المصادر التي تحدث معها قالت إنهم حذروا خلال العام الماضي حليف بايدن الرئيسي رون كلاين، الذي أشرف على الإعداد للمناظرة في كامب ديفيد، من أن لديهم "مشكلة"، وأخبروا أحد المقربين من بايدن بالحالات التي "فقد فيها الرئيس تتابع أفكاره وعجزه عن استعادتها لمرة واحدة".

وقال برنستين: "كان هناك حفل لجمع التبرعات لحملة الرئيس، وحين ظهر بايدن على المنصة، أصبح متصلباً للغاية، كما لو أنه نوع من تصلب الموت، وفق أحد الشهود المشاركين في الحفل.. وكان ذلك خلال تواجده في مطعم فور سيزونز القديم في بارك أفينيو، وحينها كان لا بد من إحضار كرسي له لإكمال الحدث".
وأضاف "أعتقد أن ما يقوله هؤلاء الأشخاص وما زالوا يقولونه لفترة من الوقت هو: نعم، إنه رائع عندما نراه، كما فعلنا الليلة، ولكن لديه أيضاً تلك اللحظات التي لا يمكن تفسيرها والتي نشعر بالقلق الشديد بشأنها".

وقال برنستين إن مصادره تصر على أن بايدن كان "حاداً" في اجتماعاته المتعلقة بالأمن القومي، إلا أنه أشار إلى أن البلاد "تتعامل مع مجموعتين من شخص واحد".

وأنتج أداء بايدن الصادم في المناظرة الأخيرة أمام ترامب زلزالاً سياسياً مع مطالبة قطاعات واسعة من وسائل الإعلام له بالانسحاب من السباق الرئاسي.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز": "لقد كان بايدن رئيساً مثيراً للإعجاب. وتحت قيادته، ازدهرت الأمة وبدأت في معالجة مجموعة من التحديات طويلة المدى، وبدأت الجراح التي مزقها السيد ترامب في التئام، لكن أعظم خدمة عامة يمكنه تقديمها الانسحاب من سباق الرئاسة".

وقال الرئيس السابق باراك أوباما في بيان يوم الجمعة دفاعاً عن بايدن: "المناظرات السيئة تحدث، ثقوا بي، أنا أعلم، لكن هذه الانتخابات لا تزال عبارة عن خيار بين شخص ناضل من أجل الناس العاديين طوال حياته وبين شخص لا يهتم إلا بنفسه. بين شخص يقول الحقيقة، ويعرف الصواب من الخطأ وشخص يكذب من أجل مصلحته".