أدى رئيس الاستخبارات الهولندي السابق ديك شوف اليمين الدستورية أمام الملك الثلاثاء، رئيساً جديداً لوزراء على رأس حكومة ائتلافية يمينية مهمتها وضع سياسة للهجرة "الأكثر صرامة على الإطلاق" في البلاد.

وبعد 223 يوما من فوز زعيم اليمين المتطرف خيرت فيلدرز في الانتخابات، تولى شوف المنصب خلفاً لمارك روته الذي بقي 14 عاماً في السلطة. 
وكتب شوف على منصة إكس "اتطلع للعمل في منصب رئيس الوزراء" وأرفق العبارة بصورة إلى جانب الملك خلال المراسيم.
وأضاف "من أجل هولندا تنعم بالأمان والعدالة مع ضمان اجتماعي للجميع. ضبط الهجرة والحوار والقيام بخيارات وإعلان موقف واضح. يمكنكم الاعتماد علي".
اضطر فيلدرز للتخلي عن طموحاته لتولي منصب رئيس الوزراء لإنقاذ محادثات الائتلاف المتعثرة، إذ يعتبر بعض شركاء المفاوضات تصريحاته المناهضة للمسلمين والمشككة في أوروبا، متطرفة جداً لقيادة الأمة.
وبدل ذلك اتفق الشركاء الأربعة في الائتلاف على غياب زعماء أحزابهم عن الحكومة، واختاروا شوف 67 عاماً. 

وقالت أستاذة التعددية السياسية في جامعة أمستردام سارة دي لانغ، إن شوف "سيكون أمامه الكثير من العمل للسيطرة على الصراعات الإيديولوجية والشخصية".
وقد تعهد بأن ينفذ "بشكل حاسم" خطط الائتلاف "لأشد سياسة قبول على الإطلاق لطالبي اللجوء، وأكثر حزمة شاملة للسيطرة على الهجرة".
ودعا اتفاق الائتلاف المكون من 26 صفحة عنوان "الأمل والشجاعة والفخر"، إلى النظر في فكرة نقل السفارة الهولندية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وقال شوف إنه يسعى لأن يكون "رئيس وزراء لجميع المواطنين الهولنديين" مضيفاً "لا أنتمي لحزب. لا أرى نفسي أخضع للسيد فيلدرز".
وقالت دي لانغ، إنه سيكون أمام فيلدرز الكثير من العمل  لإبقاء حزب الحرية التي يتزعمه تحت السيطرة لإفساح المجال أمام شوف.
ورأت  "نظراً لخبرته الواسعة في قيادة الوكالات الحكومية، سيعرف بالتأكيد كيف يدافع عن منصبه".
أضافت "لكن لا يزال السؤال مطروحاً عن كيفية استجابته إذا حاول فيلدرز الضغط عليه بالتعبير عن انتقادات علنية لعمله على منصة إكس".
وأظهر استطلاع رأي جديد لمؤسسة إيبسوس آي آند أو، ونُشر الثلاثاء ارتفاع نسبة الثقة في الحكومة من 29% في سبتمبر (أيلول) 2022 إلى 42%.

لعب شوف دوراً رئيسياً خلال أزمات، وترأس التحقيق الهولندي في إسقاط الطائرة الماليزية الرحلة إم إتش17 في يوليو (تموز) 2014 فوق أوكرانيا التي تمزقها الحرب.
وقُتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 298 شخصاً، 196 منهم هولنديون، بصاروخ روسي الصنع من طراز بوك أطلق من الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلون موالون لروسيا.
وحصل شوف، العضو السابق في حزب العمال، على دعم زعيم المعارضة اليسارية فرانس تيمرمانس، الذي وصفه رغم ذلك بـ"مرشح فيلدرز بالتأكيد".
وتأتي الانعطافة الهولندية نحو اليمين في وقت سجلت الأحزاب اليمينية المتطرفة في العديد من الدول الأوروبية ارتفاعا في شعبيتها.

ويسدل تولي شوف رئاسة الحكومة الستار على 14 عاماً، من رئاسة روته لمكتب رئيس الوزراء في "البرج الصغير"، وهي فترة قياسية على المستوى الوطني.

وقد تميزت فترات ولايته بفضائح أطاحت بحكومته لكنه ظل في السلطة، وبات يطلق عليه اسم "مارك تيفلون" بالإشارة إلى أواني الطهي المضادة للالتصاق، لبقائه في السلطة لفترة طويلة.
وفي خطاب وداع مهيب الأحد اعتذر روتة عن الفضيحة التي اتُهم فيها الآف الآباء ظلماً، وفي بعض الحالات بعد تصنيف عنصري، بالمطالبة بمخصصات مالية للأطفال عن طريق الاحتيال.