أعلنت السلطات الأردنية وفاة القيادي الفلسطيني البارز فاروق القدومي، عن عمر ناهز 93 عاماً، عقب صراع طويل مع المرض، وبعد شهرين فقط من وفاة زوجته نبيلة النمر.. فمن هو فاروق القدومي المعروف باسم "أبو اللطف"؟.

نشأة فاروق القدومي

وُلد فاروق القدومي في محافظة قلقيلية في الضفة الغربية بفلسطين عام 1931، وهاجر مع أسرته إلى مدينة حيفا عام 1948، قبل أن يعود من جديد إلى نابلس، ودرس القدومي الابتدائية في قرية جينصافوط، والثانوية في مدينة يافا، وفي عام 1954، التحق بالجامعة الأمريكية في القاهرة، حيث أنهى دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية.

ولم ينتظر فاروق القدومي تخرجه من الجامعة لممارسة الحياة السياسية، وانضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في نهاية فترة الأربعينيات، وأثناء دراسته في مصر التقى القيادي الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبوعمار"، وصلاح خلف "أبوإياد"، وعملا معاً على تأسيس حركة فتح نهاية الخمسينيات، بمشاركة خليل الوزير "أبوجهاد"، ومحمود عباس "أبومازن".

ومارس القدومي وظائف في عدة بلدان عربية، وبعد تخرجه من الجامعة الأمريكية، حيث عمل في مجلس الإعمار الليبي، ثم في وزارة النفط السعودية، ثم في وزارة الصحة الكويتية.

حياته السياسية

بعد سنوات من انضمام القدومي إلى حزب البعث العربي، أسس "أبواللطف" حركة التحرير الوطني الفلسطيني، التي أعلنت عمليتها الأولى في بداية عام 1965 ، وارتبط اسم فاروق القدومي، الذي عُرف بأنه من أشد المعارضين لـ "اتفاق أوسلو"، برئاسة الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي تقلّدها في عام 1973.

وفي عام 1969، رشّحته حركة فتح لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فأصبح رئيساً لدائرة التنظيم الشعبي، إلا أنه انتقل إلى الدائرة السياسية بعد عملية فردان عام 1973. وأقام بالأردن، غير أن السلطات الأردنية اعتقلته إثر أحداث ما يسمى "أيلول الأسود"، عام 1970، فغادر الأردن إلى سوريا.

وغادر القدومي ضمن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، بيروت إلى تونس عام 1983، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

وعارض القدومي "اتفاق أوسلو" الموقّع عام 1993، مؤكداً أنه يشكل "خيانة" للمبادئ التي قامت عليها منظمة التحرير الفلسطينية، ورفض العودة مع قيادات منظمة التحرير إلى الأراضي الفلسطينية، وبقي في تونس.

وعُرف القدومي أيضاً بمعارضته الشديدة للخلاف بين حركتي فتح وحماس، وأكد أنه "سيؤدي إلى صراع شامل بين مختلف الفصائل الفلسطينية".

ونعت كافة الفصائل الفلسطينية القيادي الكبير فاروق القدومي، ووصفوه بأنه واحد من رجال فلسطين المخلصين المناضلين الأوفياء، الذين قدموا الكثير لخدمة فلسطين وقضيتها وشعبها.