الإثنين 15 ديسمبر 2014 / 00:14

غارديان: تركيا تزعم وجود لوبي أدبي دولي ضدها

24 - إعداد: أحمد شافعي

تعرض الكاتبان التركيان، أورهان باموق وإيليف شفاق، لاتهام من الصحافة التركية الموالية للحكومة بأنهما يخضعان لسيطرة "لوبي أدبي دولي" يهاجم تركيا.

انتشرت صورتان لباموق وشافق في وسائل الإعلام الاجتماعي تحمل عبارة "إنهما مشروعان" في إشارة إلى تمثيلهما مشروعين غربيين لانتقاد الحكومة التركية

وزعمت المقالة التي نشرتها صحيفة تكفيم Takvim الموالية لأردوغان، الأسبوع الماضي، أن هذا اللوبي يختار قليلاً من الكتّاب في كل بلد، ثم يستخدمهم في مهاجمة الحكومات، بحسب ما أوردت صحيفة "غارديان" البريطانية.

مشروعان غير بشريين
وعلى إثر ذلك، انتشرت صورتان لباموق وشافق في وسائل الإعلام الاجتماعي تحمل عبارة "إنهما مشروعان" في إشارة إلى تمثيلهما مشروعين غربيين لانتقاد الحكومة التركية، وكانت مقالة في صحيفة ييني آكيت Yeni Akit الموالية للحكومة قد وصفت الكاتبين في وقت سابق من العام الحالي بأنهما "غير بشريين".

وقالت شافاق، التي صدرت لها أحداث رواياتها أخيراً في لندن بعنوان "صبي المعماري"، إن "من بين الاتهامات ما يذهب إلى أن القوى الغربية جنَّدتنا لانتقاد الحكومة، وذلك يحدث كلما نكتب ما ينطوي على نقد، كلما أكتب مقالة لصحيفة تنتقد حكومة تركيا أو تاريخها، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها بـ’لوبي أدبي دولي’".

وتضيف: "إن نظريات المؤامرة منتشرة انتشاراً كبيراً ومؤسفاً في تركيا، والناس تصدقها، وهذا النوع من البارانويا قائم طول الوقت".

خطاب كراهية ومعلومات مشوهة
وتتابع: "يقولون إن اللوبي يستعمل الروائيين، متصورين أن لنا هذه القوة، وبالطبع لن يأخذ الكثيرون هذا الاتهام على محمل الجد، ولذلك فهو منتشر في وسائل الإعلام الاجتماعي، حيث يتداولون الصورة بلا توقف، مصحوبة بكثير من الافتراءات وخطابات الكراهية والمعلومات المشوهة".

وتقول مديرة منظمة "نادي القلم"، المعنية بالدفاع عن الكتّاب وحرية التعبير في العالم، جو غلانفيل، إنهم "يزعمون أن أورهان وإيليف أداتان في يد لوبي أدبي دولي، وإنه لا يجب النظر إليهما بوصفهما كاتبين، فهما مشروعان من مشاريع هذا اللوبي، واضح تماماً أنها محاولة بائسة للنيل من مصداقيتيهما وتأثيريهما بالقول بكونهما مجرد بوقين، وليسا مثقفين مستقلين".
وتضيف غلانفيل أن "هذه ممارسة روتينية للتخويف، والحكومة سوف تستخدم أنصارها في الإعلام للتشكيك في كل من ينتقدها، فتلجأ في هذه المرة إلى أسطورة للوبي أدبي دولي من المؤكد أنه لا وجود له على الإطلاق".

تأتي مزاعم الصحيفة إثر تعليقات لباموق في سياق نشر روايته الجديدة "غرابة في عقلي"، حيث اتُهم الروائي الحاصل على نوبل في الأدب بأنه ينتقد بلده ترويجاً لكتابه، بعدما قال لصحيفة "حريت" التركية إن الرواية "تتناول القهر الذي تتعرض له النساء في تركيا"، مضيفاً: "إننا إذا كنا سننتقد تركيا من الخارج، فسوف ينصب انتقادنا على مكان المرأة في المجتمع".

أردوغان و مكانة المرأة
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثار عاصفة بقوله الشهر الماضي إن النساء لا يتساوين مع الرجال، فقد قال "إن ديننا [الإسلام] يدافع عن مكان المرأة: وهو الأمومة، ومن الناس من يمكن أن يفهم هذا، ومنهم من لا يفهمه، وليس بوسعكم أن تشرحوا هذا للنسويات لأنهن لا يقبلن مفهوم الأمومة"، مضيفاً أن معاملة الرجال والنساء بالتساوي "تتعارض مع قوانين الطبيعة".

وقال في قمة في إسطنبول حول العدالة والنساء إن "شخصيات النساء مختلفة، وكذلك عاداتهن، وتكوينهن الجسماني، لا يمكنكم أن تساووا أمًّا ترضع ابنها برجل، لا يمكنكم أن تجعلوا النساء يعملن في مثل وظائف الرجال، كما في الأنظمة الشيوعية، لا يمكنكم أن تضعوا في يد امرأة رفشاً وتقولوا لها اعملي، هذا ضد الطبيعة الرقيقة".

من جانبه، صرّح باموق لصحيفة حريت الأسبوع الماضي أن "ساستنا يدلون بتصريحات طائشة في هذا الصدد، حينما يريدون أن يثيروا صراعاً، وأسوأ ما في الأمر أن ثمة خوفاً، فالجميع في ما أرى خائفون، وهذا غير طبيعي، لقد تدنت حرية التعبير إلى مستوى منخفض للغاية، وأصدقائي يحكون لي أن هذا الصحفي خسر وظيفته، بل إن الصحفيين المقربين للغاية من الحكومة باتوا الآن يتعرضون هم أنفسهم للتحرش".

وتوافقه شافاق الرأي قائلة إن "الروائيين في تركيا أشبه بشخصيات عامة، نتعرض هناك للكثير من الهجمات، لقد اتُهمت في الماضي بإهانة تركيا، وبالخيانة، وبمحاباة الأمريكيين، وأحاول أن لا آخذ المر على محمل شخصي، ولكننا بالقطع نشهد انحداراً لحرية التعبير في تركيا، لا سيما في السنوات القليلة الماضية، والوضع يزداد سوءاً، والكتابة النقدية تزداد صعوبة يوماً بعد يوم".