سفاح داعش محمد إموازي
سفاح داعش محمد إموازي
الأربعاء 4 مارس 2015 / 08:11

محاكمات افتراضية لسفاح داعش

24 - إعداد: طارق عليان

تساءلت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها عن الأسباب التي دفعت عشرات الآلاف من المسلمين الشباب لترك منازلهم الآمنة من أجل الانضمام لتنظيم داعش والانخراط في الحرب في العراق والشام، مشيرةً إلى أن "هناك من يبرر ذلك بالفقر وانعدام الفرص التعليمية وغياب حكومة توافقية".

وأبدت الصحيفة عدم تقبلها للتبريرات التي يسوقها المدافعون عن "محمد إموازي"، المعروف اصطلاحاً باسم "الجهادي جون" لظهوره في فيديو يقوم فيه بقطع رؤوس أسرى غربيين.

معاملة قاسية
ونوّهت الصحيفة إلى إن إموازي شاب في منتصف العشرينات من العمر، ووُلد في الكويت وترعرع في لندن، ودرس في جامعة وستمنستر. واشتبهت فيه السلطات البريطانية في أوائل عام 2009 لمحاولته القتال في الخارج. وفي مراسلاته البريدية الإلكترونية عام 2009 مع مؤسسة كايج الحقوقية البريطانية التي تنسق حملات ضد ما تسميها "سياسات الدولة التي وُضعت كجزء من الحرب على الإرهاب"، اشتكى إموازي من المعاملة القاسية التي زعم أنه تلقاها على يد محققي وكالة الأمن الداخلي في بريطانيا.

ووصف مدير أبحاث في كايج، عاصم قرشي، الشاب محمد إموازي بأنه "شاب جميل" اندفع نحو التطرف بسبب فرط حماس المحققين البريطانيين.

جدير بالذكر أن السيد قريشي ليس ناشط حقوق مدنية تقليدي برغم أن معظم وكالات الأنباء تصفه بذلك، فهو يقول مثلاً في خطاب فيديو مسجل في عام 2006: "عندما نرى مثالاً لإخواننا وأخواتنا الذين يقاتلون في الشيشان والعراق وفلسطين وكشمير وأفغانستان، سنعرف أين تكمن القدوة".

بريطانيا سبب تطرفه
ويصرح السيد قرشي الآن بأن "السياسات الداخلية الخانقة التي تهدف إلى تحويل الشخص إلى مخبر ولكنها تمنع المرء من تلبية احتياجات الحياة الأساسية قد تركت انطباعها الدائم على إموازي"، مضيفاً أن "بريطانيا هي السبب في تطرفه".

وترى الصحيفة أن المشكلة في هذه الحجج تكمن في أن وكالة الأمن الداخلي البريطانية لم تستجوب إموازي عشوائيّاً. وإذا كان هناك شيء يمكن الحديث حوله، فإنه يتعلق بعدم استجوابه بما فيه الكفاية. وتُظهر قضيته الحاجة إلى حاجة أجهزة المخابرات والأمن في جميع أنحاء الغرب إلى التقدم بخطوة نحو التحقيق مع المشتبَه بهم في أنهم في طريقهم إلى الجهاد. وربما اتخاذ موقف أقل تسامحاً كان قد أدى لإيقاف الرائد في الجيش الأمريكي نضال مالك حسن قبل جريمته الإرهابية في عام 2009 في فورت هود.

إهانة
وتؤكد الصحيفة، أن الخطأ الأعمق في نظرية التظلم من التطرف الإسلامي هو أنه يبرئ المسلمين من مسؤوليتهم عن أفعالهم كما لو أنهم غير قادرين على معرفة الحق والباطل في سلب حياة إنسان أو التحول إلى قتلة في حال تعرضهم للازدراء الشخصي أو تعرض معتقداتهم للانتقاد. فهذه الأعذار المذلِّة إهانة أكبر للمسلمين من أي شيء قد فعله محققون بريطانيون متحمسون.