السبت 28 مارس 2015 / 17:14

عاصفة عربية تعصف بعمائم الفتنة



حين قنط ورّاق صنعاء ولملم أوراقه، وسكب ساقي البن العدني قهوته الباردة على جمر الغضا، وسكنت ريح الصبا اليمانية، هبت عاصفة الحزم. لم تكن ريحا هوجاء، أو ضربة عشواء، لقد كانت في ساعة حسم مطلوب، وحزم محسوب، لقد هبت في ساعة هبوبها، لتحصد عمائم فتنة، وتكسر خناجر غدر، فأي ريح طيبة أتت بها.

إنها ريح عربية، هاجت من نجد والحجاز، ومن سواحل الخليج، وسهول مصر والسودان، امتزجت فيها الحكمة اليمانية بالحزم البدوي، والمروءة الخليجية بالعراقة المصرية. فكانت عاصفة ضد البغي، الذي حسب أن الصبر والصمت عيّ، ولم يدري بأن آخر العلاج الكيّ.

قرار حكيم من بقية باقية من العرب العاربة، لولاها لأعلن العالم وفاة العرب. غير أن بني عدنان وقحطان أمة لا تموت وفيها قيادات تحمل همَّ الأخ، وشعوب تراعي حق الجيرة، وجيوش تنصر من وجبت نصرته، وطائرات تحلق باسم الرحمن نصرة للأوطان، ورجال يضحون بأنفسهم نصرة للحق، فلمثل هذا تُجَهَّزُ الجيوش ويُعَدُّ الرجال. ولتصمت تلك الألسنة التي جادلت ومارت وتعسفت وتنطعت وتلكأت، فلما هبت عاصفة الحزم طالبت بالحوار. لتخرس تلك الألسنة فلن تجني من شوك المجوس الذي زرعته عنب اليمن.

ليست يعربية تلك الخناجر التي يحملها الحوثيون، إنها خناجر غدر مجوسية بأيدٍ عربية – للأسف - . فضلت الطائفية المقيتة على العروبة النقية والدين السمح، فاختارات أن تكون ذنباً من أذناب المجوس، ويداً للإرهاب والحقد، ولساناً لا ينطق إلا من قلب يحمل غلا، وصدر يفور حقداً.

وليست عمائم عرب أو تيجان عز تلك التي يلوثها الحوثيون على رؤوسهم، إنها ليست بيضاء على الإطلاق وإن بدت كذلك، ليس دخن الغدر ما يشوبها فحسب، فالدخن الذي أثارته النار المجوسية جعلها سوداء، سوداء حالكة، تلتف على خيانة، وتُعْقَلُ بعقال المكر والدسيسة.

إنها رسالة قوية أرسلت إلى اليمن لتقرأ في غير مكان، ومن لم يفهمها فقد أعلنها الملك سلمان في شرم الشيخ: "إن دول الخليج استجابت لدعوة الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى للتدخل في مواجهة ميليشيات الحوثي المدعومة اقليمياً، والتي رفضت التحذيرات وهددت أمن المنطقة والسلام الدولي".

إنها رسالة تسعى لهدف، وليس أفضل من هدف نريد فيه الخير والسعادة لأهل اليمن السعيد، وهذا ما أكده الملك سلمان "إن عملية عاصفة الحزم سوف تتواصل إلى أن تتحقق أهداف الشعب اليمني في الحياة في أمن واستقرار". وإنه بإذن الله لقريب.