العلم العراقي سيرفرف في باقي المناطق  (تويتر)
العلم العراقي سيرفرف في باقي المناطق (تويتر)
الأربعاء 1 أبريل 2015 / 15:15

القوات العراقية تطارد داعش في مدينة تكريت

بدأت القوات العراقية اليوم الأربعاء مطاردة المتطرفين بين الأنقاض المنتشرة في شوارع مدينة تكريت بعد تحريرها من سيطرة داعش، وسط حذر من العبوات المفخخة التي تركوها خلفهم.

وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي الثلاثاء تحرير مدينة تكريت شمال بغداد ورفع العلم العراقي على مبنى محافظة صلاح الدين فيما يرى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بانه "ثمة عمل كبير يجب القيام به".

وشهدت مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، احتفالات بعد إزالة راية داعش السوداء ورفع العلم العراقي بدلاً منها، بعد عملية عسكرية كبيرة.

وعلى الرغم من ذلك، ما زال مصير مئات المتطرفين مجهولاً ويعتقد بانه مازال هناك من يتحصن منهم داخل المدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد)، معقل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

إعلان تحرير المدينة
وأعلن العبادي في بادئ الأمر، استعادة السيطرة على مناطق وسط وجنوب وغرب تكريت، لافتاً إلى أن القوات العراقية "تقوم بتطهير باقي المناطق بسبب تفخيخ داعش المنازل والطرق".

وأشار متحدث باسم التحالف الدولي الذي وجه ضربات جوية ضد المتطرفين في تكريت بأنه من السابق لأوانه ادعاء النصر في معركة مستمرة منذ عدة أشهر.

وقال الميجور كيم ميكلسن: "ما زالت أجزاء من المدينة تحت سيطرة داعش ومازال هناك عمل يجب القيام به".

من جانبه، قال بريت ماكرك مبعوث نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى التحالف، إن القوات العراقية حققت "تقدماً شجاعاً" في تكريت.

واعترف كريم النوري القيادي البارز في منظمة بدر أحد ابزر الفصائل الشيعية التي تقاتل في تكريت، بأن تكريت لم تطهر تماماً. وقال النوري إن "العديد من المباني مفخخة والقناصة مازالوا موجودين" في حي القادسية في شمالي تكريت.

وقال بهاء عبد الله نصيف أحد عناصر الشرطة: "نحن وسط مدينة تكريت وتم تحرير جميع المباني الإدارية".

سير المعارك
ولم يعلن عن عدد الإرهابيين الذين قتلوا أو أصيبوا أو اعتقلوا خلال المواجهات. كما لم تعلن المصادر الحكومية عن عدد الضحايا منذ بدء المواجهات في الثاني من مارس (آذار).

وقامت القوات العراقية، الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلين من أبناء عشائر سنية، بمحاصرة تكريت على مدى أسبوعين من سير العملية.

وشهدت المعركة هدوءاً أحياناً بسبب حذر القوات الحكومية والموالية لها من تواجد القناصة والعبوات الناسفة التي زرعها المتطرفين كوسيلة دفاعية.

وكانت ايران البلد الأجنبي الرئيسي الداعم للعراق في المراحل الأولى من المعركة لكن ضربات الجوية لدول التحالف أثبتت كفائتها في كسر ظهر مقاومة الجهاديين.

وكانت حكومة رئيس الوزراء نوري العبادي وجهت طلباً إلى التحالف الذي تقوده واشنطن الذي بدأ بتقديم الدعم منذ أغسطس (آب) في مناطق متفرقة من العراق، بتوجيه ضربات جوية على تكريت.

وبدأت طائرات مقاتلة أمريكية في 25 مارس (آذار)، تنفيذ ضربات على تكريت كما شاركت طائرات فرنسية في العملية.

لكن ضربات التحالف الجوية، دفعت بعض الفصائل الشيعية التي لعبت دوراً كبيراً في المعارك، إلى تجميد مشاركتها في الهجوم على تكريت.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية التي كانت قلقة من الدور الذي تلعبه ايران في العملية وحلفائها، بانها اشترطت تدخلها بتولي القوات النظامية (الحكومية) قيادة العملية.

لكن بعد أن أعطى كل من الجانبين لنفسه غطاء سياسي، شارك كلاهما في الهجوم التي نفذت هذا الإسبوع.

ما بعد المعارك
وتم إخلاء شبه كامل لأهالي مدينة تكريت التي يسكنها حوالى 200  ألف نسمة، قبل بدء العملية، ولا يوجد أي مؤشر على بقاء البعض منهم خلال الأيام الماضية.

وبدأ آلاف النازحين من أهالي محافظة صلاح الدين، حيث تقع تكريت، خلال الأيام الماضية بالعودة من بغداد إلى مناطق في صلاح الدين، التي تم تحريرها.

لكن حجم الدمار الذي لحق بمدينة تكريت بسبب العبوات الناسفة التي فجرت فيها، قد يؤخر عودة الأهالي إليها.

وانتشرت عجلات مدرعة تضررت خلال الهجوم، في الجانب الغربي من مدينة تكريت حيث سمعت أصوات طائرات مقاتلة تحوم في سماء المدينة.

وتمثل تكريت معقل الدكتاتور المخلوع صدام حسين رمزاً لعناصر حزب البعث المنحل الذين وقفوا إلى جانب المتطرفين في الصيف الماضي، أهمية كبيرة لحكومة بغداد.

وتسعى القوات العراقية التي نفذت عمليات لتطهير مناطق جنوب بغداد، خلال العام الماضي، إلى التوجه شمالاً بعد تحرير تكريت للتوجه نحو تحرير الموصل، شمال بغداد، التي تمثل المعقل الرئيسي لداعش في العراق حالياً.