الناشطة دلال سندي (رووداو)
الناشطة دلال سندي (رووداو)
الخميس 28 مايو 2015 / 19:52

فتاة يزيدية تروي قصص الاعتداءات الجنسية في مقرات داعش

24 - إعداد: محمود غزيّل

استطاعت الناشطة السويدية - الكردية، دلال سندي، الاستحواذ على اهتمام المتابعين لها على موقع فيس بوك، بعد نشرها منذ يومين شهادات لفتيات ونسوة هربن من اعتداءات تنظيم داعش الجنسية.

ومن بين الشهادات التي حصلت عليها سندي، قصة فتاة يزيدية تبلغ 17 عاماً، تعرضت لأسوأ ما هناك من وحشية وعبودية واعتداء جنسي، من دون نسيان الجانب النفسي الذي تعيش فيه الفتيات طوال حياتهن بعد تجارب مماثلة.

وبحسب شهادة تلك الفتاة، فإن قيادياً روسياً في صفوف داعش، "احتفظ" بمجموعة من النسوة كعبيد للممارسة الجنس، حتى آخر لحظات من مقتله، إلى جانب حراسه الشخصيين، من قبل قوات البشمركة.

وتروي الفتاة، التي لم يذكر اسمها، ما كان يحصل "كان يطلب منا الثلاثة الوقوف عراة جنباً إلى جنب في كل صباح. من ثم كان يختار القيادي مع من يريد تمضية ما تبقى من اليوم، بعد أن يقوم بشم رائحتنا نحن الفتيات".

وبعد أن يختار القائد الفتاة التي يريدها، يقوم حراسه بأخذ ما تبقى لأنفسهم.

وتضيف الفتاة "كانوا سيئين للغاية، ضربوني، وكان شخصان يأتيان في نفس الوقت"، وتشير إلى أنها كانت تتمنى أن يختارها الروسي، "لأنه لم يكن يضربنا كما الآخرين، كان الأمر أشبه بالاختيار ما بين الموت والموت".

فندق للإعتداءات الجنسية
وبحسب شهادة الفتاة، التي نقلها موقع "رووداو" الكردي اليوم، فقبيل عملية البيع، تم أخذها إلى فندق كبير في منطقة الموصل يدعى "غالاكسي"، حيث رأت هناك مبنى مليئاً بالنسوة والفتيات، جميعهن عراة إما نصفياً أو كاملاً.

وتقول: "أذكر أنه في اليوم الذي تم بيعي أنا وأختي البالغة من العمر 10 سنوات، كان ذاك اليوم هو الأخير الذي رأيت فيه والدتي، لا يمكنني أن أنسى قيامها آنذاك بالبكاء وشد شعرها عندما أخذونا".

ويتابع التقرير أنه تم أخذ تلك الفتاة إلى معسكر لتنظيم داعش في مدينة الرقة السورية، حيث تعرّضت هي وفتيات أخريات إلى فحص عذرية من قبل رجال التنظيم.

وتلفت الفتاة إلى أن اللواتي تم التأكد من عذريتهن، يتم أخذهن إلى غرفة تحوي 30 - 40 رجلاً، "يجعلوننا نقف أمامهم ويقومون بانتقاء الفتاة التي يريدون، كنت أظن أنني سأكون محظوظة خصوصاً أنني لم أكن على قدر جمال الفتيات الأخريات".

ولكن سرعان ما تم شراؤها مع فتاتين عبر رجل شيشاني الجنسية في أقل من 10 دقائق.

حالات الاغتصاب
وعن تعرضها للاغتصاب من قبل حراس "الروسية"، تفيد بأنه كان يطلب منها تلاوة شيء من القرآن أثناء قيام الرجال بأفعالهم، وحينما كانت تعترض، كان يتم جلدها، "وفي بعض الأحيان كانوا يسكبون المياه المغلية على فخدي".

استطاعت هذه الفتاة الهرب، بحسب شهادتها، "عندما عاد الروسية في أحد الأيام مع حراسه مصابين جراء المعارك مع القوات الكردية وتوفوا في نفس اليوم، استطعت الهروب بسرعة والوصول إلى هنا بعد مشي لثلاثة أيام، ولكن هناك فتيات أخرى عادت إلى داعش بسبب الخوف، هناك فتاة تعرضت لبتر ساقيها لأنها حاوت الهروب".

"لا أعرف لمَ هربت، لم يعد لدي شيء، كنت أتمنى أن أموت بدلاً من اختبار ما مررت به".

تعتبر هذه الفتاة اليوم وحيدة تماماً، حيث أن والدها متوف، ولا معلومات لديها عن شقيقاتها أو والدتها، "ليس لدي شيء اليوم كي أعيش من أجله، أحاول أن أنسى كل شيء، ولكن عندما أغلق عيناي أرى المقاتلين أمامي ويتنامى إحساس الداخلي بضرورة أن أقتل نفسي".

شرف العائلة
وبحسب العادات لدى العائلات المحافظة، فإن بعض الفتيات لا تزال تعيش حالة تشكل خطراً على حياتهن، بالرغم من الهروب من أيدي تنظيم داعش.

إذ على الرغم من كلام المرجع الديني الأعلى لدى اليزيديين بضرورة احتضان الفتيات اللواتي هربن من بطش التنظيم، إلا أنه في حال هذه الفتاة، فإن أحد أعمامها هددها بالقتل في حال عرف بأنه تم الاعتداء عليها جنسياً و"فقدت شرفها".

وينتهي التقرير بالإشارة إلى هذه الفتاة اليوم حامل بالشهر الثالث "لا أعلم ما يجدر بي فعله".