عنف الإخوان (أرشيف)
عنف الإخوان (أرشيف)
الجمعة 5 فبراير 2016 / 15:05

فورين أفيرز: راديكالية الإخوان في مصر

24- إعداد: ميسون جحا

بينما كان شابان مصريان يبحثان عن روس لاختطافهم أو قتلهم باسم داعش في مدينة الغردقة في مصر في بداية العام الحالي، هاجما بعض السياح، وأصابا بعضهم بجروح طفيفة.

تقول مجلة فورين أفيرز الأمريكية للتحليلات الاستراتيجية، بأن "تحقيقات أمنية أظهرت أن الشابين كانا ينتميان سابقاً لجماعة الإخوان المسلمين".

تواصل
وذكرت المجلة أنه "بعد بضعة أيام من الهجوم، كشف داعشي مصري يدعى أبو دجانة المهاجر، عبر الإنترنت كيف تواصل معه المهاجمان. إذ نشر حكايتهما، وصورة لهما وهما يقفان أمام راية داعش. وقد اختار الجهاديان، علي ومحمد، لنفسيهما أسماء مستعارة، أبو مصعب وأبو ياسين، في إطار تحولهما إلى "جنود في جيش الخلافة". وبعد إخفاقهما في عدة محاولات للانضمام إلى داعش في سوريا، جراء تشديد الحكومة المصرية رقابتها على المسافرين إلى تركيا، قرر الإثنان ممارسة نشاطهما الإجرامي داخل مصر. وليس هناك من دليل على أن قيادة داعش لعبت دوراً في التخطيط للهجوم الفاشل. كما لم يدع التنظيم مسؤوليته عنه، ويبدو أنه فعل كل ما في وسعه ليبعد نفسه عن ذلك الإخفاق. وسرعان ما ألغى أبو دجانة المنشور على صفحته دون ذكر أي تبرير.

إجازة العنف
وأشارت فورين أفيرز إلى أنه "حتى تاريخه، كانت السلفية الجهادية هي الفصيل الإسلامي الوحيد الذي أجاز استخدام العنف كوسيلة لإحداث تغيير ولإقامة دولة إسلامية، وتطبيق الشريعة الإسلامية. وكان نظيرهم في تصدير تلك الدعوات هو تنظيم الإخوان المسلمين، أكبر جماعة إسلامية منظمة في العالم. ورغم ممارسة التنظيم العنف في الماضي البعيد نسبياً، إلا أنه نبذ لاحقاً تلك الوسيلة، وتحول إلى العمل السياسي كطريقة لإحداث تغيير. ولكن، في الآونة الأخيرة، طرأ تحول كبير، وظهر جناح ثوري جديد بين الجماعة، وضم بين صفوفه عناصر متشددة تدعو إلى العنف".

دعوة للانتقام
ولفتت المجلة إلى أنه "بعد خلع حكومة مرسي في أغسطس(آب)2013، سعى إسلاميون شباب للانتقام بواسطة أساليب عنفية، مستهلين عملياتهم بداية بتخريب ممتلكات عامة، مثل إلقاء زجاجات مولوتوف على سيارات للشرطة، وإحراق مباني عامة، ومن ثم بدأوا باغتيال ضباط أمن. وبعد أن أغلق الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، منافذ إعلامية إسلامية، نقل تنظيم الإخوان المسلمين عملياتهم إلى تركيا. وهناك، أنشأوا عدة شبكات فضائية، وحيث استخدم بعضها لبث رسائل هجومية وعنفية، مثل محطة "مصر الآن"، المملوكة للإخوان المسلمين. ومما يثير السخرية أن تلك المحطات أنشئت بمساعدة بعض عناصر الحرس القديم الذين يتنصلون اليوم من التحول نحو العنف".

مرحلة جديدة
وبرأي فورين أفيرز، تمر الحركة الإسلامية المصرية اليوم بمرحلة تحول لا تقل خطورة وغموضاً، عن تلك التي تمخض عنها ولادة أول خلايا جهادية تحولت فيما بعد لما عرف باسم القاعدة. وقد استدعى هذا المسار قلق الحرس القديم من الإخوان المسلمين، والذين يدركون عجز حركة تمرد مسلح عن مواجهة الدولة، ولذا شجبوا الدعوات المتصاعدة للعنف. وقد أصدر الحرس القديم (محمود عزت وإبراهيم منير، ومحمود حسين) عدداً من البيانات الشاجبة للعنف المسلح، وتنصلوا من المتحدث الجديد باسم الإخوان المسلمين، محمد منتصر، المتحالف مع الجناح الثوري. ولكن ذلك الجناح الداعي للعنف، تحدى بدوره سلطة الزعامة السابقة للإخوان، متهماً أعضاءها بعدم الكفاءة والإصرار على إقامة احتجاجات سلمية.

بذور العنف
ورغم كل تلك التحذيرات، تقول المجلة إن "بذور إخوان مسلمين راديكاليين، نمط من الإخوان المسلمين الجهاديين زرعت. وخلال أوج نفوذ الجناح الثوري في بداية 2015، يعتقد أن بعض زعمائه طالبوا مجموعة من الباحثين الإسلاميين بكتابة كتاب إرشادي حول قضية العنف. وبالفعل أصدر أولئك الباحثين كتاباً من 93 صفحة دعوا فيه للجوء للعنف لمحاربة أركان الدولة المصرية".

ولكن كما تؤكد فورين أفيرز، يرفض المصريون ومعظم المسلمين الإشارة إلى غيرهم من المسلمين باسم كفار، أو مرتدين. وحرص مؤلفو الكتاب الإرشادي على عدم الإشارة لاسم سيد قطب، منظر فكر الإخوان المسلمين، والذي ألهمت أفكاره عدداً من الجهاديين لتأسيس الحركة السلفية. وعوضاً عنه أشار مؤلفو الكتاب لحسن البنا، مؤسس الحركة، واستخدامه لرسم سيفين كشعار للتنظيم، فضلاً عن حديثه عن "القوة" كمبرر لاستخدام العنف ضد الدولة.