الثلاثاء 19 أبريل 2016 / 21:16

"الركاب المجانيون".. وجهة نظر أوباما الرجعية

إعداد:رنا نمر

على رغم الاتهامات بأن الولايات المتحدة تنسحب من الشرق الأوسط أو تتحول نحو آسيا، تقول الباحثة إيلين لايبسون إن الخطاب الذي ألقاه باراك أوباما في القاهرة عام 2009 أظهر تطلعات كبيرة إلى تحول في العلاقات بين الولايات المتحدة والعرب. فبينما اعتبر البعض أن رد فعل أوباما على الربيع العربي يعكس انعدام الخبرة، تقول لايبسون إن أوباما نفسه رأى فيه فرصة لتغيير العقد الاجتماعي بين حكومات الشرق الأوسط ومجتمعاتها. أما إشارته الأخيرة إلى العرب بأنهم "ركاب مجانيون"، فهي وجهة نظر رجعية لأن القادة العرب، وخص

يصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الرياض غداً الأربعاء للقاء القادة السعوديين والمشاركة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي الخميس، بعدما شاب العلاقات بين إدارته الديموقراطية المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات ودول الخليج فترات من التوتر خرجت الى العلن للمرة الأولى في تاريخ العلاقات القديمة بين الجانبين. وقد تجلى آخر فصول هذا التوتر في مقابلة أوباما مع مجلة ذي أتلانتيك التي شرح فيها ما بات يعرف بـ"عقيدة أوباما" ووصف فيها دول الخليج بـ"الركاب المجانيين".

وفي خضم السجال الذي أثارته تلك المقابلة في مراكز الأبحاث والصحف الأمريكية، برز سؤال أساسي عما إذا كان الشرق الأوسط لا يزال مهماً للولايات المتحدة، في ضوء انسحاب أمريكي واضح من المنطقة وتردد حيال سياسة دعم الحلفاء القدامى. وناقش باحثون أمريكيون هذه المسألة في ندوة عقدت في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، وكتب آخرون عنها في صحف ومجلات ومراكز أبحاث.

وعشية وصول أوباما الى الرياض، يفتح موقع 24 ملف العلاقة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، عارضاً فيه مواقف بعض من هؤلاء الباحثين الأمريكيين من أداء الإدارة الديموقراطية الراهنة حيال دول المنطقة.

فرصة للتغيير
فبينما اعتبر البعض أن رد فعل أوباما على الربيع العربي يعكس انعدام الخبرة، تقول لايبسون إن أوباما نفسه رأى فيه فرصة لتغيير العقد الاجتماعي بين حكومات الشرق الأوسط ومجتمعاتها. أما إشارته الأخيرة إلى العرب بأنهم "ركاب مجانيون"، فهي وجهة نظر رجعية لأن القادة العرب، وخصوصاً السعوديين وشركاء آخرين في الخليج أطلقوا مزيداً من المبادرات وتولوا مسؤوليات إضافية في السنوات الأخيرة.

الحلول الأمريكية غير صالحة
وفي الوقت نفسه، يعتقد أوباما أن بعضاً من مشاكل المنطقة ليس قابلاً للحلول الأمريكية، وأن بعض القضايا الوجودية لا يمكن معالجتها إلا على يد الشرق أوسطيين أنفسهم. ولا ينبغي أن يساء تفسير الأمر على أنه لا مبالاة أو عدم التزام، ولكن إدارته تريد أن تتحمل المنطقة مزيداً من المسؤولية في مشاكلها. وتؤكد لايبسون أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بشراكات أمنية في المنطقة، ولكن هذه العلاقات معقدة، فهي ليست اتفاقات دفاع متبادلة وملزمة - مماثلة لتحالفات الناتو" أو التحالفات الأمريكية في آسيا.

وفي سوريا، تأثرت النقاشات في شأن وجوب اللجوء إلى القوة رداً على استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيماوية، برفض الرئيس الأمريكي شن حملة عسكرية أخرى في بلد مسلم في ظل عدم وجود خارطة طريق للمرحلة التالية. أما اليوم، فيُنظر إلى هذا المنطق من منظور مختلف، وخصوصاً أن قرار الامتناع عن التدخل بقوة أكبر في عام 2013 يبدو الآن مكلفاً.

 العرب وإيران
وتؤكد لايبسون أن مسؤوليات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تتخطى المصالح المعلنة لأي دولة في المنطقة. فإذا كان الاستقرار الكلي هو الهدف الأساسي، على واشنطن أن تسعى إلى تحسين العلاقات بين الدول العربية وإيران على المدى الطويل، علماً أن إيلاء هذه الجهود اهتماماً كبيراً في الوقت الراهن قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

وتخلص الباحثة إلى أن الأهمية السياسية للمنطقة تراجعت بضع درجات في الفترة الأخيرة بسبب الاستقلال المتزايد للولايات المتحدة في مجال الطاقة. وفي المستقبل، قد تقبل واشنطن أخطاراً أكبر في الشرق الأوسط، وسيكون تدخلها في المنطقة أقل ترجيحاً.