الأربعاء 4 مايو 2016 / 12:55

سوريا ليست هولوكوست.. حتى الآن

24- زياد الأشقر

فيما يجتمع زعماء أمريكا تحت قبة الكابيتول روتوندو لاحياء الذكرى السنوية للهولوكوست، لفت روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن، إلى وجوب إيجاد مساحة لمناقشة سوريا، التي تعتبر إحدى أكبر المآسي الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.

هل يجب أن يصل عدد القتلى في سوريا إلى مستوى الهولوكوست، حتى يتحرك ضميرنا من أجل القيام بعمل فعال؟

ويحمّل الباحث نظام بشار الأسد المسؤولية الكبرى عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص، ثلثهم من المدنيين، وعن تشريد أكثر من 11 مليون لاجئ في الداخل والخارج منذ 2011، أي أكثر من سكان البلاد قبل الحرب. ومع أن اللاعبين الآخرين، وخصوصاً داعش، مارسوا القتل عشوائياً، يتحمل نظام الأسد وشركاؤه مسؤولية أعمال قتل أكثر من المجموعات الأخرى كلها مجتمعة.

ويقول ساتلوف: "بالمقارنة مع مأساة اليهود، كانت ثمة فرص واضحة لإنقاذ الكثير من ضحايا المجزرة في سوريا. وخلال الهولوكوست، تمكن 500 ألف يهودي فقط من مغادرة أوروبا. أما في سوريا، فالوضع معكوس، إذ تمكن أربعة ملايين شخص من الفرار من البلاد، أي 13 مرة أكثرعدد القتلى. وفي الحقيقة، تعكس أزمة اللاجئين العالمية الأعداد الضخمة للسوريين الذين وجدوا طريقاً للهرب.. وبكلام آخر، هناك درس واحد من سوريا، إنها ليست هولوكوست".

ويتساءل : "هل يجب أن يصل عدد القتلى في سوريا إلى مستوى الهولوكوست، حتى يتحرك ضميرنا من أجل القيام بعمل فعال؟".

بين سوريا والهولوكوست
ويلفت إلى بعض ال بين سوريا والهولوكوست، أولاً، سوريا ليست ألمانيا 1941 . فهي صغيرة وفقيرة ودولة ضعيفة من دون أصدقاء بين جيرانها وأقرب حلفائها – روسيا وإيران- على مسافة مئات الأميال. ومهما كان الوضع معقداً، فإن وضع حد لأعمال القتل الجماعي في سوريا، قد يتطلب أقل مما تطلبه النصر على ألمانيا. وثانياً، على رغم التقاء مصالح سوريا وروسيا وإيران وداعش على جعل سوريا منطقة خالية من الإعلام، فإن أدلة كثيرة ظهرت، من شهادات الضحايا، وتغطية الصحافيين، ولا يمكن أن يكون هناك شك بما يحصل في سوريا منذ عام 2011. وبهذا المعنى، فإن الصراع السوري شبيه بالهولوكوست، من حيث أن ما يجري أكبر بكثير مما كان يعتقده الناس أو الزعماء الكبار عموماً. ومع ذلك بينما كان أمريكيون كثر يشككون في فكرة أن الألمان المتحضرين يمكن أن يرتكبوا هذه الفظاعات التي اتهموا بها، لا تحدث قصص المجازر في سوريا صدمة وإنما لامبالاة.

3 ردود فعل أمريكية
ويستعيد الباحث ثلاث ثلاثة ردود فعل أمريكية على المذابح. ففي عام 1944 بعث مساعد وزير الحرب الأمريكي جون ج. ماكلاوي برسالة إلى المؤتمر اليهودي العالمي يشرح فيها لماذا لا يوجه الحلفاء طاقاتهم لقصف معسكر أوشيفيتز النازي. وبعد عقود من اتهامات له بالقسوة حيال اليهود المدانين، اعتمد طريقة أخرى عام 1986، قائلاً إن الرئيس الأمريكي الراحل إبان الحرب العالمية الثانية كان مسؤولاً عن القرار المتعلق بأوشفيتز.

وقرر بيل كلينتون عام 1994 عدم وقف حرب الإبادة في رواندا معتبراً أن لا مصالح أمريكية تملي التدخل. وبعد أربعة أعوام زار كلينتون هذا البلد مقدماً إعتذاراً رئاسياً ومبدياً ندمه.

وعلى رغم إنشائه عام 2012 "مجلس منع المجازر" الذي يعتبر من إنجازاته، فإن الرئيس باراك أوباما عاكس هذا المسار في رده على الهجوم بالسلاح الكيميائي عام 2013 على الغوطة الشرقية حيث قتل الأسد 1700 مدني بينهم أطفال.

وختم أنه عندما يدعي زعيم دولة أساسية في العالم بأن قراره عدم القيام بشيء حيال المجازر تطلب شجاعة واقتناعاً "يفترض بنا جميعاً أن نعيد التفكير بما كنا نعنيه عندما قلنا: لن يحصل الأمر مجددا أبداً".