الخميس 20 أكتوبر 2016 / 15:16

في المناظرة الثالثة.. الضربة القاضية

تعليقاً على تصريح المرشح الرئاسي الجمهوري، دونالد ترامب، في مناظرته الأخيرة، ليلة أمس، بأنه لن يحترم نتيجة الانتخابات التي ستجرى في خلال ثلاثة أسابيع، رأى بيتر بينارت، محرر في مجلة ذا أتلانتيك الأمريكية، وأستاذ الإعلام والعلوم السياسية في جامعة نيويورك، أن تلك الإجابة تمثل ضربة قاضية لحظوظه في الوصول إلى البيت الأبيض.

قدمت إجابة ترامب أنباء مطمئنة إلى أنها ستقضي عليه سياسياً، وربما على نحو أقوى مما أحدثته فضائحه الأخيرة

ولفت بينارت أن ترامب بدا في بداية المناظرة الرئاسية الثالثة منضبطاً هادئ الأعصاب، وقد أعد نفسه للإجابة على مختلف أنواع الأسئلة.
ولكنه ضيع كل ذلك فجأة، عندما فشل في استغلال تلك المناظرة لإنقاذ حملته المتهاوية، برفضه فجأة القول ما إذا كان سيحترم نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية الوشيكة.

تصدر النقاش السياسي
ويرى بينارت أنه باستثناء بعض الأخبار التي لم تظهر بعد، سوف يهيمن ذلك التعليق على الأحاديث السياسية طوال الأيام المقبلة. وخلال الأسبوع المقبل، سيذكر جميع الأمريكيين ما قاله ترامب ليلة أمس، ولسبب موجب، إذ لم يحدث قط أن أوحى مرشح حزب أمريكي كبير، بأنه لن يقر بهزيمته في انتخابات رئاسية، إلى أن ظهر ترامب.

أنباء طيبة
ولكن، برأي المحرر، قدمت إجابة ترامب أنباء مطمئنة إلى أنها ستقضي عليه سياسياً، وربما على نحو أقوى مما أحدثته فضائحه الأخيرة. وما إن انتهت المناظرة حتى بدأ الصحفيون بتوجيه أسئلة إلى جمهوريين عما إذا كانوا يوافقون على أنه ليس بحاجة للإقرار بالهزيمة. ولا شك في أن عدداً كبيراً من أولئك الجمهوريين، ومنهم القائمون على حملته الرئاسية، سيتخلون عنه.

تصريحات
فقد أبدى مايك بنس، مرشح لمنصب نائب رئيس ترامب، استعداده لقبول نتيجة الانتخاب. وقالت مديرة حملة ترامب، كيلي آن، شيئاً مشابهاً. وقال رئيس اللجنة الوطنية في الحزب الجمهوري، سين سبايسر، إن اللجنة ستقبل النتيجة. وكذلك كان حال لورا إنغراهام. ويرغب كل من سبايسر وإنغراهام وكونوي وبنس بالاحتفاظ بمواقعهم في الحزب الجمهوري في فترة ما بعد ترامب. ولذا ليس أمامهم خيار آخر.

خلافات حزبية

ويلفت بينارت إلى تركيز وسائل الإعلام الأمريكية في تغطياتها الصحفية على الخلافات داخل أوساط الحزبين الرئيسيين في أمريكا، الديموقراطي والجمهوري. وإذا امتنع حزب مرشح ما عن الدفاع عن شيء مما قاله، يتعامل الصحفيون مع ذلك التصريح بأنه غير قانوني. وذلك يعني أن ترامب، عبر رفضه الالتزام باحترام نتيجة الانتخاب، يكون قد قدم لوسائل الإعلام عذراً لمهاجمته خلال الأيام المقبلة.

خطر على الديموقراطية

ويشير المحرر إلى ما دأبت هيلاري كلينتون، طوال أشهر، على التأكيد عليه، من أن ترامب يمثل خطراً على الديموقراطية الأمريكية. وليلة أمس ، أثبت بنفسه صحة رأيها، وبشكل أقوى مما حلمت به. لقد أعطى للصحافة ولزملائه الجمهوريين الحبل لخنق مستقبله السياسي وحملته. وهم سينفذون تلك المهمة بسرور بالغ.