الثلاثاء 25 أكتوبر 2016 / 14:05

داعش بعد الموصل... إلى أين؟

24- زياد الأشقر

عن مصير داعش بعد معركة الموصل، كتب الباحث حسن حسن في صحيفة نيويورك تايمز إن تحالفاً بين القوات العراقية والكردية يندفع من أجل استعادة المدينة، ويجب ألا تكون هناك شكوك في ما يخطط له التنظيم الجهادي للمرحلة المقبلة، موضحاً أنه سيقاتل حتى النهاية دفاعاً عن معقله الرمزي والأكثر كثافة سكانية.

إذا لم تسمح الحكومة في بغداد للسنة في بغداد بملء هذا الفراغ، فإن داعش سيظهر مجدداً من الصحراء

ويقول حسن إنه إذا خسر داعش الموصل، فإن التنظيم أعد خطة طوارئ واضحة، وهي استراتيجية معلنة منذ أكثر من خمسة أشهر وتقوم على "الانحياز" أو التراجع الموقت نحو الصحراء.

وكلمة "انحياز" ظهرت في مايو (أيار)، في آخر خطاب ألقاه الناطق باسم داعش أبو محمد العدناني الذي قتل في غارة أمريكية في أغسطس (آب). واوضح العدناني أن خسارة الأراضي لا تعني هزيمة المتشددين الذين سيقاتلون حتى النهاية ومن ثم يتراجعون إلى الصحراء، للتحضير من أجل العودة، تماماً كما فعلوا بين عامي 2007 و2013.

تحذير من المستقبل
ونقلت وسائل إعلام مختلفة تابعة لداعش هذه الفكرة. واوردت نشرة "النبأ" مقالة عن الموضوع في أغسطس (آب)، ذكَرت فيها كيف انسحب الجهاديون إلى الصحراء تحت ضغط القوات الأمريكية ومقاتلي الصحوات عام 2007. وفيما تراجع المتشددون، بقي العشرات منهم من أجل شن حملة ترهيب استمرت ستة أعوام كان من شأنها تفتيت الجماعات السنية، مما جعل من السهل على داعش السيطرة على قلب المناطق السنية عندما عادت عام 2013. وقالت "إن الأحداث التاريخية تظهر أن مجاهدي داعش منعوا الكفار من الإستمتاع بيوم واحد من السلام والأمن" في تحذير مشؤوم لما يمكن أن يحدث في العراق مستقبلاً.

قتال قرب الرطبة

ووزع داعش شريطاً مسجلاً في أغسطس (آب) أيضاً صوّر في ما يسميه التنظيم ولاية الفرات. وعكس معظم تسجيلات التنظيم، التي تتحدث عن القتال في المدن، يصوّر هذا الشريط قتالاً قرب الرطبة البلدة الاستراتيجية في غرب العراق على الطريق الواصل بين بغداد وعمان في الأردن. وفي الشريط يهاجم مقاتلو داعش معسكراً ويستولون عليه من القوات العراقية والأمريكية.

ونشرت وكالة أعماق للأنباء التابعة لداعش مقاطع من الشريط المصور مع عنوان ترجمة بالإنجليزية. وبعد أسبوعين، اعادت الوكالة إنتاج فيديو مشابه وتوزيعه، جرى تصويره في الصحراء يتضمن مشهداً لجندي عراقي يُسحل في شارع.

تحضير لخسارة الأراضي
ويلفت حسن إلى أن هذه الفيديوات فضلاً عن خطاب العدناني والمقالات عن "الانحياز" تهدف إلى تحضير مقاتلي داعش لخسارة الأراضي. لكن على الولايات المتحدة وحلفاءها أن يتنبهوا أيضاً.

فولاية الفرات بالنسبة إلى داعش لا تقل أهمية عن الموصل. فمن أجل بقاء طويل الأمد، تكتسب الصحراء أهمية المدن. وولاية الفرات هي المنطقة الوحيدة التي تجتاز الحدود العراقية-السورية ثم إن المناطق البعيدة مثلها تصلح مكاناً لإختباء العناصر القيادية الذين ربما باتوا هناك فعلاً.

معنى التراجع إلى الصحراء
ويرى مسؤولون عراقيون علامات على ما يمكن ان يعنيه تراجع داعش إلى الصحراء. وقال مسؤولان أمنيان في محافظة صلاح الدين شمال بغداد في مقابلتين تلفزيونيتين مؤخراً، إن داعش يتراجع إلى مناطق جرى تحريرها منذ ديسمبر (كانون الأول) 2014 ، ليجند أعضاء جدداً وينظم هجمات مفاجئة وهجمات انتحارية في مناطق سكنية، مثلما هو الأمر في شبه جزيرة سيناء والإقليم الشمالي الغربي في باكستان، حيث لا تتمكن قوى الأمن التي تعمل بأقصى طاقتها على المواجهة.

ويخلص حسن إلى أنه لا يمكن كسب الحرب على داعش من دون ملء الفراغ السياسي والأمني الموجود اليوم في العراق. وإذا لم تسمح الحكومة في بغداد للسنة في بغداد بملء هذا الفراغ، فإن داعش سيظهر مجدداً من الصحراء.