الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الإثنين 3 أبريل 2017 / 15:08

المستقبل السياسي لروحاني بخطر.. هل يكون أشهر ضحايا الاتفاق النووي؟

يرى إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية في واشنطن، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، يعاني اليوم من أوقات عصيبة.

المرشد الأعلى الروحاني هو المحرك الرئيسي للسياسات الإيرانية، وتعليقاته الأخيرة ليست سوى مسعى يهدف لاستهداف روحاني وحكومته

وكتب في مجلة فورين أفيرز، أنه مع اقتراب موعد الانتخابات العامة المقبلة في إيران، والتي ستجرى في 19 مايو(أيار)، توجه اليوم لرجل الدين، الرئيس الإيراني، ذي الكلام المعسول، سهام حادة، لافتاً إلى تنامي الانتقادات لإدارة روحاني، ولبروز تحديات جديدة تهدد بانتزاع السلطة من قبضة الرئيس الإيراني. وقد بارك المرشد الأعلى، علي خامنئي، كلا النزعتين، وهو الذي يدفع باطراد نحو تبني سياسات شعبوية حمائية.

وعود
ويشير بيرمان لوعود روحاني إبان حملته الانتخابية بتحقيق الرفاهية لشعبه والازدهار لاقتصاد البلاد حال التوصل إلى صفقة إيرانية( كانت قيد التفاوض آنذاك) مع أمريكا وقوى دولية. وقد وافق الإيرانيون عبر صنادق الاقتراع، وأوصلوا روحاني للرئاسة. ولكن تلك الوعود الاقتصادية لم تتحقق، أقله بنظر إيرانيين عاديين. فمع أن الجمهورية الإسلامية حصدت فوائد اقتصادية ضخمة نتيجة رفع عقوبات وحصولها على أموال مجمدة بلغت 100 مليار دولار، والعودة إلى السوق المالي الدولي، يلفت الكاتب إلى أن الإيرانيين العاديين لم يلمسوا ثمار ذلك الانتعاش الاقتصادي، بل استفادت منه الحكومة لعقد صفقات لشراء أسلحة، وللمضي قدماً في تعميق مغامراتها الخارجية، كما يحصل في سوريا واليمن. وكمثال واضح، يعاني ربع إجمالي القوة العاملة في إيران من البطالة. وأظهرت تقديرات أخرى أن نسبة 15% من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر.

سخط
ولذا لا عجب، برأي بيرمان، من تلاشي متزايد للتفاؤل الأولي الذي رافق الاتفاق النووي. وبالفعل كشفت دراسة أجراها في يناير( كانون الثاني) 2017، مركز الدارسات الأمنية الدولية التابع لجامعة ميريلاند الأمريكية، إلى تراجع الحماسة للاتفاق بين الإيرانيين، ولتنامي السخط حيال عدم وجود أية فوائد ملموسة. فقد أشارت الدراسة إلى أنه "بعد مرور عام على تطبيق الصفقة، ورفع عقوبات مرتبطة بنشاط إيران النووي، يعتقد معظم الإيرانيين أن بلدهم لم يجنِ الفوائد الموعودة، وأن ظروف المعيشة لم تتحسن كنتيجة للصفقة النووية".

نفور
ويقول بيرمان إن تلك المشاعر ترجمت، بدورها، إلى نفور من روحاني. وقال خامنئي في رسالة رسمية وجهها بمناسبة الاحتفال بالسنة الفارسية الجديدة في 20 مارس(آذار): "أشعر بآلام الفقراء والطبقة الدنيا من الشعب، وخاصة بسبب ارتفاع الأسعار والبطالة واللامساواة. لقد اتخذت الحكومة خطوات إيجابية، ولكنها لم تلبِ توقعات الناس وتطلعاتي أيضاً".

ودعا خامنئي في كلمته للعودة إلى فكرة "الاقتصاد المقاوم"، والذي يتطلب، وعوضاً عن التركيز على استثمارات أجنبية، كأولوية رئيسية لحكومة روحاني، للتركيز على قضايا الإنتاج المحلي والتوظيف، وخاصة الشباب".

ويشير الكاتب إلى حقيقة كون المرشد الأعلى لروحاني هو المحرك الرئيسي للسياسات الإيرانية، ولذا يرى أن تعليقاته الأخيرة ليست سوى مسعى يهدف لاستهداف روحاني وحكومته. وكانت الرسالة واضحة: إما أن تعدل سياساتك أو أن ترحل.

منافسون
وفي هذا السياق، برز منافسون لروحاني في الانتخابات المقبلة، ويأتي على رأسهم الرئيس السابق الذي يسعى للعودة إلى منصبة السابق. ولكن خامنئي طالبه في الخريف الماضي بالعدول عن مسعاه.

ولكن، برأي بيرمان، حتى لو لم يعد نجاد يشكل تهديداً سياسياً، هناك آخرون مثل إبراهيم رئيسي ، نائب كبير القضاة سابقاً، والذي عين في العام الماضي كمسؤول عن ضريح الإمام رضا في مشهد، وهو منصب يجعله، بحسب ما ورد في موقع إخباري إيراني، أحد أقوى النافذين في إيران. وهناك منافسون آخرون، منهم وزير الثقافة الإيراني الأسبق، مصطفى ميرسالم، وعضو البرلمان محمد مهدي زاهدي.

كل ذلك لا يحمل، برأي الكاتب، مؤشرات واعدة للرئيس الإيراني الطامح لتجديد ولايته، وخاصة بعدما رهن مصداقيته السياسية على الصفقة النووية مع الغرب، والتي قد يصبح أشهر ضحاياها السياسيين.