الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون.(أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون.(أرشيف)
الثلاثاء 25 أبريل 2017 / 14:17

كيف يمكن للغرب إجبار روسيا على ضبط الأسد؟

لم يستبعد الباحثان السياسيان كولين كلارك ووليام كورتني وجود أساليب يمكن للغرب أن يعتمدها في ضغطه على الروس كي يضبطوا تصرفات الأسد.

قد تريد موسكو حلاً سياسياً "يقلص مخاطر استثماراتها في القواعد البحرية والجوية في غرب سوريا"

كلارك وكورتني، باحثان في مؤسسة الرأي "راند" الأمريكية إضافة إلى كون الثاني سفيراً أمريكياً سابقاً في كازاخستان وجورجيا، عدّدا الإمكانات المتاحة أمام الغرب على هذا المستوى، في مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

وكتب الباحثان أولاً أنّ روسيا تدافع عن نظام الأسد وتنكر الأدلة القوية التي أشارت إلى أن هذا النظام هو من شن الهجوم بغاز السارين في الرابع من هذا الشهر في خان شيخون بمحافظة إدلب. وهذا "الصلف" يصعّب على موسكو أن تحصل على المساعدة الغربية والإقليمية لتأمين مصالحها في سوريا. لذلك على الغرب أن يطلب من روسيا الحصول على تنازلات من الأسد على مستوى تسليم الأسلحة النووية قبل تجديد المفاوضات حول عمليات وقف إطلاق النار والوصول إلى تسوية سياسية.

"هراء مطلق" ... دام أسبوعين فقط
ذكّر الباحثان بأن الرئيس الروسي ادعى بأن الهجوم شنته قوات معارضة للأسد والتي يمكن أن تكون في طور القيام باستفزازات مشابهة في أمكنة أخرى داخل سوريا. وأضافا أنّ هذا الأمر من جهته، يعيد العالم بالذاكرة إلى سنة 2013 حين قتل الأسد 1300 مدني بالسلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية. حينها، اعتبر الرئيس الروسي أن أي اتهام للأسد بهذا الهجوم كان "هراء مطلقاً". بعد حوالي أسبوعين توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق يقضي بإزالة ترسانة الأسد الكيميائيّة بشكل "كامل". لكن هجوم إدلب أوضح أن الأسد خبأ سراً كميات من غاز السارين وانتهك معاهدة حظر السلاح الكيماوي التي تمنع إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية.

بين 1969 و 2017 ... الواقع نفسه؟
على الرغم من اتهام الثوار، فإن الباحثين يريان أن الكرملين وجّه انتقاده "الضمني" للأسد حين وصف ما حصل في إدلب ب "الجريمة الوحشية" في حين حذّر من أن دعم روسيا للأسد ليس "غير مشروط". "موسكو أطلقت استثمارات ضخمة في سوريا ... (لكن) إلى الآن بدون كسب النفوذ الذي تريده". ويكتب كلارك وكورتني أنّ التقييم أعلاه والذي يعود لوكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (سي أي آي) سنة 1969 "قد يكون صحيحاً اليوم". فالكرملين يبدو أكثر اهتماماً من الأسد في إيجاد تسوية سياسية لإنهاء المأساة السورية بحسب رأيهما.

روسيا أساسية
وكتب الباحثان أن بوتين أعلن في ديسمبر(كانون الأول) 2015 عدم وجود حل "غير الحل السياسي". وتفاوضت موسكو وواشنطن حول العديد من عمليات وقف إطلاق النار سنة 2016 من دون جدوى. ولما تم التوصل إلى آخر اتفاق في سبتمبر (أيلول) الماضي، أصر الأسد على "عزم الدولة السورية على استعادة كل المناطق من الإرهابيين"، ما عنى رفضاً لوقف إطلاق النار الأخير. على الرغم من ذلك، يشير كلارك وكورتني إلى أنه "لا يمكن الاستغناء عن روسيا" في أي مقاربة راغبة بإيجاد انتقال سياسي "يتم بشكل منظم" كما قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون.

عاجلاً لا آجلاً

من هنا، قد تريد موسكو حلاً سياسياً "يقلص مخاطر استثماراتها في القواعد البحرية والجوية في غرب سوريا". فقاعدتا طرطوس وحميميم قد تتعرضان للخطر إذا استمرت عمليات الهجوم المتعددة للإطاحة بنظام الأسد. ويعتقد الكاتبان بصحة ما قاله ملك الأردن عبدالله الثاني: "على بوتين أن يجد حلاً سياسياً عاجلاً لا آجلاً". وإلا فستخاطر روسيا بالمزيد من الإحراج "من زبون يبدو أنه أصبح مارقاً" بحسب تفسير الباحثين.

موسكو والخوف من الوحدة في سوريا
ولفت كلارك وكورتني النظر إلى أن روسيا لن ترغب في أن تُترك وحيدة بعد هزيمة داعش في الرقة. إذ تنقصها القوة والشرعية والدعم لقيادة مسار سلمي دولي. فهي، يتابع الباحثان، أغضبت السنة عبر دعم المحور الشيعي الذي يحضن الأسد ولا يمكنها تأمين تمويل لإعادة الإعمار بعد انتهاء النزاع. من هنا لدى الغرب أوراق يمكن أن يلعبها. إذ بإمكانه توضيح أنّ ثمن المشاركة في قيادة مسار السلام في جنيف هو دفع موسكو للأسد كي يتخلى عن جميع ما يملكه من أسلحة كيميائية وأن يخضع لجميع مقتضيات وقف إطلاق النار الذي سيتم التفاوض عليه. "لقد أنجزت موسكو انتصارات تكتيكية في سوريا، لكن من دون مساعدة غربية وإقليمية ستؤدي إلى حل سياسي، فإن مصالح روسيا العيدة المدى قد تكون بخطر".