طائرة للخطوط الجوية القطرية (أرشيف)
طائرة للخطوط الجوية القطرية (أرشيف)
الإثنين 12 يونيو 2017 / 15:42

تقرير: مكانة الخطوط القطرية مُهددة

حولت الخطوط الجوية القطرية الدوحة إلى محطة نقل عالمية في بضع سنوات فقط، لكن منعها من دخول المجالات الجوية لجيرانها على خلفية الازمة الدبلوماسية الراهنة، بات يُهدد موقعها ناقلاً رئيسياً في العالم، وفق الخبراء.

والى جانب منافستيها الإماراتيتين طيران الإمارات والاتحاد للطيران، نجحت القطرية في اجتذاب قسم كبير من مسافري مرافق العبور، الترانزيت، معتمدةً على الموقع الجغرافي لمنطقة الخليج بين الغرب والشرق.

لكن قطع الإمارات والسعودية والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر قبل أسبوع، واتخاذ إجراءات عقابية طالت قطاع الطيران، يهدد بفقدان الخطوط القطرية جزءاً من حصتها في التزانزيت، ولو مؤقتاً.

وشملت الإجراءات وقف الرحلات من والى الدوحة، ما تسبب في إلغاء عشرات الرحلات اليومية للخطوط الجوية القطرية، واغلاق المجال الجوي للدول الثلاث أمام الناقل القطري الذي بات عليه اعتماد طرق أطول متجنباً السعودية، والبحرين، والإمارات.

وقال الخبير في شؤون الطيران في شركة "ايرانسايت" الأمريكية اديسون شونلاند إن الإجراءات ضد الخطوط القطرية "ستطيل الرحلات، وبالتالي ستزيد الكلفة، وكلما يضيق المجال الجوي، كلما كبرت المشكلة".

وأضاف "عملياً، يضع الأمر قيوداً على عمل شركة الطيران التي بدأت بالتأكيد تلمس انخفاضاً حاداً في أرباحها".

ويكاد المجال الجوي البحريني الذي يغطي مساحة كبيرة من مياه الخليج يحاصر قطر بالكامل.

كما أن الطائرات القطرية عادة ما تجتاز المجال الجوي السعودي في طريقها إلى الشرق الأوسط، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية.

وتعبر الطائرات القطرية حالياً المجال الجوي الإيراني للوصول إلى أوروبا، وتُضطر إلى الالتفاف على أطراف شبه الجزيرة العربية من الجهة الجنوبية الشرقية، لتجنب المجال الجوي السعودي.

وأضيفت مثلاً ساعتان إلى رحلة الخطوط الجوية القطرية من الدوحة إلى ساو باولو في البرازيل.

وبالنسبة للرحلات إلى شمال افريقيا، أصبحت القطرية مُجبرة على استخدام المجال الجوي الإيراني ثم التركي، بدل المرور مباشرة فوق السعودية ومصر.

إلا أن الرحلات إلى اوروبا تبدو إلى حدٍ بعيد في منأى عن دائرة التأثر بالاجراءات الخليجية، إذ تواصل القطرية استخدام المجال الجوي الايراني، مع تعديل بسيط في مسار الرحلة لتجنب البحرين.

وفتحت إيران مجالها الجوي أمام 100 رحلة يومية إضافية للخطوط القطرية، لترتفع بذلك الحركة الجوية فوقها بـ17%.  

ويقول الخبير في شؤون الطيران كايل بايلي إن "مسارات رحلات الخطوط القطرية، وكمية استهلاك الوقود ستتغير وتزداد نتيجة للاجراءات في المستقبل".

وحذر شونلاند من أن زيادة وقت الرحلات ستؤدي إلى انخفاض أعداد الركاب.

وأوضح "رغم وسائل الراحة، والخدمات الممتازة، ستتراجع حجوزات المسافات الطويلة، فلا أحد يرغب في البقاء وقتاً أطول على متن طائرة".

وحسب "كابا - مركز الطيران" الذي يقدم تحليلات خاصة بقطاع الطيران، فان 90 % من ركاب القطرية، من مسافري الترانزيت.

وتمثل السعودية، والإمارات أكبر سوقين للخطوط القطرية وفق بايلي.

كما أن القطرية، أكبر شركة طيران أجنبي في الإمارات، حسب "كابا".

وقال بايلي إن "خسارة هذين السوقين سيكون عاملاً مدمراً لأموال الشركة التي ستفقد نحو 30% من عائداتها".

وكانت القطرية أعلنت في سابقة نادرة، أن صافي أرباحها في السنة المالية 2016-2017 ارتفع 22% إلى 540 مليون دولار، قبل بداية الازمة الخليجية.

يرى الخبراء أن القسم الذي ستفقده الخطوط القطرية من حصتها من مسافري الترانزيت سيعود بالفائدة على طيران الإمارات، والاتحاد للطيران اللذين سيكونان جاهزين لاستقطاب هؤلاء الركاب.

وأوضح شونلاند أن طيران الإمارات، خاصةً ستكون قادرة على ذلك بفضل أسطولها من طائرات "ايه 380" العملاقة.

وتتمتع شركتا الطيران الإماراتيتان بشبكة رحلات دولية ضخمة.

وواجهتا، إلى جانب القطرية، اتهامات من شركات أمريكية وأوروبية بالاستفادة من مساعدات حكومية، وبالتالي منافسة غير قانونية.

وقال بايلي "لا شك أن طيران الإمارات، والاتحاد للطيران، ستحصدان الفوائد، وعلى المدى البعيد، فإن زيادة عدد الركاب قد يؤدي إلى رفع أسعار التذاكر".

وفي المقابل، يُتوقع ان تفقد الشركتان إضافة إلى أخرى التزمت بالإجراءات مثل "فلاي دبي" و"العربية" عائدات كبيرة بعد إلغاء رحلاتها إلى الدوحة.

وذكر تحليل لمركز "كابا" أنه "سيكون هناك عدد قليل من الرابحين" من الاجراءات التي تطال الخطوط القطرية، معتبراً أن منع هذه الخطوط من دخول السعودية، والبحرين، والإمارات "يسيء إلى سمعة الطيران في الخليج بشكل عام".

وأوضح "في ظل المخاوف الامنية المتعاظمة، والحظر على اجهزة اللابتوب، فإن الركاب لن يفتشوا عن أسباب المنع على  القطرية، الطيران في الخليج سيصبح أقل استقطاباً للجميع".