مقاتلون من حزب الله في عرض عسكري.(أرشيف)
مقاتلون من حزب الله في عرض عسكري.(أرشيف)
الجمعة 13 أكتوبر 2017 / 13:44

حزب الله جزء أساسي من فيلق القدس.. لا حليف ولا شريك

24- زياد الأشقر

كتب طوني بدران وأمير توماج في موقع "ذا سيفر بريف" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم تصنيف الحرس الثوري الإيراني على لوائح الإرهاب. والحرس هو قوة مهيمنة داخل إيران وأداة تفرض من خلالها طهران مشاريعها في الخارج. ويعمل الحرس في أنحاء المنطقة لكنه يتمترس بعمق في لبنان، موقع سيطرة حزب الله.

حزب الله يوصف غالباً بأنه "حليف" أو "شريك" لإيران، في محاولة للإشارة إلى أن الحزب هو في الأساس لاعب لبناني يتبع أجندة واستراتيجية مختلفتين. ولكن...

وقال الباحثان إنه على مدى سنوات، وفيما كان معروفاً أن حزب الله يتلقى الدعم و"الإلهام" من إيران، فإن الكثيرين من صانعي السياسة والمحللين، تعاملوا مع الحزب على أنه لاعب مستقل تحركه "مقاومته" لإسرائيل، وأنه حزب لن يقاتل من أجل بشار الأسد في سوريا، خوفاً من المساومة على وضعه كجماعة أساسية مناهضة لإسرائيل. لكن الحرب السورية أظهرت غير ذلك. فالشهادات التي أدلت بها شخصيات أساسية تلعب دوراً في الحرب أوضحت أن الحزب الذي ظن خطأ أنه "وكيل"- يقبع فعلياً في صلب هيكلية القيادة الإيرانية.

نصرالله التقى خامنئي
والشهر الماضي، نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن زعيم حزب الله حسن نصرالله قوله لحشود، أنه سافر إلى إيران من اجل الاجتماع مع المرشد الأعلى علي خامنئي لمناقشة الوضع في سوريا خلال المراحل الأولى للحرب. وأضاف: "وقتذاك، كل شخص كان مقتنعاً بأن النظام سيسقط في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر". وأضاف أنه قال لخامنئي: "إذا لم نقاتل في دمشق، فسنكون مجبرين على القتال في الهرمل وبعلبك والضاحية والغازية والبقاع الغربي وجنوب لبنان". واستناداً إلى تقرير الصحيفة فإن خامنئي وافق على وجهة نظر نصرالله وقال إن إيران ستكون مرغمة أيضاً على القتال على أراضيها "في كرمان وخوزستان وطهران".

حزب الله في هيكلية القيادة

وليس واضحاً متى التقى نصرالله وخامنئي بالتحديد. والتاريخ المرجح للقاء هو في أبريل (نيسان) 2013، عندما أوردت الصحف أن نصرالله قام برحلة سرية إلى إيران. وبعد ذلك بشهر، وقعت معركة القصير، التي مهدت لتدخل حزب الله على نطاق واسع في سوريا. وبصرف النظر عما إذا كان هذا هو التاريخ الصحيح للقاء، فإن حزب الله يكمن في عملية التخطيط للقيادة الإيرانية وفي هيكلية القيادة والسيطرة.
 
همداني
وروى كتاب لغول- علي بابائي نشر أخيراً مذكرات الجنرال في الحرس الثوري حسين همداني الذي قتل في حلب قبل عامين. ويقول إن همداني قبل المهمة التي كلفه بها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني في سوريا منذ عام 2012، ووضع وثيقة تتضمن استراتيجية للتعامل مع الوضع السوري، وأن سليماني راجعها وطلب منه الحصول على رأي نصرالله فيها. وينقل عن سليماني إن تعليمات خامنئي كانت تقضي بأن "تكون كل سياسات محور المقاومة في سوريا تحت إشراف حسن نصرالله" الذي "يتعامل مع كل القضايا المتعلقة بسوريا بناء على توجيهات خامنئي". وهذا المشهد يفترض أن نصرالله هو جزء أساسي في هيكلية القيادة الإيرانية وأن خامنئي كلفه بدور الإشراف على المسرح السوري، لا بصفة استشارية فحسب.

النموذج الثوري
وأوضح الباحثان أنه بتوجيه من سليماني انتقل همداني إلى بيروت حيث قابل نصرالله وناقش معه خطته فضلاً عن قائد فيلق القدس في لبنان محمد رضا زاهدي المعروف بحسن مهداوي. وقدم همداني استراتيجية عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية وثقافية شاملة. وقد نشر بعضاً منها قبل مقتله عام 2015. وكانت نسخة من النموذج الثوري الذي تصدره إيران منذ عقود. ويشمل هذا إنشاء ميليشيا سورية على نموذج الباسيج في إيران، وتأسيس حزب الله السوري، وإدخال صناعة الأسلحة الإيرانية إلى سوريا. وكانت نصيحة نصرالله وقتذاك التركيز أولاً على النواحي العسكرية والأمنية، لأن القيادة السورية كانت "تغرق".

واستخلصا أن حزب الله يوصف غالباً بأنه "حليف" أو "شريك" لإيران، في محاولة للإشارة إلى أن الحزب هو في الأساس لاعب لبناني يتبع أجندة واستراتيجية مختلفتين. ولكن أدلة جديدة نظهر لماذا يجب إعادة النظر بهذا الرأي. حزب الله-مثل فيلق القدس في الحرس الثوري-هو مكون أساسي من هيكلية القيادة للجمهورية الإسلامية. وتالياً فإنه في الوقت الذي تعتمد أمريكا مقاربة عرض العضلات نحو إيران، فإن فهماً صحيحاً لعلاقة حزب الله-إيران يتيح للولايات المتحدة اعتبار الحزب فرعاً خاصاً من فيلق القدس.