وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والقطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.(أرشيف)
وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والقطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.(أرشيف)
الأحد 15 أكتوبر 2017 / 13:12

القفزة القطرية صوب إيران..تبعات سلبية أكبر من الفوائد

24- زياد الأشقر

عن الانعكاسات المستقبلية للعلاقات القطرية-الإيرانية، كتب مانويل ألميدا في موقع "عرب نيوز"، أن زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لقطر الأسبوع الماضي، وهي الثانية له هذه السنة، أتت في سياق خطوات ديبلوماسية كان من شأنها التقريب بين الدوحة وطهران في الأشهر الأخيرة.

يمكن قاعدة العديد جنوب غرب الدوحة، أن تتحول من ضمانة أمنية إلى مشكلة بسبب قفزة قطر نحو إيران

ففي خضم التحولات الكبرى في السياسات الدولية، ليست ثمة مواقف كثيرة لا يمكن التراجع عنها. ولكن القفزة القطرية الأخيرة نحو طهران قد تبرهن الذهاب بعيداً، لا من وجهة نظر دول الخليج الثلاث التي قطعت العلاقات مع الدوحة، وإنما أيضاً عندما يتعلق الأمر بشكل أساسي بخسارة قطر لرافعتها الخاصة.

نتيجة طبيعية للاضطرابات
سواء أكان ذلك طوعياً أو نتيجة حاجات قصوى، صارت التقاربات التي بدت غير محتملة، قاسماً مشتركاً في الأعوام الأخيرة بين لاعبين محليين ومع قوى خارجية على حد سواء-كنتيجة طبيعية للإضطرابات المتواصلة في الشرق الأوسط.

روسيا-السعودية
ففي الأسبوع الماضي، توجت زيارة الملك سلمان التاريخية لروسيا عملية بث الدفء وتنظيم المصالح مع موسكو. فقبل عامين، عينت الرياض سفيراً دائماً في بغداد، هو الأول منذ غزو صدام حسين للكرويت عام 1990. وهذه السنة قام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بزيارة لافتة للعاصمة العراقية.

السياسة الخارجية لتركيا

وأضاف أن انهيار السياسة الخارجية لتركيا-التي تمتلك بعمق نظرة إيديولوجية ورؤية عثمانية جديدة وفق ما يتصورها مهندسها الرئيسي رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق أحمد داود أوغلو- فتحت الباب أيضاً أمام بدء ديبلوماسيات جديدة. وبعد ستة أعوام من النزاع بسبب حادثة أسطول غزة عام 2010، توصلت تركيا وإسرائيل إلى اتفاق على تطبيع العلاقات في يونيو (حزيران) من العام الماضي.

روسيا-تركيا
وذكّر بأن التوترات المتصاعدة بين أنقرة وموسكو بسبب النزاع السوري، زادت على رغم علاقاتهما التجارية المهمة، بعد إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية في المجال الجوي التركي. وفي نهاية المطاف قدم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اعتذاراً، واصفاً روسيا بأنها "صديق وشريك استراتيجي". واليوم، تتصرف تركيا على أساس أنها شريك مقرب من روسيا، فيما علاقاتها مع الولايات المتحدة بلغت مستوى متدنياً غير مسبوق.

إيران-قطر
و منذ تفجرت في يونيو (حزيران) الأزمة الديبلوماسية مع قطر، استعادت الدوحة كامل العلاقات الديبلوماسية مع طهران. ومن بين الانتهاكات القطرية الأخرى للاتفاق الذي وقعه الشيخ تمبم بن حمد آل ثاني عام 2013 حول كان التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الشقيقة وتمويل الجماعات المتطرفة. وهذه هي معظم النشاطات التهديدية التي يتهم معظم الجيران إيران بها.

اختبار للعلاقة
واعتبر ألميدا أن اتساع المظلة العسكرية التركية ربما توفر بعض الضمانات للدوحة، لكن هناك أمور أكثر بكثير يمكن النظام الإيراني القوي فعلها لجعل قطر في موقع غير مريح. ولا تزال هناك حرب بالوكالة في سوريا، ومصالحهما لا تتطابق في كل القضايا، كما ان هناك أزمات أخرى ستشكل اختباراً جدياً للعلاقة. وواحد من هذه التحديات هو التوتر المتزايد بين إدارة ترامب وإسرائيل من جهة والحرس الثوري الإيراني وجماعات إرهابية وميليشيات أخرى تدعمها إيران من جهة أخرى. ويمكن قاعدة العديد جنوب غرب الدوحة، أن تتحول من ضمانة أمنية إلى مشكلة بسبب قفزة قطر نحو إيران.