منطقة مزروعة بالألغام في الرقة.(أرشيف)
منطقة مزروعة بالألغام في الرقة.(أرشيف)
الأربعاء 15 نوفمبر 2017 / 15:18

ألغام الرقة...عائق كبير أمام إعادة الأعمار

بعد تحرير مدينة الرقة السورية من داعش، بدأ سكانها العودة إلى بيوتهم. لكن داعش خلف وراءه قاتلاً في شكل ذخائر غير منفجرة، تتكون من ألغام وشراك.

من أجل استكمال الهزيمة الكاملة بتنظيم داعش، داخل الرقة وحولها، ولتأمين الظروف من أجل عودة الحياة الطبيعية للمدينة، لا بد للولايات المتحدة أن تساعد شركائها على إزالة جميع الألغام والشراك المنتشرة في شوارع المدينة وأحيائها

وتنقل كمبرلي ميتكالف، خدمت لأكثر من عشر سنوات في الجيش الأمريكي، وعملت في كل من العراق وأفغانستان والأردن وتركيا وسوريا، عن أحد معارفها الذي عاد إلى أسرته في المدينة، قوله إن من عاشوا في ظل ظروف فظيعة تحت حكم داعش، ومن شردوا داخل سوريا خلال القتال، مستعدون للعودة رغم الخطر الفوري لتلك القنابل.

عودة فورية
وبحسب رجل ثانٍ من سكان المدنية، يوجد فقط ستة منظمات متخصصة في نزع الألغام تقوم حالياً بإزالة تلك المتفجرات. وجاء في تقرير نشرته جمعية "الرقة تذبح بصمت"، في الثاني من نوفمبر ( تشرين الثاني)، أن المدينة لن تتخلص نهائياً من الألغام والقنابل غير المنفجرة قبل ستة أشهر أخرى. ولكن، في الوقت ذاته، لا شيء حالياً يمنع الرقاويين من العودة إلى منازلهم.

وتقول متكالف إن سوريا ليست بعيدة عن ذاكرتها، وهي التي أمضت فيها السنوات الثلاث الأخيرة في محاربة داعش على أرضها، لصالح الجيش الأمريكي.

وضع مشابه
وتشير الكاتبة لما شهدته، في مثل هذا الوقت من العام الماضي، عندما كانت تعمل في مدينة منبج، شمال سوريا، ثانيية المدن السورية التي تحررت من داعش. وقد كان تحرير المدينة بمثابة نصر استراتيجي بالنسبة لقوات التحالف، لأن موقعها سهل عبور مقاتلين أجانب من تركيا إلى سوريا. وقد هيأ تحرير منبج لقوات سوريا الديمقراطية ( قسد) الظروف لتحرير الرقة.

مستقبل غير مؤكد
وتقول ميتكالف إنها عندما حاولت فهم حقيقة الوضع في الرقة، وتحدثت عبر الهاتف مع أحد معارفها وسألته عن رأيه بالأطراف الدولية التي تتسابق لبسط نفوذها في سوريا، قال إنه لا يعرف أي فصيل سيسود، وأن مستقبل سوريا غير مؤكد. ولكن الرجل رأى ضرورة المسارعة بنزع الألغام والذخيرة غير المتفجرة من شوارع وأحياء الرقة، من أجل تقليل حصيلة الخسائر البشرية بقدر المستطاع.

آثار استراتيجية
وبرأي الكاتبة، لربما تبدو مشكلة تلك المتفجرات ثانوية لمن هم بعيدون عن ساحات الحرب، وربما يعتقدون أن وجودها متوقع في مناطق شهدت صراعات. ولكن لتلك المتفجرات آثاراً استراتيجية وحتى عند توقف المدافع عن إطلاق نيرانها. وفي حال لم تنظَّف الرقة وما حولها من تلك الذخائر غير المنفجرة، لن يستطيع عمال إغاثة ولا هيئات غير حكومية، من دخول المنطقة، لكي تبدأ عملية إعادة الإعمار. كما من شأن وجود تلك المتفجرات أن يصعب مهمة إرساء سلام مستدام في المنطقة، وإعادة وصل الرقة بأسواق، وتنشيط الحياة التجارية والاقتصادية من جديد فيها.

سلام نسبي
وعند تحقيق سلام نسبي في الرقة، يجب أن تعطى الأولوية لجمعيات الإغاثة والعمليات الإنسانية ولهيئات قادرة على نزع ذخيرة غير متفجرة. ومن عادة داعش أن يترك وراءه أفخاخاً وقنابل، فضلاً عن أن ضربات التحالف الدولي التي استهدفت وادي نهر الفرات لسنوات، ألقت بالتأكيد قنابل لم تنفجر.

ولذا كله، ترى ميتكالف أنه، من أجل استكمال الهزيمة الكاملة بتنظيم داعش، داخل الرقة وحولها، ولتأمين الظروف من أجل عودة الحياة الطبيعية للمدينة، لا بد للولايات المتحدة أن تساعد شركائها على إزالة جميع الألغام والشراك المنتشرة في شوارع المدينة وأحيائها.