حوثيون يتظاهرون في صنعاء.(أرشيف)
حوثيون يتظاهرون في صنعاء.(أرشيف)
الثلاثاء 5 ديسمبر 2017 / 14:19

زرع الفوضى في سوريا واليمن على أجندة إيران

24- زياد الأشقر

كتب الباحث حشمت علوي في موقع قناة "العربية" الإنجليزي، أنه وسط التطورات المستمرة في أنحاء الشرق الأوسط، تلجأ إيران إلى إجراءات يائسة لإنقاذ دور متراجع. وبينما تمت استعادة 85 % من اليمن من قبل التحالف المدعوم من السعودية، أفادت تقارير عن إطلاق صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على الأراضي السعودية الخميس قرب مدينة خميس مشيط جنوب-غرب المملكة.

زرع الفوضى إلى ما لا نهاية في اليمن وإيجاد العراقيل الواحدة تلو الأخرى في سوريا، هما على أجندة إيران

وفي سوريا ثمة إشارات إلى قرب وضع حد للأعمال العدائية المستمرة بعد نحو سبعة أعوام تقترب من النزف الدامي. وهذا يتعارض مع مصالح إيران في الوقت الذي يزدهر هذا النظام في مناخ عدم الاستقرار خارج حدوده للحفاظ على جذوة الإضطراب مشتعلة وتحويل الانتباه بعيداً عن مشاكله المحلية في الداخل.

ورأى علوي أن وجهات النظر المعروفة والحس السليم يقودنا إلى خلاصة مفادها أن بعض الإجراءات المعينة تؤشر إلى قوة إيران، ولكن هذا المقال يهدف إلى قول خلاف ذلك، وإن إيران، في هذه الأيام، مرغمة على الاختيار بين السيئ والأسوأ.

انخراط إيراني مباشر
ومع خروج اليمن عن السيطرة، تسعى طهران يائسة إلى إجراءات مختلفة للحفاظ على ماء الوجه رغم نكسات خطيرة. وهذا يتضمن الاشتباكات المميتة بين القوات الحوثية وتلك الموالية للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، مما يعرض للخطر المصالح المستقبلية لإيران. إن الظروف في اليمن واضحة. وليس خافياً أن طهران تدعم الحوثيين الشيعة ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. ومع ذلك فإن إيران لا يمكنها الانخراط مباشرة في اليمن عبر إجراءات برية أو جوية أو بحرية. كما أن إطلاق إيران صورايخ من أراضيها إلى الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية أو على الأراضي السعودية، هي مسألة خارج النقاش.

وأشار علوي إلى أن الخيار المتبقي هو تهريب السلاح وأجزاء الصواريخ عبر سلطنة عمان وطرق أخرى لدعم الحوثيين وتجميع الصواريخ وتجهيزها لضرب أهداف سعودية. وقد تصدت وحدات الدفاع الجوي في الرياض عن أراضيها. وعلى رغم كل المآسي، فقد تُركت مع خيار وحيد، إما مواصلة هذه الأفعال، او التخلي عن سياستها في اليمن والقبول بالهزيمة.

وقف دعم الحوثيين
وأضاف أنه من أجل جعل الأمور أسوأ، تبنى البرلمان الأوروبي مؤخراً قراراً يدعو إيران إلى وقف دعمها للحوثيين. وبغالبية 539 نائباً مقابل معارضة 13 نائباً فقط، ندد البرلمان الأوروبي بإطلاق الحوثيين الصواريخ على المصالح السعودية، خصوصاً المطار المدني في الرياض ومطار الملك خالد الدولي.

ولفت إلى أن تقريراً سرياً للجنة مراقبة العقوبات في الأمم المتحدة كشف أن الصواريخ الباليستية الأربعة التي أطلقها المتمردون الحوثيون من اليمن على السعودية هذه السنة، هي من تصميم إيران وصناعتها.

سوريا
وتحدث علوي عن ذهنية مماثلة في السلوك الإيراني في سوريا. واستشهد بصبي في ال13 من العمر ظهر على وسائل الإعلام الإيرانية يقاتل مع الميليشيات المدعومة من إيران في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور السورية. وقال الصبي إنه من محافظة مازدران في شمال إيران. ومعلوم أن القانون الدولي يحظر تجنيد الأطفال. ووصف الصبي نفسه بأنه "مدافع عن المقام"، وهو تعبير يستخدمه النظام الإيراني لتبرير إرساله قوات برية إلى سوريا والعراق.

وتوصل إلى استنتاج مفاده أن زرع الفوضى إلى ما لا نهاية في اليمن وإيجاد العراقيل الواحدة تلو الأخرى في سوريا، هما على أجندة إيران. وفي المقابل ثمة حاجة إلى جهد دولي قوي وموحد لمواجهة طموحات إيران وردعها مرة واحدة وإلى الأبد.