مفاعل الكبر النووي السوري(رويترز)
مفاعل الكبر النووي السوري(رويترز)
الخميس 22 مارس 2018 / 14:03

لوفيغارو: لهذه الأسباب اعترفت إسرائيل بقصف المفاعل السوري

التزمت إسرائيل الصمت حول قصفها في السادس من سبتمبر(أيلول) 2007 مفاعلاً نووياً بالقرب من مدينة دير الزور السورية، لكن ها هي اليوم تكشف للعلن مسؤوليتها عن هذه العملية، فلماذا الآن؟

الرسالة الأهم من هذا الاعتراف موجهة "للعدو الإيراني" وهذا ما كان واضحا في حديث وزير الشؤون الإستراتيجية إسرائيل كاتز

ذكّرت الصحفية سيريل لويس في تقرير في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن إسرائيل نفذت منذ عام 2013 أكثر من مئة عملية قصف ضد أهداف لحزب الله من دون الإعلان عنها بشكل رسمي، ما يعني أن رفع السرية عن قصف مفاعل دير الزور أعدّ بدقة ليحقق هدفًا محددًا، خصوصاً أن الخبراء العسكريين الإسرائيليين كانوا قد أدرجوا تلك العملية ضمن ما يطلق عليه "مساحة الإنكار" وفور القيام بالعملية فرض جيش الاحتلال حظراً تاماً على الكشف عن حيثياتها.

فرصة للأسد
وهدف الإسرائيليون من التكتم إلى أن يظل الغموض يكتنف طبيعة الهدف وهوية المعتدي، الأمر الذي دأبت عليه إسرائيل سعيا منها لإعطاء نظام بشار الأسد فرصة لعدم الرد دون أن يخسر ماء وجهه.

ويبدو أن الأسد كان يفهم تلك الرسالة بشكل جيد، إذ اكتفى في عملية دير الزور باتهام سلاح الجو الإسرائيلي بضرب موقع غير ذي أهمية، مُطلقا سيلاً من التهديدات المبهمة ضد إسرائيل.

ولم يُكشف النقاب عن سيناريو هذه الغارة إلا بشكل تدريجي من قبل الصحافة الأمريكية. أما نظيرتها الإسرائيلية فلم يسمح لها الجيش بنشر تفاصيل هذه الغارة إلا يوم الأربعاء، أي بعد أن قرر رسميا الكشف عن مسؤوليته عنها.

جدوى "مساحة الإنكار"
وقد أثبت مبدأ "مساحة الإنكار" جدواه في بعض الظروف، لكنه استبعد في ظروف أخرى تبين أن الكشف فيها عن العمليات كان يخدم المصالح الإسرائيلية بشكل أفضل.

فمثلاً تنقل الكاتبة عن المحلل بمركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية عوفر زالزبيرغ قوله إن القادة الإسرائيليين دأبوا على مدى الأشهر القليلة الماضية على الكشف رسمياً عن مسؤوليتهم عن هجمات ضد حزب الله أو المواقع الإيرانية، مما يعتبر تعزيزاً لرسالة الردع الموجهة لهذين الكيانين.

الوقت حان
وتضيف أن الخبراء الإستراتيجيين ارتأوا اليوم أن الوقت قد حان للكشف عن المسؤولية عن قصف مفاعل دير الزور، استجابة أولاً لضغوط وسائل الإعلام الإسرائيلية التي ظلت تنتقد الحظر المفروض عليها بخصوص هذه العملية، وثانياً لأن الإسرائيليين لم يعودوا يخشون من إقدام النظام السوري على أي رد في ظل الهضعف الذي يعاني منه جيشه.

لكن الرسالة الأهم من هذا الاعتراف موجهة "للعدو الإيراني" وهذا ما كان واضحا في حديث وزير الشؤون الإستراتيجية إسرائيل كاتز، حين قال: "هذه العملية الناجحة دليل على أن إسرائيل لن تسمح للدول التي تهدد وجودها بالحصول على أسلحة نووية" وفي هذا رد على من يقولون إن قدرة تل أبيب الرادعة تتآكل، حسب ما قالته الكاتبة.