جناح لدعم الإخوان في مؤتمر مسلمي فرنسا عام 2014.(أرشيف)
جناح لدعم الإخوان في مؤتمر مسلمي فرنسا عام 2014.(أرشيف)
الأربعاء 4 أبريل 2018 / 14:27

سطو وانقلاب واقتحام.. مقاربة إخوانية فرنسية للعمل السياسي والدعوي

سلّطت الباحثة ليسلي شو الضوء على المهرجان السنوي الذي تقيمه مجموعة إخوانيّة في فرنسا والأهداف البعيدة التي تسعى إليها، عبر تقرير أعدّته لمشروع كلاريون الأمريكي المتخصص في مكافحة الإرهاب والتطرف.

عمر الأصفر: الدعوة ليست خياراً بل هي واجب تفرضه الشريعة على جميع المسلمين طارحاً أسئلة عمّا يريده هو وتنظيمه في البلاد الغربية

فخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، عقد ملتقى مسلمي فرنسا المعروف سابقاً باسم اتحاد المنظمات الإسلامية مؤتمره الخامس والثلاثين داخل مركز لو بورجيه الواقع في إحدى الضواحي الشمالية للعاصمة الفرنسية. وتضيف الكاتبة أنّ اتحاد المنظمات الإسلامية هو الذراع الفرنسية لتنظيم الإخوان المسلمين بينما يحضر المؤتمر حوالي 150 إلى 200 ألف شخص سنوياً.
  
تضمت لائحة المتكلمين في السابق عدداً من الوجوه المتطرفة والمثيرة للإشكال مثل يوسف القرضاوي الذي أدت كتاباته وخطاباته المتطرفة إلى منعه من دخول الولايات المتحدة سنة 1999 والمملكة المتحدة سنة 2008 وفرنسا سنة 2012. وصدر بحقه حكم غيابي في مصر سنة 2013 ومذكرة اعتقال من قبل الإنتربول بسبب تحريضه ومساعدته على القتل إضافة إلى جرائم أخرى.

فيديو منشور حديثاً
تكتب شو أنّ المؤتمر خصص إحدى زواياه من أجل جمع التبرعات لصالح حفيد مؤسس تنظيم الإخوان طارق رمضان المسجون في فرنسا والذي يواجه محاكمة في قضية اغتصاب. ويرأس عمر الأصفر ذو الأصول المغربية ملتقى مسلمي فرنسا وقد وصل إلى البلاد بصفته طالباً سنة 1960. تشير الكاتبة في تقريرها إلى فيديو يعود إلى 28 أيار سنة 1994 وقد حمّلته دار رينغ الفرنسية للنشر على موقع يوتيوب، يظهر فيه الأصفر متحدثاً عن نظرته إلى الدعوة وكيفية السيطرة على دوائر القرار في فرنسا.

زرع الشقاق بين المسلمين والغربيين

شدّد الأصفر على أنّ الدعوة ليست خياراً بل هي واجب تفرضه الشريعة على جميع المسلمين طارحاً أسئلة عمّا يريده هو وتنظيمه في البلاد الغربية. وقال إنّ اليهود طرحوا هذا السؤال وأجابوا عليه منذ أن وطئت أقدامهم أرض الغرب مشيراً إلى أنّ هؤلاء "لم يضيعوا الوقت" في السيطرة على قوانينه وثروته خدمة لقضيتهم الخاصة. بينما أشار إلى أنّ المسلمين يخوضون إلى لحظة حديثه تلك، نقاشاً عمّا إذا كان يجوز لهم "الإقامة بين ظهراني الكفّار". ثم يقول إنّ الغربيين ينظرون إلى الدين على أنّه "متناقض ويجب أن يكون متناقضاً مع العلم" ويستنتج أنّ الغربيّ يرى في المسلم شخصاً يريد أن يعود به "قرنين أو ثلاثة قرون إلى الوراء". وهذا "يفرض" على الغربي "التضييق على المسلمين بصفة عامّة وعلى الإسلاميّين ... بصفة خاصّة".

العنف ليس مشكلة بحدّ ذاته
يتحدث الأصفر في الفيديو عن خيار "نصل (بموجبه إلى) أن نبلّغ دعوة الله عزّ وجلّ بانقلاب" قبل أن يستدرك ويصحح "بعمل سياسي محض نصل إلى أن نقتحم المجالس البلدية والمجالس البرلمانية". لكنّه يعود ويفضح طريقة مقاربته للعمل السياسي فيتابع قائلاً: "وأن نسطو على الحكم". ينتقد الأصفر استخدام القوة لفرض رؤية تياره للإسلام لكن ليس لأنّ استخدام القوّة غير جائز بالمطلق بل لأنّ استخدامها قد لا يكون مناسباً من الناحية التكتيكية. وتحدث عن خيار القوّة لدى جماعات "تُسمى، يُسمونها متطرفة" كما قال، وترى أن لا خيار في فرض الدعوة إلّا عن طريق العنف. فينبّه إلى هذا الأسلوب قائلاً: "لا نعتقده أسلوباً صحيحاً ولا نعتقده أسلوباً حكيماً لأنّ القوّة إذا لم تُستعمل في وقتها وفي ظرفها وفي حينها تكون فتنة وطامة على الأمة الإسلامية".

الأساليب السياسية والعسكرية نفسها
تذكر هذه الكلمات الكاتبة بخطاب ألقاه داني موريسون سنة 1991 في مؤتمر لحزب شين فين وهو الذراع السياسي للجيش الجمهوري الإيرلندي سأل فيه: "من يعتقد هنا حقاً بأننا نستطيع الفوز بالحرب من خلال صندوق الاقتراع؟ لكن هل سيعترض أي أحد هنا، إذا سيطرنا على السلطة في إيرلندا، عبر ورقة اقتراع في يد و (البندقية الحربية) أرمالايت في الأخرى؟" وتشرح شو أنّ الجيش الجمهوري الإيرلندي والإسلاميين السياسيين المتطرفين يعملون على تحقيق الأهداف نفسها المتمثلة بالاستيلاء على السلطة بواسطة الاستراتيجيات السياسية والعسكرية نفسها.