مقاتلون من هئية تحرير الشام أرشيف)
مقاتلون من هئية تحرير الشام أرشيف)
الأحد 22 أبريل 2018 / 14:57

داعش يواصل حربه الدعائية ضد هيئة تحرير الشام

لتقويض مشروعية عقيدة منافسيه، ومنهم القاعدة وهيئة تحرير الشام، نشر ما يسمى بولاية داعش في دمشق، في 11 إبريل (نيسان) شريطاً مصوراً مدته 18 دقيقة، وعنوانه" ألن يتوبوا إلى الله؟". يفتتح الشريط بصور لقذائف تتساقط، وجثث ضحايا تُسحب من تحت ركام مبانٍ ويحاول تقديم "فكرة مختصرة عن تاريخ الجهاد في سوريا"، ويثني على الدور الأولي لجبهة النصرة في الحرب هناك.

داعش ما زال مصراً على عداوته للقاعدة ولتنظيم هيئة تحرير الشام

كانت جبهة النصرة في ذلك الوقت، بداية 2013، ذراعاً لداعش بقيادة البغدادي. وكان أبو محمد الجولاني، قائد النصرة، معاوناً للبغدادي. ويلفت ثوماس جوسلين، زميل رفيع لدى معهد الدفاع عن الديمقراطيات، إلى أن الشريط يشن هجوماً لاذعاً على النصرة لاختياره "مساراً جديداً بعد خروجه عن طاعة البغدادي، وإعلانه الولاء لأيمن الظواهري، زعيم القاعدة"، ثم يظهر، عبر الشريط، جهادي مقنع ويزعم بأن تنظيم جبهة النصرة كف منذ ذلك الوقت عن محاربة نظام الأسد وحلفائه، وبدأ بمحاربة "الأتقياء" ويقصد الموالين لداعش. ويقول إن ذلك التحول أدى لتقويض جهود المجاهدين للحكم وفقاً للشريعة. إلى ذلك، وصف المتحدث الجولاني بأنه "غدَّار" بسبب خيانته للبغدادي.

تفسير انتقائي
ويقول جوسلين إنه على رغم احتواء الفيديو على شيء من الحقيقة، فهو يقدم تفسيراً انتقائياً للتاريخ. فقد أثبتت عدة أدلة أن تنظيم البغدادي كان جزءاً من شبكة عمل القاعدة، وذلك رغم وقوع مشاكل وخلافات إدارية. فقد التزم داعش بعدد من توجيهات القاعدة، ومنها الامتناع عن شن هجمات داخل إيران، وخاطب قادة القاعدة البغدادي بوصفه أحد أتباعهم.

كذب
كذلك، لم يتوقف تنظيم جبهة النصرة عن استهداف نظام الأسد بعد انفصاله عن البغدادي، كما يدعى مروجو الدعاية لداعش. ففي الواقع قاد النصرة تحالف جيش الفتح الذي اجتاح محافظة إدلب في عام 2015، واستولى على مركز المدينة وريفها. كما واصل رجال النصرة قتالهم لقوات الجيش السوري، بما فيهم المجموعة التي أعادت إطلاق تنظيم هيئة تحرير الشام  في يناير(كانون الثاني) 2017.

اتهامات

ويشير جوسلين لاتهام الهيئة بانتظام داعش بالتركيز في عملياته على مجموعات سنية وجهادية منافسة، عوضاً عن النظام السوري، ولدرجة تشبيه البغدادي بالأسد نفسه. ولذا يبدو كأن الشريط الذي بثه داعش محاولة لرد التهمة عنه.

من جهة ثانية، يشير كاتب المقال إلى فرح ظاهر أبداه المتحدث باسم "ولاية دمشق" التابعة لداعش بالهزائم التي لحقت أخيراً هيئة تحرير الشام على يد القوات السورية، في الغوطة الشرقية لدمشق، ويتباهى بعملياته ضد القوات السورية. ويعطي المروجون لداعش التنظيم صورة العدو الوحيد المقاتل لقوات الحكومة السورية، ويشير لمناطق داخل وحول دمشق تخلت عنها تنظيمات أخرى. وقد سجلت بعض المشاهد في الشريط المذكور داخل منطقة القدم في دمشق، وحيث يواصل جهاديو داعش قتالهم، حتى بعد غياب تنظيمات أخرى.

توقعات

ويشير جوسلين إلى توقعات عن احتمال أن يكون داعش مستعداً للانضمام إلى القاعدة مجدداً بعدما فقد معظم مناطق سيطرته داخل سوريا. لكن الشريط الأخير، وعمليات الدعاية تظهر أن داعش ما زال مصراً على عداوته للقاعدة ولتنظيم هيئة تحرير الشام. وقد يتباين الخلاف بين داعش والقاعدة من حين لآخر، ولكن التنظيم الجهادي الأم، القاعدة، يواصل بث رسائل تهدف لإضعاف منافسيه الجهاديين.