زعيم حماس السابق خالد مشعل والحالي اسماعيل هنية في تجمع بغزة (أرشيف)
زعيم حماس السابق خالد مشعل والحالي اسماعيل هنية في تجمع بغزة (أرشيف)
الإثنين 21 مايو 2018 / 14:11

حماس تصعّد ضد إسرائيل... الغزاويون الضحية

رأى إيليوت أبرامز، زميل بارز لدى مركز "دراسات الشرق الأوسط"، أن قادة حماس يعيشون اليوم حالة عصيبة، وأولئك الباقون تحت حكمهم في غزة يعانون الأمرين.

بعد فشل حماس في تكتيكاتها السابقة، والتي لم تجلب لسكان غزة سوى الدمار والموت، يفترض بقادة الحركة التركيز حالياً على إنعاش اقتصاد القطاع، والتفاوض على فتح المزيد من المعابر

 وكتب أبرامز، في موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، رحلت إسرائيل عن غزة في 2005، واستولت حماس علي القطاع في 2007، بعدما تغلبت على فتح هناك. ولكن حكم حماس طوال 11 عاماً، لم يحقق شيئاً عدا عن تزايد عمليات العنف والقمع للفلسطينيين المقيمين في غزة.

وعود 
وحسب كاتب المقال، ربما قررت حماس تحسين الاقتصاد، وتوفير حياة كريمة لفلسطينيين ضاقوا ذرعاً بفساد فتح وسوء إدارتها للقطاع.

ولكن عوض ذلك، ركزت حركة حماس فقط على مهاجمة إسرائيل والاستمرار في الدعوة "لتدمير الدولة اليهودية".

وفي رأي أبرامز أدى إطلاق عدة قذائف صاروخية من غزة نحو إسرائيل إلى عملية "الجرف الصامد"في 2014.

ونجم عن تلك العملية، التي دامت قرابة شهرين، مقتل أكثر من ألفي شخص، وجرح عشرة آلاف، وتدمير آلاف البيوت الفلسطينية، ولربما تعلمت حماس من العملية درساً بأن التصعيد مع إسرائيل لن يجلب سوى الدمار والمآسي، ولكنها جربت خدعاً أخرى.

دفاعات
وإذ لم تتوقع إسرائيل انطلاق صواريخ مدمرة من غزة، فقد أصابت تلك الهجمات بالهلع كل إسرائيلي يقيم قريباً من الخط الحدودي، أو في أي مكان في جنوب إسرائيل.

ثم طور الإسرائيليون دفاعات فائقة التقنية، مثل القبة الحديد التي تعترض أي صواريخ وقذائف تطلق ضد إسرائيل من أي جهة كانت. 

وسيلة ثانية
ويشير أبرامز لوسيلة أخرى اتبعتها حماس في مهاجمة إسرائيل، فحفرت أنفاقاً نحو مصر، الأمر الذي مكنها من جلب سلع استهلاكية ووقود وأسلحة.

وعلاوةً على ذلك حفرت حركة حماس أنفاقاً باتجاه إسرائيل، حيث أمكن للحركة خطف أو قتل إسرائيليين، وترويع سكان جنوب إسرائيل. لكن المصريين باشروا بإغلاق تلك الأنفاق، ونقل مواطنيهم بعيداً عن المنطقة الحدودية.

ومرة ثانية استعانت إسرائيل بتقنيات متطورة لاكتشاف الأنفاق، ثم تفجيرها ومنع بناء أنفاق جديدة.

هدف جديد
ولفت كاتب المقال إلى محاولة جديدة من حماس تمثلت في دفع حشود من سكان غزة نحو سياج حدودي، مع إدخال مسلحين من قواتها بينهم حاملو قنابل وبنادق وسواها من الأسلحة. وبدا هدف حماس واضحاً، وهو اقتحام الحواجز الحدودية والوصول إلى إسرائيل، والقتل والتدمير.

حسب أبرامز، بعد فشل تلك المحاولة، وتمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها، كان الجانب الفلسطيني الخاسر الأكبر. فقد وصل عدد كبير من الجرحى إلى مشافي غزة، فضلاً عن مقتل قرابة 60 شخصاً، وتراجعت حماس.

كما ساد هدوء نسبي في "ذكرى النكبة"، في 15 مايو( أيار). ولم يظهر سكان الضفة الغربية تضامناً كبيراً مع غزة، اللهم إلا بضع مئات خرجوا هنا وهناك، لم تزد أعدادهم عن ألفي متظاهر. كما لم تخرج تظاهرات حاشدة في عواصم عربية.

تكتيكات حماس
وبرأي أبرامز، بعد فشل حماس في تكتيكاتها السابقة، والتي لم تجلب لسكان غزة سوى الدمار والموت، يفترض بقادة الحركة التركيز على إنعاش اقتصاد القطاع، والتفاوض على فتح المزيد من المعابر، والسماح باستيراد السلع الضرورية، وتصدير منتجات، فضلاً عن منع هجمات ضد إسرائيل.

من جانب آخر، يدعو كاتب المقال مصر وإسرائيل للموافقة على تلك الترتيبات، طالما أوقفت حماس سعيها لاستيراد مزيد من السلاح استعداداً لجولات لاحقة من القتال مع إسرائيل. كما يدعو الكاتب إلى وجوب قطع حماس علاقاتها بإيران، ووجوب السماح للسلطة الفلسطينية باستئناف وجودها في غزة.

ويشير أبرامز إلى أن كلاً من إسرائيل ومصر ستقبلان بمثل تلك الترتيبات، لأن الوضع المأسوي الحالي في غزة ليس في صالح إسرائيل.

ولكن تكمن المشكلة في عدم إظهار حماس أي مؤشر على إمكانية تحولها من منظمة إسلامية متشددة إلى حكومة مسؤولة في غزة.