شرطة مكافحة الشغب الإيرانية تواجه متظاهرين في طهران (أرشيف)
شرطة مكافحة الشغب الإيرانية تواجه متظاهرين في طهران (أرشيف)
الأحد 1 يوليو 2018 / 14:24

العقوبات على إيران بدأت توجع... إضراب البازار إنذار للملالي

أفادت صحيفة "صاندي تلغراف" أن الضغوط على النظام الإيراني باتت تزداد، مع بدء التجار إضرابهم، بالتزامن مع ظهور آثار العقوبات التي أعادت إدارة الرئيس دونالد ترامب فرضها على إيران.

التوقعات كانت مرتفعة من الاتفاقية النووية، بأن ينتهي معها زمن العقوبات، إلا أن المشكلات البنيوية، مثل الفساد وسوء الإدارة، لا تزال قائمة

ويحاول تجار البازار إظهار قوتهم كما كان الأمر عند مشاركتهم في الإطاحة بشاه إيران عام 1979، حيث دعموا الثورة ضده. فأغلقوا محلاته في الأسبوع الماضي لمدة 3 أيام.

رمزية
وقالت الصحيفة: "مع أن البازار الواسع لم يعد المركز الاقتصادي لطهران، إلا أن الرمزية السابقة لا تزال في جوانبه، والسؤال هو عن المدة التي سيبقى فيها الرئيس حسن روحاني في الحكم، في وقت يتعرض فيه لضغوط من المتشددين في الداخل، ويواجه ضغوطاً جديدة من الخارج، متمثلة في العقوبات الأمريكية".

ويلفت التقرير إلى أن المتشددين الذين هاجموا الرئيس روحاني عندما فاز في انتخابات 2013، هم من حُملوا المسؤولية عن الإضراب، وأنهم يحاولون استغلاله لصالحهم، مشيراً إلى أن هؤلاء يعارضون التعامل مع الغرب، ووقف تدخل إيران في شؤون الشرق الأوسط.

الحكومة الإيرانية
وتورد الصحيفة نقلاً عن التجار، قولهم إن رجالاً لم يكشفوا هوياتهم توزعوا على طرقات البازار، وطلبوا منهم إغلاق متاجرهم، ويعتقد أنهم من أتباع المتشددين، لافتةً إلى فتح النار على الحكومة الحالية، حيث أشار عدد من المتشددين، المقربين من آية الله علي خامنئي، إلى أن البلد قد تكون في وضع أفضل إذا أطيح بهذه الحكومة.

التجار 
ويفيد التقرير بأن التجار يشعرون بالكثير من المظالم، خاصةً بعد انهيار سعر الريال أمام الدولار الأمريكي، بعد خروج الرئيس ترامب من المعاهدة النووية الشهر الماضي، وإعادة فرض العقوبات على طهران، مشيراً إلى أن علي خامنئي رد على الضغوط الأمريكية قائلا: "يحاولون ممارسة الضغوط الاقتصادية لفصل الشعب عن النظام، لكن ستة رؤساء أمريكيين حاولوا ذلك وأخفقوا".

حاجة إلى الاستقرار
وتنقل الصحيفة عن ميسم، الذي يبيع الصابون ومستحضرات العناية بالجلد في البازار، إن "الإضرابات ربما دفعت بها الجماعات السياسية المعارضة لروحاني، إلا أن أصحاب المحلات يبحثون عن طرق للتعبير عن احتجاجاتهم"، وأضاف: "ما نريده وبقية أصحاب المحلات هو الاستقرار".

وينوه التقرير إلى أن لقطات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، أظهرت محتجين يهتفون بشعارات معادية للتدخل المكلف في سوريا، قائلين: "اتركوا سوريا وفكروا فينا"، حيث قامت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم.

وتستدرك الصحيفة أن التجار كانوا أكثر حذراً، حيث قالت صائغة إن بعض التجار أجبروا على المضي في الإضراب مع المحتجين، وأضافت: "لدينا مشكلة بسبب الركود، لكن إغلاق المحلات سيضر بنا أكثر".

تركيع أمريكا
وحسب التقرير، فإن روحاني أظهر تحدياً، حيث طالب الإيرانيين بالوحدة "لتركيع أمريكا"، فيما دعا المرشد الأعلى علي خامنئي إلى الوحدة ومعاقبة المحتجين.

وترى الصحيفة أن المستقبل قاتم بالنسبة لروحاني، الذي لم تظهر على بلاده نتائج العقوبات الاقتصادية الأمريكية بشكل كامل، حيث ستفرض واشنطن عقوبات على تصدير النفط، في نوفمبر(تشرين الثاني)، مشيرةً إلى تعليق علي فتح الله نجاد من مجلس العلاقات الخارجية الألماني، قائلا: "تواجه إدارة روحاني مشاكل عميقة".

ويذكر التقرير أن إدارة أوباما قادت في 2015 جهوداً لتوقيع اتفاق نووي، لوقف نشاط طهران النووي، مقابل رفع العقوبات وفتح البلاد للاستثمار، وبدأت الشركات الأوروبية تفتح مكاتب لها في إيران، لافتاً إلى أن الدول الأوروبية تريد الحفاظ على المعاهدة 

وترجح الصحيفة استمرار الإضرابات، بعدما شهدت البلاد في ديسمبر(كانون الأول) ويناير(كانون الثاني) سلسلة من الاحتجاجات، شجع عليها المتشددون، وانتشرت في عدد من المدن.

وينقل عن المحلل الإيراني نايسان رافاتي من مجموعة الأزمات الدولية، أن ن التوقعات كانت مرتفعة من الاتفاقية النووية، بأن ينتهي معها زمن العقوبات، إلا أن المشاكل البنيوية، مثل الفساد وسوء الإدارة، لا تزال قائمة.

وتختم "صاندي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول الخبيرة في شؤون إيران في معهد "بروكينغز" سوزان مالوني، إلى القول إن إيران على حافة الانهيار، لا يتناسب مع ما عرفته خلال الأربعين الماضية التي عانت فيها الكثير من الكوارث "ولكنها أتقنت القيادة فن البقاء".