الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وأمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وأمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
الإثنين 13 أغسطس 2018 / 14:06

روسيا والصين وقطر ليست قادرة على إنقاذ أردوغان

مرات ومرات اضطر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتراجع في نزاعات ديبلوماسية عندما كانت الظروف الاقتصادية تقتضي ذلك. ومع احتدام الخلاف بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي ادى إلى انهيار كبير في قيمة الليرة التركية، كان محللون كثر مقتنعين بأن الظروف الاقتصادية سترغم الرئيس البراغماتي على التراجع، ولكن أردوغان يبدو عازماً على مواصلة التحدي الأمر الذي أثار قلقاً متزايداً قد يكون مختلفاً هذه المرة.

روسيا لديها مشاكلها" مع العقوبات الأمريكية، والصين ستكون حذرة من إغضاب الأمريكيين، وقطر لن تكون قادرة على توفير دعم كتف وحدها

وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" أنه بعد أسبوع انهارت فيه الليرة التركية أمام الدولار، وزاد الضغط على الشركات والمصارف التركية، لا يزال أردوغان يعاند، متعهداً الأحد في اجتماع لمسؤولي حزبه بأن الأمة لن تنحي أمام أي عدو خارجي.

ويرى بعض المراقبين أن على تركيا أن تجذب أكثر من 200 مليار دولار سنويا ليبقى اقتصادها مكتفيا بذاته، وإنه ليس أمام الرئيس التركي في النهاية سوى الخضوع لمطلب ترامب بإطلاق سراح القس الأمريكي وإعلان حزمة من الإجراءات الاقتصادية تهدف إلى تطمين المستثمرين. ولكن أردوغان قد يحاول التوجه إلى روسيا وقطر والصين للبحث عن دعم لتركيا الأمر الذي سيضعف أكثر العلاقة بين الغرب وأحد أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) ذي الأهمية الاستراتيجية الكبيرة.

ويستشهد التقرير بمقال كتبه أردوغان السبت في" نيويورك تايمز "يحذر فيه واشنطن ويحضها على الكف عن النظر إلى تركيا كشريك أقل شأناً وإلا أستواجه "حقيقة أن لتركيا بدائل" أخرى.

خيارات أخرى
وتقول المستشارة في شركة "غلوبال سورس بارتنرز" أتيلا يسيلادا في اسطنبول إن اللغة الحادة لأردوغان تفترض أنه يستكشف خيارات أخرى. وأضافت "أعتقد أنه تحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان وعده ببعض القروض..هو متهور ولكنه ليس مجنوناً، لذا أعتقد أنه ينتظر بعض المال من مكان ما".

روسيا والصين وقطر
ويزور اليوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنقرة لعقد اجتماعات تستمر يومين تركز على سوريا والاضطرابات الإقليمية، إضافة إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

كذلك، توددت تركيا للصين. فبعد ساعات من تهديد ترامب أنقرة بـ"عقوبات واسعة" الشهر الماضي، أعلن وزير المال التركي بيرات آلبيراق أن المصرف الصيني "آي سي بي سي" سيوفر 3,6 مليارات دولار على شكل قروض لقطاعي الطاقة والنقل.

وثمة خيار آخر يتمثل بقطر. وصارت تركيا حليفاً قوياً للدوحة عسكرياً واقتصادياً منذ قطعت السعودية علاقاتها مع الإمارة.

وقال مكتب الاتصال الحكومي القطري الأحد في بيان: "تركيا حليف وثيق. لدينا ثقة تامة بالاقتصاد النركي واستثماراتنا في تركيا ستتواصل. لم نتلق أي طلبات للمساعدة من الحكومة التركية حتى الآن".

ولكن "فايننشال تايمز" تقول إن المقاطعة أثقلت كاهل الدوحة بتحدياتها المالية الخاصة، والوقوف إلى جانب أنقرة في نزاع مع واشنطن قد يكون له عواقب جانبية على قطر التي تأوي القاعدة العسكرية الكبرى في المنطقة وتسعى إلى الحصول على دعم أمريكي في نزاعها مع دول الخليج.

عشرات مليارات الدولارات

ويشكك المحلل تيم آِش من BlueBay Asset Management في إمكان حصول تركيا على الدعم الضروري من دول غير غربية. ويقول: "تحتاج تركيا إلى عشرات مليارات الدولارات... في برنامج لصندوق النقد، يمكن الحديث عما بين 20 و40 مليار دولار. روسيا لديها مشاكلها مع العقوبات الأمريكية، والصين ستكون حذرة من إغضاب الأمريكيين، وقطر لن تكون قادرة على توفير دعم كتف وحدها".