أمير قطر الشيخ تميم مقبلاً جبين الداعية يوسف القرضاوي.(ارشيف)
الجمعة 17 أغسطس 2018 / 10:28
كتب الباحث نواف عبيد في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه حتى الآن، جرى احتواء نسبي للتأثيرات المترتبة على عدم القدرة على التنبؤ بسياسة الرئيس دونالد ترامب حيال الشرق الأوسط. لكن هذا قد يتغير، إذ إن التقلب الأخير الذي أبدته إدارته حيال قطر، والذي يقع في صلب المواجهة مع حلفاء الولايات المتحدة من العرب، يزيد فرص الصراع في الشرق الأوسط.
قطر باتت أكثر قرباً من إيران. كما أن دعم قطر للإخوان المسلمين مزعج إن لم يكن أكثر من ذلك
وقبل عام، فرضت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها- البحرين ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة- مقاطعة اقتصادية وديبلوماسية على قطر وأعلنت عن عدد من المطالب، بينها ترحيل الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي إلى مصر وزعيم "حماس" خالد مشعل. كما كان من المتوقع أن تنهي قطر كل الدعم المالي والسياسي الذي تقدمه للإخوان المسلمين والحركات التابعة لها والجماعات الإرهابية في أنحاء العالم العربي، بما في ذلك حماس في فلسطين وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا ووقف كل العلاقات العسكرية والاستراتيجية مع إيران.
خطأ استراتيجيوأشار عبيد إلى أن إدارة ترامب وقفت أول الأمر مع مطالب دول المقاطعة واتهمت قطر بدعم الإرهاب على "مستوى عالٍ". لكن الرئيس الأمريكي استقبل في الربيع الماضي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ووصفه بأنه "صديق لي" وبأنه "داعم كبير " للحرب ضد الإرهاب. وترتكب إدارة ترامب ترتكب خطأ استراتيجياً بذلك. إذ إن قطر باتت أكثر قرباً من إيران. كما أن دعم قطر للإخوان المسلمين مزعج إن لم يكن أكثر من ذلك. ومنذ 2011 تزرع الجماعات المرتبطة بالإخوان الفوضى من مصر إلى ليبيا وسوريا. ويعتقد أن إرهابيين على ارتباط بالجماعة كانوا وراء اغتيال المدعي العام المصري هشام بركات، الذي أحال الكثير من الإخوان على المحاكمة.
بن لادنووقعت هجمات لا تعد ولا تحصى في الأعوام الأخيرة. وينظر البعض إلى الجماعة على أنها قريبة من تنظيم القاعدة وداعش. وقبل بضعة أشهر ظهر زعيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل دافع فيه عن الإخوان في مواجهة اتهامات الإرهاب التي توجه لهم. وكان زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن معجباً أيضاً بالإخوان. وفي مقابلة أجرتها مؤخراً صحيفة "غارديان" البريطانية، وصفت والدة بن لادن كيف التقى الأخير في الجامعة المنظر الفلسطيني البارز في جماعة الإخوان عبدالله عزام وأحد مؤسسي تنظيم القاعدة، وأصبح متطرفاً على يديه.
الإخوان وداعشوأضاف أنه قد يكون للإخوان المسلمين صلة بداعش أيضاً. وفي مقابلة أجريت عام 2013، كشف القرضاوي الذي تدعمه قطر منذ مدة طويلة، أن زعيم التنظيم المتطرف أبو بكر البغدادي كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين في العراق عندما كان شاباً. ومع هذه الإيديولوجيا الخطيرة، قد يبدو غريباً أن جماعة الإخوان المسلمين قد وجدت مؤيداً قوياً في قطر، التي كانت تربطها علاقات بالجماعة منذ ستة عقود. ولكن هذه العلاقات الوثيقة هي من إرث أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني. ووفقاً لسفير فرنسي سابق في الدوحة فإن حمد يعتقد أن مفتاح النجاح المستقبلي للبلدان العربية هو في أيدي القادة الأقوياء الذين لديهم جذور إسلامية متشددة عميقة. واليوم فإن المشهد الاجتماعي والسياسي لدولة قطر- مدارسها ووسائل إعلامها ودعمها المالي وسياستها الخارجية- كلها منسجمة بدرجات متفاوتة مع إيديولوجية الإخوان المسلمين.
المسار الصحيحوقال عبيد إن لدى الولايات المتحدة أدوات تساعد على إعادة قطر إلى المسار الصحيح. ولكن فقط إذا انضم ترامب إلى التحالف الذي تقوده السعودية في ممارسة الضغوط على الدوحة.