الثلاثاء 21 أغسطس 2018 / 10:58

صحف عربية: تدخلات إيرانية قطرية تعرقل التوافق العراقي

أوقفت تدخلات إيرانية قطرية المحاولات الأخيرة لتشكيل "الكتلة الأكبر" في العراق، فيما رأت أوساط سياسية لبنانية أن لقاء وفد حوثي بأمين عام ميليشيا حزب الله هو "رسالة تصعيد" إلى السعودية.

ووفق ما ورد في صحف عربية اليوم الثلاثاء، فإن النظام الإيراني يمضي في تفقير شعبه عبر ضخ المليارات بدعم ميليشيات إرهابية في سوريا واليمن، بينما يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الضغط المالي على حركة حماس في غزة.

تدخلات إيرانية قطرية
ذكرت صحيفة الحياة اللندنية أن تدخلات إيرانية قطرية أحبطت تشكيل "الكتلة الأكبر" في العراق، مشيرة إلى أن اتصالات أجراها مسؤولون قطريون بقيادات سنّية وكردية عراقية كان مفترضاً أن تلتحق بمشروع الكتلة، وساهمت في عدم إعلانها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة بأن عاملَين أساسيين غيّرا وجهة الأطراف الكردية والسنّية وأفضيا إلى فشل اجتماع بابل، هما تدخل قائد ما يسمى "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، واتصالات مسؤولين قطريين لم تحدد المصادر أسماءهم.

وشهد فندق بابل في بغداد خارج المنطقة الخضراء مساء الأحد، اجتماعاً كان منتظراً أن يعلِن "الكتلة الأكبر" التي تشكل الحكومة العراقية بنحو 200 مقعد برلماني.

وحضر اللقاء رئيس الوزراء زعيم كتلة "النصر" (42 مقعداً) حيدر العبادي، وزعيم كتلة "سائرون" (54 مقعداً) مقتدى الصدر، وزعيم "تيار الحكمة" (20 مقعداً) عمار الحكيم، وزعيما "الكتلة الوطنية" (25 مقعداً) أياد علاوي وصالح المطلك. وكان متوقعاً اشتراك قياديَّي كتلة "المحور الوطني" السنّية (نحو 25 مقعداً) جمال الكربولي وأسامة النجيفي، بالإضافة إلى ممثلين عن الحزبين الكرديين الرئيسيين (نحو 40 مقعداً)، لإعلان كتلة يتجاوز عديد مقاعدها 200 مقعد وتتولى تشكيل الحكومة الجديدة.

ووفق الصحيفة، فإن سليماني أبلغ قيادات شيعية بعدم رغبة إيران في حصول انقسام شيعي حاد يبعِد الصدر والحكيم والعبادي إلى المعارضة، ما قد تترتب عليه تداعيات على الحكومة التي قد تشكلها الأطراف الأخرى. كما تفيد المعلومات بأن الضغط الإيراني الحالي يسعى للعودة إلى مشروع "5+2" الذي يقترح اجتماع الكتل الشيعية لاختيار رئيس وزراء بمشاركة تحالف كردي وآخر سنّي.

نصر الله والرسالة إلى السعودية
علق سياسي لبناني على لقاء أمين عام ميليشيا حزب الله حسن نصرالله مع الوفد الحوثي في الضاحية الجنوبية، معتبراً أنه إشارة إيرانية واضحة للتصعيد بوجه المملكة العربية السعودية.

ونقلت صحيفة السياسة الكويتية عن النائب اللبناني السابق، فارس سعيد، قوله إنه "كان من الممكن أن يتم اللقاء من دون نشر صور له، على غرار ما كان يحصل مع غالبية التنظيمات المرتبطة بتحالفات وعلاقات أيديولوجية مع حزب الله، ولكن مجرد نشر الصور كان بطلب من نصرالله الذي يقول أنا أساهم بزعزعة الاستقرار في السعودية".

وأوضح أنها ليست المرة الأولى التي يقوم وفد حوثي بزيارة الى الضاحية للقاء مسؤولين في ميليشيا حزب الله، لكنها المرة الأولى التي يكشف عنها بشكل علني، مشيراً إلى أن للحوثيين محطة تلفزيونية في لبنان كما أن حزب الله يدرب المجموعات الحوثية على القتال بالأسلحة الحديثة والمتطورة.

مليارات الملالي
قال معارضون إيرانيون لنظام الملالي إنه أنفق مئات المليارات من الدولارات على الميليشيات الإرهابية في سوريا واليمن، وهو ما تسبب في تفقير الشعب الإيراني، فضلاً عن عزلة النظام دولياً في ظل العقوبات الأمريكية.

واستطلعت صحيفة الوطن السعودية آراء المعارضين الذين أجمعوا على أن الانتفاضة التي غطت نحو 142 مدينة إيرانية خلال الشهور الماضية، عكست الغضب الشعبي على فساد النظام وإهداره لأموال الدولة في مغامرات خارجية، كذلك رفض الشعب لسلوك النظام القمعي ضد المعارضين.
   
وسجل النظام الإيراني، بحسب المعارضين، حافل بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، حيث أدانت الأمم المتحدة بـ63 قراراً لانتهاكات حقوق الإنسان، إضافة إلى تقارير المنظمات الإيرانية الحقوقية التي تحدثت عن وجود 120 ألف حالة إعدام سياسي. ورأى المعارضون أن معظم المسؤولين الإيرانيين يعرفون حقيقة نظام الملالي، ويعرفون أهداف إيران الحقيقية في المنطقة، معتبرين أن النظام الإيراني دخل في عزلة إقليمية ودولية قد تعجّل بنهايته.

حماس تحت رحمة عباس
ذهب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعيداً في الضغط المالي على حركة حماس في قطاع غزة، عبر فرض خصومات إضافية على الميزانية المخصصة للقطاع، إذا لم تسلم الحركة القطاع للسلطة.

ونقلت مصادر مطلعة لصحيفة الشرق الأوسط، إنه "من دون أن تسلم حماس قطاع غزة، سيستمر في فرض خصومات مالية خلال الأشهر القادمة"، مشددة على أن المطلوب هو تسليم قطاع غزة أو تتحمل حماس مسؤولية كل شيء، بما في ذلك جميع المصاريف.

ورفض عباس انخراط حماس في مباحثات تهدئة مع إسرائيل، كما رفض ربطها بمباحثات المصالحة، واشترط تسليم قطاع غزة بالكامل من أجل إنهاء الانقسام.