احتجاجات شعبية في تونس.(أرشيف)
احتجاجات شعبية في تونس.(أرشيف)
الجمعة 26 أكتوبر 2018 / 12:36

تحديات سياسية واقتصادية تواجه المنطقة.. مطلوب حلول طويلة الأمد!

قبل سبع سنوات، اجتاح الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحول تاريخي، ولكن دولاً في المنطقة لا تزال تواجه تحديات سياسية واقتصادية وأمنية كبرى.

من مصلحة الولايات المتحدة وأوروبا العمل على تطبيق استراتيجية طويلة الأجل لتطوير المجتمع المدني في المنطقة فضلاً عن السعي لتحقيق الاستقرار

وكما أشار إليه، في موقع "ناشونال إنترست"، ريتشارد لوبارون، زميل غير مقيم لدى مجلس الأطلسي، وسفير أمريكا في الكويت من عام 2004- 2007، يبدو الوضع في معظم الدول التي شهدت انتقالاً للسلطة، أسوأ مما كان عليه. فالحرب الأهلية السورية تراوح مكانها، ولا يزال الحوثيون يقاتلون الحكومة الشرعية في اليمن، وتواجه تونس تحديات كبيرة، من بين عدة أشياء أخرى.

خيارات صعبة
ويرى لو بارون أنه في مواجهة بعض الخيارات السياسية الصعبة، تنسى بعض الحكومات الأوروبية ومعها الولايات المتحدة تحديات واجهت المنطقة، وهي ذات جذور سياسية يجب أخذها بعين الاعتبار عند رسم سياسات. وفي بعض الأوقات، ينظر سياسيون أمريكيون وأوروبيون إلى المنطقة كأزمة متفاقمة أو مستنقع كامن يتوقون للابتعاد عنه. وعلى سبيل المثال، يتعهد معظم رؤساء أمريكا، في أيامهم الأولى في السلطة ببعض التركيز على المنطقة، ولكنهم يجدون أنفسهم لاحقاً وقد أجبروا على مواجهة قضايا عدة معاً.

أسباب عدة
وحسب كاتب المقال، هناك عدة أسباب تفرض على الأمريكيين والأوروبيين الاهتمام بالشرق الأوسط. وفيما تركز واشنطن اهتمامها على أمن إسرائيل والتهديد الإيراني المتصاعد، لا بد لصناع القرار الأمريكي من الالتفات للصراعات  في المنطقة وتداعياتها على الأمن القومي والمصالح الاقتصادية والعسكرية الأمريكية.

كما يجدر بالأوروبيين الاهتمام بالهجرة عبر المتوسط التي أثارت ردود فعل شعبية ومواقف قومية. وقد أدى تحميل آخرين مسؤولية مشاكل أوروبا إلى الحرب العالمية الثانية التي ما زالت حديثة من المنظور التاريخي.

نظرة قريبة
في كتابهما "قوس الأزمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" يلقي المؤلفان، كريم ميزران، وآرتورو فارفيللي نظرة قريبة على المنطقة، ويركزان على ثلاثة قضايا.

ففي البداية، يبحث الكاتبان في احتمالات تفكك حكومات مركزية ضعيفة، كما جرى في ليبيا، حيث ملأت ميلشيات مسلحة الفراغ بعد انهيار حكم القذافي.
  
ويذكر الكاتبان طبيعة الإسلام السياسي وأشكاله المختلفة، وصعوبة الاستفادة من مخزونات الطاقة في شرق المتوسط تبعاً لحالة عدم الاستقرار السياسي.

ضعف المجتمع المدني
كل تلك القضايا الثلاث ترتبط، برأي الكاتب بضعف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فالمنطقة تقبع، إلى حد بعيد، وسط فراغ سياسي يحكمه الخوف والفوضى. 

ويرى الكاتب أنه من مصلحة الولايات المتحدة وأوروبا العمل على تطبيق استراتيجية طويلة الأجل لتطوير المجتمع المدني في المنطقة فضلاً عن السعي لتحقيق الاستقرار وإنهاء صراعات على المدى القصير. وذلك يشمل الدفاع عن مبادئ يؤمن بها الغرب، كالمشاركة الشعبية في العملية السياسية والشفافية والمساواة.

وحسب الكاتب، أثبت التاريخ أن دولاً تبنت تلك المبادئ تنعم بمزيد من الاستقرار ونمو اقتصادي ولا تميل لخوض حروب مع ديمقراطيات أخرى.