جنديان أوكرانيان يقصفان موقعاً روسياً (أرشيف)
جنديان أوكرانيان يقصفان موقعاً روسياً (أرشيف)
الأحد 28 أبريل 2024 / 00:09

ماذا تعني المساعدات الأمريكية الجديدة لأوكرانيا وبوتين؟

أقرت الولايات المتحدة، قبل أيام، حزمة مساعدات عسكرية بنحو61 مليار دولار لأوكرانيا.

وعلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على هذا القرار قائلا، إنه "يعزز دور أمريكا منارة للديمقراطية وزعيمة للعالم الحر".
وفي تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" يرى الكاتب لورانس فريدمان، أنه سيتعين على كييف أن تستغل مواردها الجديدة بعناية قبل أن تحاول تحرير الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.

موافقة بعد انتظار

وحسب الصحيفة، كان لا بد أن تكون التقييمات الاستخباراتية قاسية لإقناع مايك جونسون بالمخاطرة بمنصبه رئيساً لمجلس النواب، للدفع بمشروع قانون يوفر الدعم الأساسي لأوكرانيا.

أدى النقص المزمن في الذخيرة والدفاعات الجوية إلى تقدم روسي محدود ولكه يحتمل أن يكون كبيراً ويعرض المدن الأوكرانية للضرب.
وكان الرئيس فولوديمير زيلينسكي يحذر خسارة أوكرانيا  الحرب.
ووفق الكاتب، بمجرد توقيع الرئيس جو بايدن مشروع القانون ليصبح قانونًا، بدأ الجيش الأمريكي إرسال المواد التي تشتد الحاجة إليها إلى الخطوط الأمامية.
ويرى فريدمان أن الهدف هو ترك أقل وقت ممكن لروسيا لتحقيق أقصى استفادة من تفوقها الحالي قبل أن تبدأ في مواجهة المزيد من المقاومة.
وكان تصويت الكونغرس بمثابة دفعة كبيرة لمعنويات كييف، التي تأمل الآن في دورة حميدة من الأحداث لاستعادة حظوظها في ساحة المعركة.

قوة دافعة

وحسب "فايننشال تايمز"، سيعطي ذلك قوة دافعة للدول الأوروبية للمضي قدماً في تبرعاتها للحرب.
وأعلن ريشي سوناك، رئيس وزراء بريطانيا، خلال زيارة إلى وارسو حزمة جديدة بـ 500 مليون جنيه إسترليني، في حين تمضي مجموعة متنوعة من المشاريع للحصول على ذخيرة إضافية وأنظمة الدفاع الجوي باتريوت، وطائرات إف-16 إلى أوكرانيا.
ووفق التقرير، من المرجح أن يؤدي ذلك إلى إبطاء الهجوم الروسي الحالي بدل عكسه، إذ أنه في وقت مبكر من هذا العام، كانت المعطيات تشير على الأرض إلى أن من المتوقع أن يكون 2024 هو الفترة التي ستحتفظ فيها أوكرانيا بأراضيها، وهي فرضية كانت تتزايد على حساب التوقعات المتفائلة بتحرير المزيد من الأراضي.

ويذكر التقرير أن القوات الأوكرانية ستتمكن من امتصاص أي ضربات يمكن أن يوجهها إليها الروس، في حين تعمل على حل مشاكل القوة البشرية وضمان صمود خطوطها.

أمضى زيلينسكي وحكومته وقادته العسكريون معظم هذا العام في مناقشة بناء التحصينات لصد الهجمات الروسية المتوقعة، وكيفية تعبئة المزيد من الرجال، خاصةً أن الملتزمين بالفعل يعانون من الاستنزاف والإرهاق.
وحسب لورانس فريدمان، سيستغرق الأمر بعض الوقت للتعافي من الأشهر الأولى الصعبة من هذا العام، ثم المزيد من الوقت قبل أن تبدأ أوكرانيا الاستفادة بشكل كامل من الإمدادات الجديدة من المعدات، ومن زيادة إنتاج أوروبا والولايات المتحدة  لقذائف المدفعية.
تحتاج الوحدات الجديدة إلى التدريب، ولا تزال هناك مشاكل في القيادة من خلف الهجوم المضاد المخيب للآمال في العام الماضي، خاصة لتنسيق العمليات واسعة النطاق.

متى يظهر صدى المساعدات؟

يلفت التقرير إلى أنه رغم  أن القوات المسلحة الأوكرانية لا ترغب في التنازل عن زمام المبادرة بشكل كامل، وتريد من الروس أن يبدأوا في القلق من مواقفهم بدل التركيز على أفضل السبل لمهاجمة القوات في أوكرانيا، فسيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تصبح لديها القوة للبدء في تحرير مساحات كبيرة من الأراضي.
لقد أعلن الهجوم المضاد في العام الماضي مقدماً، ولم تتفاجأ روسيا لا باتجاهه أو بتوقيته، وعانت القوات الأوكرانية نتيجة لذلك.

وقد تواجه كييف ضغوطاً لتحقيق مكاسب عسكرية كبيرة قبل انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) في الولايات المتحدة للمساعدة في تبرير المساعدات، لكنها لا تجرؤ على السماح لمحاولتها الرئيسية التالية بأن تنتهي بنتائج هزيلة. 
ولا تزال في حاجة إلى إدارة الموارد لأنها لا تستطيع التأكد من مستويات الدعم في المستقبلي، خاصة إذا فاز دونالد ترامب بالرئاسة.
وبصرف النظر عن مشاكله القانونية، فإن أحد التفسيرات لبقاء ترامب صامتا نسبياً بعد موافقة الكونغرس على الدعم الجديد هو أنه لن يتمكن من اتهام بايدن بإهدار الأموال على أوكرانيا إذا لم تكن هناك لتضيعها.
في الوقت الحالي، فإن أفضل طريقة لأوكرانيا لمواصلة القتال ضد روسيا هي الاستمرار في ذلك النوع من الهجمات التي كانت تشنها بشكل منتظم في الآونة الأخيرة،  بطائرات دون طيار بعيدة المدى ضد مصافي النفط وأهداف أخرى ذات قيمة استراتيجية في روسيا.
وحسب التقرير، لن تكون أوكرانيا قادرة على استخدام صواريخ "أتاكمز" طويلة المدى، أو صواريخ "ستورم شادو" الإضافية التي وعد بها سوناك في وارسو هذا الأسبوع، لمهاجمة أهداف في روسيا.
ومع ذلك، هناك العديد من الأهداف العسكرية المتاحة في الأراضي الأوكرانية المحتلة، بما فيه شبه جزيرة القرم، وفق التقرير.
ورغم  غياب طرق سهلة لإرغام روسيا على الركوع، فإن نقاط الضعف الروسية يمكن أن تنكشف.

قدرات روسيا

وسيصعب على فلاديمير بوتن أن يرى كيف يستطيع إنهاء الحرب في وقت مبكر، كما كان يأمل بكل تأكيد قبل التصويت في الكونغرس، على حد قول الكاتب.
وربما كان يأمل أن تؤدي خسارة مدينة كبيرة مثل خاركيف إلى دفع أوكرانيا إلى دوامة الانحدار، للعودة إلى احتمال حرب لا نهاية لها.
ويؤكد الكاتب أن بوتين استعد لذلك الأمر، لكن حجم الخسائر الروسية الأخيرة مقابل المكاسب المحدودة، والإحراج الناجم عن عجزه على  وقف الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية، يعني أنه لا يزال يفتقر إلى طريق واضح لتحقيق النصر.
وحتى لو فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، فإن هذا لا يضمن لبوتين نتيجة مرضية، إذ يرغب ترامب في الدفع بخطته للسلام، ولكن من خلال ما تسرب عنها، سيجد بوتين أن التفاصيل غير مقبولة، كما سيفعل زيلينسكي.

وبعد أن تفاخر علناً على مدى الأشهر الستة الماضية بأن روسيا أخذت زمام المبادرة في الحرب، على بوتن الآن أن يفكر في احتمال تحول روسيا مرة أخرى نحو أوكرانيا، وفق ما ذكر التقرير.