الخميس 17 أبريل 2014 / 00:17

"أخوات" عند الحاجة فقط


"خلقت المرأة من أجل الرجل و هي وعاء له و شورتها حرام"، تلخص مقولة مرشد تنظيم الإخوان الأول حسن البنا هذه نمط تعامل التنظيم ونظرته إلى المرأة، وهو النمط الذي مازال قائماً إلى يومنا هذا.

نهج الجماعة تجاه المرأة واضح وبسيط فهي عار متحرك باعتبارها تحرك الغرائز والجنس في أي مكان توجد فيه، لذا كان التعتيم نصيبها منذ نشأة التنظيم، لكن التحركات الأخيرة التي دفعت بنساء الإخوان لتصدر صفوف مظاهراتهم، تطرح الكثير من الأسئلة حول تعاملهم مع نسائهم.

القضية ليست بالغامضة، والاستغلال السياسي الذي لجأت إليه الجماعة بشدة، والدفع بالنساء من قبل قيادات مكتب الإرشاد، واستغلالهن في فترات الانتخابات، رسالة واضحة تعكس تراجع قدرة "رجال" الإخوان على الإقناع نتيجة فقدان الثقة وخسارة الأسهم في الشارع المصري والعربي، وبالتالي لم يثمر استخدامهم للمرأة ووضعها "بمقدمة المدفع" في تغيير منظورهم الحقيقي نحوها.

ولا تعكس دعوات تنظيمات القاعدة وفروعها وتشريعها لما أسموه بـ "جهاد النكاح" نوعاً مختلفاً من التعامل مع المرأة، وفي مقارنة بسيطة، نجد أن القاعدة أعلنت نظرتها، التي ليست بالخفية، وحللت بكل انحلال أخلاقي هذا الجهاد وسوغت استخدام أجساد النساء بأبشع الطرق.

وبين من رضخن منهن لهذا التشريع ومن تبعنه عن سابق قناعة، نجد أن "الأخوات" أيضاً استخدمن لغايات مشابهة، فقيامهن بمظاهرات كاملة تقتصر على النساء، لا ينبع بالطبع من بيئة فكرية وثقافية، وتصدرهن للصفوف الأولى يدفعنا للبحث عن حضور المرأة الفعلي ضمن تركيبة الإخوان الداخلية سواء على الصعيد الفكري أو السياسي، فلن نجد سوى تحولهن لأشبه بـ "مساحيق تجميل" تحاول الإخوان بها تجميل وجهها البشع.

لا تخفى عن المراقب العربي اليوم، تلك الحيل الساذجة، ولن تحرك مقاطع فيديوهات مفبركة، التعاطف والتضامن النسائي مع متظاهراتٍ معظمهن لا يدركن السبب الحقيقي لحراكهن.

وفي حين أن غاية الإخوان الضمنية، كانت محاولة فاشلة لتغيير النظرة العالمية عن التنظيم، كانت نسائهن للأسف مستعدات لتلبية "الحاجة"، وقبلن أن يحولن أجسادهن لدروع بشرية، كشفت عند استخدامها عن تناقضات التنظيم من موقفة لدور النساء في الجماعة.

فإذا كانت درجة العنف عند نساء الإخوان قد اقتربت أخيراً من حمل بعضهن للسلاح، فهل هذا هو تقدم المرأة بنسبة للجماعة؟ وهل هذه هي الوظيفة الطبيعة للمرأة؟ وأي جيل إخواني ننتظر؟