الجمعة 3 مايو 2024 / 01:03

حسابات نتانياهو والسنوار تعقد مهمة وقف حرب غزة

سلّط تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على محادثات وقف إطلاق النار والتوصل لتهدئة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن مصير الصفقة التي من شأنها تحرير الرهائن الإسرائيليين ووقف الحرب في غزة أصبح الآن في أيدي زعيمين مستقبلهما على المحك في الحرب.

وتشير الصحيفة في ذلك إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ورئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، بعد نحو 7 أشهر من الحرب التي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة على المدن والبلدات الإسرائيلية المحاذية لغزة.
وشهد نتانياهو، الذي واجه انتقادات داخل إسرائيل بسبب الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية المتعلقة بهجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، واستقرار أرقام استطلاعات الرأي المنخفضة مع استمرار الحرب، على الرغم من الضغوط الدولية التي تتراكم عليه.

معادلة معقدة

وقالت الصحيفة: "يشعر نتانياهو الآن بالقلق إزاء احتمال أن توجه إليه المحكمة الجنائية الدولية اتهامات بارتكاب جرائم حرب مزعومة، وهي النتيجة التي رفضها باعتبارها اعتداء على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، ويخاطر في وقف القتال بحساب سياسي قد يدفعه في النهاية إلى التنحي عن السلطة".
أما بالنسبة السنوار، الذي تعتقد إسرائيل أنه يختبئ في أنفاق حماس العميقة تحت غزة، تقول الصحيفة إنه "يعتقد أنه يستطيع الصمود حتى لو شنت إسرائيل هجومها على مدينة رفح، وهو أيضاً يمكن أن توجه إليه المحكمة الجنائية الدولية لائحة اتهام". وأضافت "يقول الوسطاء المشاركون في المحادثات إن هدفه النهائي هو تأمين إطلاق سراح المئات، إن لم يكن الآلاف، من الأسرى الفلسطينيين في مقابل الرهائن وتأمين التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وضمان بقاء حماس، ومن المتوقع أن يرفض السنوار أي اتفاق لا يتضمن مساراً موثوقاً لإنهاء الحرب".
وبحسب الصحيفة "تشكل حسابات الرجلين، وهما متشددان لم تترك لهما استراتيجياتهما الحربية مجالاً كبيراً للتوصل إلى حل وسط، تحدياً لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي كانت تعمل على تحرير الرهائن وتأمين وقف إطلاق النار".
وتابعت "وصلت المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار إلى نقطة حرجة، وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها تخطط لإرسال قوات إلى مدينة رفح الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة حيث يلجأ أكثر من مليون مدني فلسطيني".

حسابات نتانياهو

وقالت الصحيفة "يقول الوسطاء إن التعامل مع كل من نتانياهو والسنوار مهمة صعبة، حيث يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي تمديد فترة حكمه التي دامت لسنوات كواحد من أكثر قادة إسرائيل هيمنة، وهو شخصية مثيرة للاستقطاب، ونجا من الاحتجاجات التي عمت البلاد العام الماضي ضد محاولته التقليل من استقلال القضاء ويواجه محاكمة مستمرة بتهم الفساد التي ينفيها".
وأضافت "تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن غالبية الإسرائيليين يريدون منه الاستقالة، لكنه يعتقد على الأرجح أن فرص بقائه السياسي قد تحسنت منذ الأيام الأولى للحرب، كما يقول المحللون".
وتابعت الصحيفة "لدى نتانياهو هدف واحد فقط وهو بقائه السياسي وهو ما يملي عليه كل شيء"، وبحسب ألون بنكاس، وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق رفيع المستوى: "هذا يعني أنه لن يكون هناك أي اتفاق لوقف إطلاق النار بشأن الرهائن إذا كان الأمر متروكاً له، إنه في مأزق الآن".

شعور النصر

وبحسب الصحيفة فإن "السنوار، الذي تعلم العبرية خلال عقدين من الزمن في السجن الإسرائيلي وتم إطلاق سراحه في عملية تبادل أسرى سابقة، قاد حماس في غزة خلال الفترة التي قامت فيها ببناء قواتها وتعزيز العلاقات مع إيران، ومنذ أن شنت حماس هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) تحدى هو أيضاً الصعاب، وصمد بينما شن الجيش الإسرائيلي آلاف الغارات على غزة".
ووفق مراقبين فإنه "على الرغم من تعرض حماس لضربات شديدة بسبب الهجوم الإسرائيلي، فمن المرجح أنه يعتقد أنه ومنظمته قادران على الصمود لأشهر وحتى سنوات من الصراع".
وقال آرون ديفيد ميلر، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إن "الوقت والأنفاق والرهائن يمنحون السنوار شعوراً بأنه ليس مضطراً إلى عقد صفقة، في ظل شبكة كبيرة من الأنفاق تحت الأرض كانت مخصصة لحماس وقدرتها على محاربة التمرد". وقالت الصحيفة: "وفق الوسطاء يعتقد السنوار أنه قد انتصر بالفعل في الحرب، سواء نجا منها أم لا، من خلال فتح أعين العالم على معاناة الفلسطينيين ووضع الصراع في مقدمة الشؤون العالمية".
وأضافت "يقول الوسطاء إن هدف السنوار على المدى الطويل هو رفع الحصار عن القطاع، وإنهاء الضغط العسكري الإسرائيلي على حماس وضمان بقاء الحركة التي تسعى للحصول على ضمانات دولية لأي وقف لإطلاق النار، وهي مناورة أخرى لضمان بقائها بعد الحرب".
وتابعت "في بعض الاتصالات التي نقلها الجناح العسكري إلى الوسطاء العرب، أشار السنوار إلى أن الوقت في صالحه، وأنه كلما طال انتظاره، زادت الضغوط الدولية على إسرائيل وأنشطتها في غزة، وهو يعول أيضاً على الصراع داخل الحكومة الإسرائيلية لإجبار نتنياهو على التنحي عن السلطة في نهاية المطاف".
وقال الميجور جنرال تامير هايمان، وهو الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والمدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي ومقره تل أبيب "من دون وقف كامل لإطلاق النار، إن مكاسب السنوار من انتظار التوصل إلى اتفاق أفضل هي أكثر مما سيكسبه من خلال الموافقة على اتفاق لا يضمن بقاءه أو قدرة حماس على إعادة تشكيل نفسها".