غلاف الكتاب (من المصدر)
غلاف الكتاب (من المصدر)
الأربعاء 24 أبريل 2024 / 20:13

"الكتاب بين الرقمي والورقي" إلهام أميرة المدائن لفاطمة عطفة

صدر حديثا عن دار التكوين للتأليف والترجمة "الكتاب بين الرقمي والورقي" للكاتبة فاطمة عطفة، الض يضم بين دفتيه خواطر وتأملات أدبية، استلهمتها المؤلفة من مسيرتها في عاصمة الإمارات أبوظبي، أميرة المدائن وحاضنة التسامح والأمان والعيش المشترك.

ويذكر أن فاطمة عطفة إعلامية وكاتبة ومراسلة لأكثر من صحيفة ومجلة سورية وعربية، إضافة إلى عملها في تغطية الفعاليات الثقافية في أبوظبي لصحيفة "الاتحاد"، أما مجال دراستها فكان علم الاجتماع، ولها مجموعة شعرية بعنوان "هدهدات مريم"، وكتابين، الأول حوارات فكرية بعنوان " "في دائرة الجمر"، والثاني "في البدء كان الحوار" وهي سلسلة حوارات أدبية مع كوكبة من الروائيين العرب. 
وفي استهلال كتابها تقول عطفة: "تشغل هذه الخواطر موقعاً عزيزاً في نفسي وفكري ومشاعري، كما أن للمكان أو الزمن أو الجو الذي أوحى لي بكتابتها، أثره الطيب، دون أن أنسى الناس من أصدقاء ومعارف أو عابرين، ممن لفتوا نظري وأثاروا خيالي بطرفة في حديثهم أو بومضة من ملامحهم أو نبوة من تصرفاتهم، هؤلاء جميعاً كان لهم شيء من الإثارة والدافع للكتابة واقتناص اللحظة والتقاط الصورة وتسجيل الفكرة، قبل أن تتبخر وتتحول إلى سديم سابح في مدارات بعيدة لا أمل في الوصول إليها".
وتضيف:"إذا كان لكل مقالة ظروفها ودوافعها حتى تتشكل وتصبح مقروءة، فهي تدخل في سجل الذكريات وتأخذ مكانها اللائق وقيمتها السارة والمفيدة، لأنها لم تترك اللحظة تهرب مني ولم تسمح للحدث أو الشخص المعني أن يغيب ويطويه مجرى الزمن وظلام النسيان، وهذه الخواطر استلهمتها من حياتي في عاصمة الإمارات أبوظبي، أميرة المدائن وحاضنة التسامح والأمان والعيش المشترك بين جميع الناس فيها".

وتختم "الدافع الذي حفزني لكتابة هذه الهواجس كان عفويا وابن ساعته، ولم أكن مرتبطة بأي وسيلة إعلامية، والموضوع هو الذي كان يفرض نفسه ولا يأخذ من تفكيري أكثر من أوان كتابته، والخاطرة حوار مع النفس في لحظة أنس أو فرح أو ضيق، وهو حوار مريح وممتع ومفيد لأننا نستعيد بالكتابة توازننا الداخلي ونمتلك اللحظة بكاملها، ونفيد ونستفيد".
وتحت عنوان "النظارات الطبية" وتأثير عوامل البيئة، كتبت المؤلفة "أمس ذهبت مع صديقتي إلى محل لبيع النظارات وقد أصبح صاحبه خبيراً في فحص العيون ومعرفة درجة العدسة المناسبة للبعد أو للقراءة، لكن المفاجأة أن صديقتي خرجت بأربعة أنواع من النظارات! فقد أخذت نظارة للبعد، ونظارة لقراءة الكتب، ونظارة للكتابة على الكمبوتر، ورابعة للهاتف.. وكانت تحمل في حقيبتها نظارة خامسة للوقاية من الشمس!
في الماضي لم نكن نحتاج إلى هذا العدد الخيالي لتصحيح النظر، وربما كانت طبيعة الحياة الزراعية في الماضي وانفتاح الآفاق أمام النظر تساعدنا في المحافظة على سلامة عيوننا، كما أن القراءة لم تكن تأخذ من الوقت ما تأخذه منا في هذه الأيام، كما أن حياة البرية المنفتحة أمام النظر مختلفة اختلافا كبيراً عن حياة البيوت والمطابخ والمكاتب وحتى الانتقال بالمصاعد الضيقة المغلقة بين الطوابق، وهنا دخلت الشركات التجارية على الخط وأخذت  الأسواق تتنافس بعروض أجمل أنواع النظارات، وما عليك إلا أن تكون ممتلئ الجيوب دون حسيب أو رقيب!
 ويحق لنا اليوم أن نتساءل: هل نحن بخير أم أن البيئة وتغير المناخ، فضلاً عن طبيعة حياتنا المعاصرة، سواء بالدراسة أو بالعمل، هي التي أصابت عيوننا بكل هذه المتاعب والمتغيرات وأدت إلى ضعف المناعة عندنا؟ كان الكاتب يكتب على الورق بقلم الرصاص، أو بالريشة، أو قلم الحبر.. لكن شاشة الكمبيوتر والهاتف المحمول اليوم نابت عن الورق. فهل تركت هذه العوامل تأثيرها السلبي على عيوننا وجعلتنا نلهث لتصحيح النظر وشراء النظارات ونتفنن في اختيار الأجمل منها؟ نرجو من الله دوام السلامة ونعمة العافية".