الشقيقان باسل وآدم (إكس)
الشقيقان باسل وآدم (إكس)
الخميس 2 مايو 2024 / 12:26

"باسل وآدم".. جريمة حرب تطارد إسرائيل في الضفة الغربية

بعد مرور 6 أشهر على واقعة قتل الطفلين باسل وآدم في الضفة الغربية برصاص الجيش الإسرائيلي، في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أثبتت الأدلة التي عثر عليها مقرر الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب بن ساول، أن الحادث يرقى لـ"جريمة الحرب".

وفي وقت مبكر من يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نزل العديد من الأولاد الفلسطينيين إلى شارعهم في الضفة الغربية المحتلة، حيث كانوا يلعبون معاً في كثير من الأحيان. وبعد دقائق، قُتل اثنان منهم برصاص الجنود الإسرائيليين، وهما باسل 15 عاماً، وآدم 8 أعوام.

استخدام القوة عشوائياً

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن الأدلة التي جمعها مقرر الأمم المتحدة بن ساول اعتمدت على لقطات الهواتف المحمول وكاميرات المراقبة حول تحركات الجيش الإسرائيلي، وشهادات الشهود والتحقيق التفصيلي في مكان الحادث، مما يؤكد أن الحادث يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان. ووصف خبير قانوني آخر يدعى الدكتور لورانس هيل كاوثورن، استخدام القوة المميتة بأنه "عشوائي".

وعلّق جيش الدفاع الإسرائيلي على الواقعة قائلاً: "إن ظروف الوفاة "قيد المراجعة"، لكنه أضاف أن "الذخيرة الحية تستخدم فقط لإزالة التهديدات المباشرة أو لأغراض الاعتقال، وذلك باتباع بروتوكولات الاعتقال بعد استنفاد الخيارات الأخرى".

ومع تصاعد العنف في الضفة الغربية في الأشهر التي تلت هجوم حماس على إسرائيل من غزة في 7 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، رصدت "بي بي سي" أيضاً أدلة على تخريب منازل الفلسطينيين من خلال كتابات على الجدران، وتهديد المدنيين الفلسطينيين بالسلاح، وطلب منهم مغادرة المنطقة إلى الأردن المجاور.

ماذا حدث؟

وتُظهر لقطات فيديو التقطت في 29 نوفمبر(تشرين الثاني)، باسيل وهو يقف بجوار متجر لأجهزة الكمبيوتر، وقد أغلقت أبوابه بإحكام. وعندما وصل الجيش الإسرائيلي، أغلقت المتاجر أبوابها بسرعة في مدينة جنين بالضفة الغربية، وهي أرض فلسطينية لا تديرها حماس، على عكس غزة.

وقال شهود عيان إن دوي إطلاق النار كان يصدر من عملية قريبة قام بها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين.

ووقف آدم، المتعصب لكرة القدم، مع شقيقه الأكبر بهاء، 14 عاماً. وكان هناك حوالي 9 فتية في الشارع، تم التقاطهم جميعاً بكاميرات المراقبة التي قدمت رؤية 360 درجة تقريباً لما حدث بعد ذلك.

وعلى بعد بضع مئات من الأمتار، انعطفت قافلة مكونة من 6 مركبات عسكرية إسرائيلية مدرعة على الأقل عند الزاوية وبدأت بالتوجه نحو الصبية، الذين بدا عليهم القلق، وبدأ العديد منهم بالابتعاد.

وفي هذه اللحظة بالتحديد، تُظهر لقطات الهاتف المحمول أن الجندي الموجود في الداخل كان ينظر للصبية، وكان باسل قد اندفع إلى منتصف الطريق، فيما كان آدم على مسافة 12 متراً من الجنود وهو يهرب. ثم سُمع دوي 11 طلقة نارية على الأقل.

وبفحص مكان الحادث، وجدت "بي بي سي" أن الرصاص أصاب منطقة واسعة. وأصابت أربع رصاصات عموداً معدنياً، واثنتان تجاه متجر الأجهزة. وأظهرت التقارير الطبية التي حصلت عليها بي بي سي أن طلقتين أصابتا باسل في صدره.

وأصابت رصاصة أخرى آدم البالغ من العمر 8 سنوات في مؤخرة رأسه وهو يهرب. وحاول شقيقه الأكبر بهاء جره يائساً للاختباء، تاركاً أثراً من الدماء وهو يصرخ طلباً لسيارة الإسعاف.

واتفق الخبراء على ضرورة التحقيق في الحادث، وذهب البعض إلى أبعد من ذلك، قائلين إنه يبدو أن هناك انتهاكات للقانون الدولي.

وقال بن سول، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، إنه قد تكون هناك تساؤلات حول ما إذا كان من الممكن استخدام القوة المميتة بشكل قانوني في قضية باسل، إذا كان يحمل متفجرات.

وأضاف بن سول "بالنسبة لآدم، يبدو أن هذا انتهاك لحظر القانون الإنساني الدولي على مهاجمة المدنيين عمداً أو بشكل عشوائي أو غير متناسب، وهي جريمة حرب، وانتهاك لحق الإنسان في الحياة".

من جانبه قال الدكتور لورانس هيل كاوثورن، المدير المشارك لمركز القانون الدولي بجامعة بريستول: "كان الجنود في مركبات مدرعة. وحتى لو كان هناك تهديد، كان ينبغي عليهم الابتعاد والتخطيط للاعتقال، بدلاً من أن يقتلوا".

في المقابل قال الجيش الإسرائيلي إن باسل كان يحمل عبوة ناسفة على يسار الطريق، عندما كان في الشارع مع صديقه بهاء على اليمين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن المشتبه بهم كانوا على وشك إلقاء متفجرات باتجاه قواته، مما يعرضهم لخطر داهم. وقال الجيش الإسرائيلي إن "القوات ردت بإطلاق النار، وتم تحديد إصابات".

لكن وفقاً لأدلة الفيديو، التي تم فحصها وشهادة الشهود، لا يبدو أن آدم كان مسلحاً، وكان يهرب عندما أصيب برصاصة في مؤخرة رأسه.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ظروف وفاة باسل وآدم "قيد المراجعة"، وهو ما يفعله بشكل روتيني مع كل وفاة طفل في الضفة الغربية.