الأحد 8 فبراير 2015 / 20:16

"تسريب مفبرك" لدعم "نظرية الكذب"!



تكشف نظرة سريعة على التحولات والتناقضات التي يعيشها البعض، مدى تخبطه في اتخاذ القرارات وفي جدية اتخاذها والمضي قدماً لتحقيق الهدف منها.

ولعل المتابع لما تشهده الساحة السياسية خلال الفترة الأخيرة، يلاحظ الإيقاع المتسارع المتناقض للتعاطي مع القضايا الراهنة، ويلاحظ التحول الاعلامي المواكب لكل ذلك، والأدهى أن ذلك مدعوم أيضاً بأصوات دينية كشفت أقنعتها المؤقتة، حتى ظهر للعلن الفارق بين ما كانت تقوله وتصرح به، وبين ما باتت تردده.

هذا الأمر ليس بالمستغرب، ولم ولن يكن جديداً أو مؤثراً، خصوصاً أنها تصدر من تنظيم (الإخوان) تعود على التلاعب والتحريض ضد الدول والحكومات في مسار علاقاتها بالدول الشقيقة والصديقة.

ووقفت دولة الإمارات وأشقاؤها في الخليج مع خيار الشعب المصري وقواته المسلحة لانتشال مصر من محنتها ومن سقوطها في يد المزايدين عليها وعلى تاريخها وحضورها العربي، لتعود كما كانت، العمق الاستراتيجي للمنطقة وصمام الأمان للبلدان وللشعوب العربية. وهذا كله نبع من رغبة صادقة في تحقيق الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب، وكان تقديم الفعل على الكلمة، خير منهج انتهجته الإمارات، حتى تستعيد مصر بهمة رجالها ومؤسساتها الوطنية مكانتها الحيوية ودورها الريادي.

تنظيم الاخوان الإرهابي وداعموه لم يهدأ لهم بال، واستمروا في بث دسائسهم وفتنهم، وزادت الوتيرة في الأسابيع الأخيرة، لأن الإخوان ينظرون لمصر بوصفها رأس الهرم، فإن أسقطوه سيسهل عليهم إسقاط البقية، ولكن فاتهم أمر بسيط، وهو أن الإعلام سيف ذو حدين، فعندما تستخدمه بخبث قد يرتدّ الخنجر الذي ترفعه في وجه أخيك إلى صدرك بشكل أقوى وأعنف، لأنك أسأت استخدامه ووجهته في الاتجاه الخطأ .

ولعل الجميع سمع ذلك التسريب الصوتي المزعوم، وتابع ردود الأفعال المختلفة، ولكن الأغلبية يعرفون تماماً أنه مجرد مناورة جديدة تندرج في إطار النظرية القديمة في الدعاية السياسية: اكذب اكذب اكذب... وسيصدقك الناس.

بغض النظر عن ذلك التسجيل المزعوم، وعن تلك المحاولات المتكررة لضرب التلاحم والتقارب العربي مع مصر وقيادتها، وبغض النظر عن تلك الأحقاد التي تحرك وتدعم ذلك التنظيم الخبيث، فإن دولة الإمارات وقيادتها وأشقاءها في دول الخليج حريصون كل الحرص على عدم تمرير مثل هذه المحاولات، ومثلما أكد سمو الشيخ محمد بن زايد في أحد لقاءاته بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فإن الإمارات "ستظل خير سند لمصر حتى تعود للانطلاق من جديد وتتمكن من مواجهة مختلف التحديات بروح وطنية جديدة تواصل من خلالها مسيرتها".