الثلاثاء 10 فبراير 2015 / 15:00

قمة وطن



"سيظل مستقبل البلد بخير، مادام التفاني مترسخاً في نفوس أبنائه"
محمد بن زايد آل نهيان 

عباره جاءت كقلادة جميلة في صدر كلمة لها من العمق الزماني والمكاني ما يفسر النظرة الواقعية لقيادتنا، والمتابع يعرف أنه وعلى امتداد تاريخ هذا الوطن منذ تولي المؤسس زايد رحمه الله وبداية انطلاق المسيرة المباركة للاتحاد، أن الرهان الأكبر كان على الإنسان وكان الهدف والوسيلة هو الإنسان، وفي كلمة سمو الشيخ محمد التي جاءت بشكل عفوي ولكنه دقيق يحمل في طياته ثقافة عالية وفلسفة راقية ونظرة ثاقبة، تنقلت بين صفحات الماضي وحاضر ومستقبل هذا الوطن بشكل سلس وبنظرية السهل الممتنع، أعطى المثال وأعطى الصورة الحية، وأكد التمسك بتلك الرؤية التي أسست أقوى اتحاد عرفه التاريخ.

الكلمة كان وقعها وشكلها مختلفاً في يوم القمة، فهي لم تكن مجرد سرد لمعلومات نعرفها ويعرفها الآخرون، بل كانت مزيجاً من الدروس والعبر التي تؤكد أن تداخل ماضي هذا الوطن ومرتكزاته التي انطلق منها بحاضره الذي يشكل مرحلة انطلاق أخرى نحو مستقبل تؤكد فيه قيادتنا أنه محسوب بالأرقام قبل الكلام وقبل التنظير.

تنقلت هذه المقطوعة التي عزفها باقتدار قائد يعرف ماذا يقول ومتى يقوله تنقلت بين ملفات اقتصادية وسياسية واجتماعية وتعليمية، وفي كل موضوع كان يؤكد أن الإنسان هو محور العمل سواء كان مشاركاً أو متلقياً.

في جلسة اليوم الافتتاحي لهذه القمة التي تعتبر أحد الأفكار الإبداعية لسمو الشيخ محمد بن راشد كانت هناك ملاحظه تستحق أن نقف عندها من خلال كلمة الشيخ محمد بن زايد وأيضاً كلمة الشيخ سيف بن زايد الذي قال: "إن المواطَنَة الإيجابية رهانٌ لحكومات المستقبل وتعني التفاعل مع الوطن بروح إيجابية".

ولاشك أن المتابع سيلاحظ أن رؤية المؤسس الوالد زايد رحمه الله تتداخل في الكلمتين، حيث تم عرض وشكر وتحية نماذج مختلفة من شباب الإمارات الذين بالفعل يستحقون الإشادة، وهذه النماذج تمثل عينة لشريحة كبيرة من أبناء الوطن بجدهم وعملهم وانتمائهم، ولاشك أن تلك رسالة تقول لكل أبناء هذا الوطن: نعم نحن نعتمد عليكم وعلى جهودكم وإبداعكم، ونعتمد على سواعدكم للاستمرار بمسيرة البناء والتحدي والنهضة لدولة الإمارات.
‏‫