الجمعة 30 أكتوبر 2015 / 23:40

عبد الله بن زايد "يبرئ" كلمة "تنوير" من أحكام الظلاميين

وصلت بي الأمور إلى الظن أن كلمة "تنوير" سيئة. شريرة. كافرة. تدل على "التغرب" و"الانسلاخ". حتى سمعت وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان يستعملها. وكان الاكتشاف كالصاعقة: كلمة تنوير ليست سيئة. التنويريون ليسوا أشراراً منسلخين. وأن جهلة التواصل الاجتماعي الذين يحاولون وصم هذه الكلمة (المفهوم) بظلام عقولهم، هم في حقيقة الأمر المنسلخون عن الحياة والواقع، وعن أبسط القيم الإنسانية.

ملالا مجرد فتاة بسيطة، أرادت أن تتعلم. جاء الظلاميون وحاولوا قتل حلمها، بل قتلها شخصيا لقتل حلم كل فتاة في أفغانستان، تريد التعلم، وتطمح للتنوير. ظنوا أنهم برصاص الغدر قضوا على هذا الحلم. لكنه ظل ينبض في رأس الفتاة التي كان معها في تلك اللحظة حليف مهم: دولة الإمارات، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي شعر أنه بتبنيه قضية ملالا، إنما يتبنى قضية التنوير ويدافع عنها، وعن حق البشر جميعا، في كل مكان، بنيل حقوقهم الأساسية، في وجه طغمة جاهلة متشددة تحاول حرمانهم منها.

أكد وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد، خلال لقائه "ملالا يوسف"، وفي معرض تعليقه على فوزها بجائزة نوبل للسلام، ان هذا التكريم هو تكريم لإرادة التحدي ضد قوى التطرف والجهل التي تريد أن تفرض توجهاتها الظلامية على البشر بالقوة، والقهر وتعيد البشرية إلى عصور التخلف والتحجر وتقف ضد حركة التطور والتنوير، وهو كذلك تقدير لحق الفتيات في التعلم في ظل تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف بعيداً عن الغلو والتطرف والانغلاق.

خطاب واضح راسخ، هو نهج واضح نسير على خطاه في سبيل دعم الإنسانية، وعلى ارض دولة الامارات القيمة الأولى والأخيرة هي للإنسان. يجدر الإشارة هنا إلى أنه منذ ايام فازت الإمارات للمرة الثانية بعضوية مجلس حقوق الإنسان، مما يؤكد الخطى الثابتة نحو دعم الإنسان أينما كان، ونحو التنوير نحن نمضي، وبالحب والتسامح نسير ونعطي، وفي خدمة الإنسانية نقف ونسعى، غير ملتفتين إلى صراخ الظلاميين في الخارج، وحشرجاتهم المكتومة في الداخل.