الأحد 17 يناير 2016 / 22:32

من يدعم وسم #الدولة_الإسلامية

في الوقت الذي تقوم كل الدول المحاربة للإرهاب بتحرك دولي للقضاء على التنظيمات الإرهابية ومحاربة توسعها، وبذل الكثير من الجهود الجبارة لمحاربتها، والقضاء عليهم من خلال التدخلات العسكرية وقطع موارد التمويل، وكشف حقائقها إعلامياً لتوعية السطحيين من الناس والجاهلين للواقع المرير الذي تخفيه هذه الميليشيات الإرهابية تحت غطاء الإسلام والجهاد، تأتي جهات إعلامية لتقدم خدمات مجانية لهذه التنظيمات، وإيصال صوتها وصورتها، وهو ما حدث بدعم قناة الجزيرة لوسم #الدولة_ الإسلامية".

ومن المتعارف عليه في مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وإنستغرام وغيرها أن استخدام الوسم وإطلاقه على هيئة حرف # أو كما يطلق عليه روّاد هذه المواقع باللغة الإنجليزية (هاشتاق) ما هو إلا لإطلاق وتثبيت اسم معيّن أو عنوان أو مبادرة أو حدث اجتماعي، وسياسي، وأمني إلخ، ليقوم بجمع كل من يهتم به تحت سقف هذا الوسم ويقوم بتوسيع انتشاره بين أقصى حد من المستخدمين والقرّاء.

هنا يأتي التساؤل وعلامة الاستفهام اللا مستغربة على إصرار قناة الجزيرة في مواقع التواصل الاجتماعي لاستخدام وسم #تنظيم_الدولة و #الدولة_الإسلامية لنشر أخبار ميليشيات إرهابية معادية للإنسانية والأديان وأبرزها تنظيم داعش الذي تستنكر جميع دول العالم جرائمه الدموية بحق الأبرياء.

إلا أن أسلوب قناة الجزيرة بتأكيد وتثبيت الأسماء التي تريد هذه الميليشيات أن يُطلق عليها وتحب أن تُنادى بها، ما هو إلا خطأ فادح متعمد لتقديم الدعم الإعلامي اللا مباشر لهؤلاء الإرهابيين، ظاهره مكافح و باطنه داعم!

تماماً كما حصل في السابق بإطلاقها مصطلحات جديدة على الأسماع تخدم حملاتهم وثوراتهمـ وفيما بعد تتثبت على هيئة وسم مثل #الربيع_العربي لدعمه بكل الطرق التخريبية وتحريض الشعوب ضد رؤسائها، وإطلاق وسم #الإنقلاب_العسكري في مصر داعمة بذلك فئة غير شرعية من المخربين والمحرضين والإرهابيين و إطلاقها وسم #رابعة_العدوية للغرض نفسه.

ناهيك عن استخفافها بجهود التحالف العربي في اليمن والمساعي المبذولة بقيادة المملكة العربية السعودية لعودة الأمن والاستقرار بالتضحية بالأرواح التي هي أغلى ما يمكن أن يقدم، وعندما كتب الله تعالى على بعض الجنود البواسل وأكرمهم سبحانه بالشهادة، قام رؤساء دول الخليج كافة بتعزية الإمارات باستشهاد أبنائها المخلصين، أتت هذه القناة لتنقل خبر استشهادهم بـ (سقوط قتلى إماراتيين) تزامناً مع إطلاق جميع القنوات العربية وسم استشهاد جنود الإمارات.

نعم حقيقة قناة الجزيرة لا تخفى على المشاهدين وقد خسرت بذلك مصداقيتها وشهرتها ونزاهتها، ونرى أن إطلاقها للوسم دائماً يأتي مع ما يخدم توجهاتها فقط، وتتجاهل الوسم إذا تعارض مع توجهاها ولو كان هو الصواب، إلا أن المشاهد البسيط والبعيد الذي لم يجد من ينبهه أن القنوات الإخبارية ليست كبعضها وأجنداتها مختلفة بين خبيث وحميد، عل وعسى أن يجد مثل مقالي هذا ويقرأه!