الأحد 10 يوليو 2016 / 18:10

القرضاوي والكباب

عندما شاهدنا فيلم عادل إمام الشهير "الإرهاب و الكباب"، ضحكنا من المفارقات التي تضمنها الفيلم، لاسيما حين تحول مواطن إلى إرهابي لأن معاملته لم تنجز، ولو أسقطنا عنوان الفيلم على الواقع الذي نعيشه اليوم، فسنجد أنفسنا أمام أنواع أخرى من الإرهاب، ومن الكباب أيضاً، ولربما وجدنا في استعارة "الكباب" هذه ضالة المرتزقة والقاسم المشترك بينهم في العالمين العربي والإسلامي.

وهناك دول وقنوات تستعمل "الكباب " لتغذية المرتزقة ، بقدر ما تستعمل المرتزقة أداة لتوليد الإرهاب والإرهابيين.وعلى سبيل المثال لا الحصر، رأينا على مرّ السنوات الماضية، الدور الذي لعبته قناة الجزيرة المعروفة بقيادتها إعلامياً للثورات العربية التي هدمت البلدان وشردت الشعوب باسم الحرية، حيث كانت من أكبر موزعي الكباب على المرتزقة، حتى أصبح بعض الإعلاميين ممن يظهرون على شاشاتها من مدمني "الكباب" لا يطيقون عيشاً من دونه، ومنهم المذيع الشهير الذي كان من عشاق "الكباب العراقي" أيام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فكان يتلقى رزم الكباب من نظام صدام حسين لقاء الهجوم على دولة الكويت والدفاع المستميت عن صدام حسين، حتى ظهرت وثائق تكشف تورطه باستلام الأموال من قبل النظام العراقي السابق.

ولا يقف توزيع الكباب على أنواعه، على قناة الجزيرة، بل وصل الأمر إلى ما يسمى علماء الدين من أمثال يوسف القرضاوي الذي تقوده رائحة الكباب الشهية ذات الشمال وذات اليمين، فنجده تارة يفتي بقتل رئيس دولة وتارة بتحليل الخروج على حاكم دولة حتى وصل به الأمر إلى تحليل العمليات الانتحارية وإيجاد المسوغات لها، ويبدو أن شهية الرجل لا تعرف الحدود، حتى رأيناه يدخل مباشرة في الشؤون السياسية، ويدخل في سجالات ومعارك مع دول وقادة، غير آبه بمكانته المفترضة كعالم دين.

وليس من المستغرب في هذا السياق، أن نجد تنظيم داعش الإرهابي ينتهج هذا النهج نفسه، ولو أمعنا النظر في نوعية مقاتلي داعش لوجدنا أن الهمّ الأول للغالبية العظمى منهم هو كسب المال وسرقة النفط وجني المكاسب، حيث وجد داعش أن هناك الكثير من الذين يدعون التدين هم في حقيقة الأمر من عشاق "الكباب"، ولهذا لم يجد صعوبة في استقطابهم وتجنيدهم.

ولا يقف الأمر عند الجماعات الإرهابية و القنوات والفضائيات، بل أصبح واضحاً لدى الجميع أن "مشايخ جهنم" أصبحوا يبحثون على من يقوم بتوزيع هذا النوع من "الكباب" لكي يقوموا بإصدار فتاوى التكفير وإقصاء المجتمع ونشر الأفكار الهدامة وإيجاد الفرقة بين المسلمين.

ورغم هذه الصورة التي قد تبدو قاتمة، فإن هناك من لا يجيد توزيع "الكباب" ولا يستسيغه ولا يقبله منهجاً، وليس لديه أداة مواجهة سوى الفكر والحجج والولاء للأوطان وقادة يستمد منهم العزم والقوة لمقارعة المرتزقة والإرهابيين وعشاق "الكباب".