الأحد 28 أغسطس 2016 / 17:47

ما الحضارة لولاها؟

إن تخصيص الثامن والعشرين من أغسطس يوماً للمرأة الإمارتية، لم يكن لإعادة الاعتبار لها، فهي لم تسلب حقاً من حقوقها في مجتمعنا، إنما خُصّصَ للتذكير بما حققته من إنجازات حتى يومنا هذا الذي نتذكر فيه ما بذلته لنعرّف أبناءنا والعالم بما حققته، ولنبرز الدور الذي شاركت من خلاله في وصول الدولة إلى ما وصلت إليه من رفعة ومكانة وحضارة على كافة الأصعدة.

ولصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، مقولة عظيمة عن دور المرأة في دولة الإمارات نصها: "نحن لا نمكن المرأة.. نحن نمكن المجتمع بالمرأة".

اليوم، ومع احتفال دار زايد بيوم المرأة الإماراتية، نتذكر الشيخة سلامة بنت بطي، التي قال عنها الشيخ هزاع بن زايد إنها ألهمت الشيخ زايد الحكمة والقوة والمحبة الصافية الغامرة.

نتذكر أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك، رفيقة درب الشيخ زايد بن سلطان في مسيرته بقيام الاتحاد وبناء الدولة، والتي بجهودها معه، حققت المرأة الإماراتية إنجازات كبيرة على كافة الأصعدة.

نتذكر الشاعرة بنت بن ظاهر التي كان والدها الشاعر الكبير الماجدي قبل أكثر من ثلاثة قرون يفتخر بموهبتها أمام الملأ، وتذكر بعض الروايات أنه كان يستدعيها أمام الشعراء الذين يتحداهم بألغاز شعرية يعجزون عن حلها، ليطرح عليها الألغاز نفسها فترد شعراً في تلك اللحظة بأجوبة صحيحة.

نتذكر الشيخة عليا بنت حميد القاسمي التي أسست أول مدرسة من نوعها في إمارة رأس الخيمة في النصف الأول من القرن الماضي، وخصصت جزءاً من بيتها صفوفاً للطلبة، وأتت بمدرسين من الخارج لتعليمهم "المصدر: عبدالله عبدالرحمن، فنجان قهوة، رواية: أحمد بن محمد بن هاشل".

نتذكر الشاعرة عوشة بنت شملان التي عاشت في أبوظبي في عهد الشيخ حمدان بن زايد الأول (1912م – 1922م)، وعملت في مهنة السقاية، حيث كانت تنقل الماء من البطين إلى المقطع لتموين سفن الغوص بالماء، وكانت متفرغة لذلك تفرغا تاما، يرافقها في ذاك بعيرها "شملان"، وقصائدها التي تناقلها الرواة، وصوّرت فيها جزءاً من علاقتها بالمكان والزمان، وعملها ورحلات المقيظ حينها.

نتذكر د. عايشة السيار، أول امرأة اماراتية تحصل على درجة الدكتوراة، وكان ذلك عام 1983 وهي السنة التي عينت فيها وكيلة لوزارة التربية والتعليم كأول إماراتية تصل إلى ذلك المنصب.

نتذكر السفيرات الإماراتيات: الشيخة نجلاء القاسمي وحصة العتيبة وحفصة العلماء ولانا زكي نسيبة ونورة جمعة، ونتذكر الشاعرة الكبيرة عوشة بنت خليفة السويدي "فتاة العرب"، مستعيدين قصائدها التي نقلت بها القصيدة الإماراتية إلى فضاءات إبداعية جديدة.

نتذكر أمهات الشهداء اللاتي أنجبن أبطالاً قدموا أرواحهم فداء للوطن، ووقفوا مواقف بطولية وتاريخية لا تنسى. كما نتذكر أمهات جنودنا الأبطال الذين يحملون أرواحهم على كفوفهم تلبية لنداء الوطن والقائد. وفيهن قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "المرأة في وطننا مصدر فخرنا الدائم بما تمارسه من دور وتبذله من تضحيات، وأمهات الشهداء نماذج ملهمة لتلك التضحيات".

نتذكر كل أمهاتنا وجداتنا اللاتي ناضلن في الماضي وصبرن وكافحن إلى جانب الرجل لتربية الأجيال وبناء المجتمع، ونتذكر كل معلمة ومهندسة وطبيبة وإعلامية ومبدعة في مجالها وتخصصها.

نتذكر كل امرأة إماراتية أعطت سراً وعلنا، لا لنقول إننا مجتمع يقدر المرأة ويعترف بفضلها ودورها في المجتمع فقط، بل لنقول إنه لولا المرأة ما كانت ولن تكون هناك حضارة وأجيال واعدة واعية.