غلاف الكتاب قطر حقائق ممنوعة إمارة على وشك الانهيار"
غلاف الكتاب قطر حقائق ممنوعة إمارة على وشك الانهيار"
الأحد 24 سبتمبر 2017 / 18:35

"قطر حقائق ممنوعة".. كتاب جديد يتحدث عن "إمارة على وشك الانهيار"

24 - سليم ضيف الله

تستعد دار توكان للنشر في فرنسا، لطرح أحدث كتبها في 27 سبتمبر (أيلول) عن قطر، بقلم أحد أبرز المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط والخليج العربي تحديداً، الصحافي والباحث الفرنسي إيمانويل رضوي، بعنوان " قطر، حقائق ممنوعة، إمارة على وشك الانهيار".

ويتعرض صاحب الكتاب الذي عمل في الدوحة ثلاث سنوات كاملة مشرفاً على إنتاج البرامج والمجلات الإخبارية والتقارير الوثائقية في التلفزيون القطري الحكومي، اعتماداً على خبرته الطويلة في قطاعي الصحافة المكتوبة والتلفزيونية، واعتماداً على خبرته مراسلاً كبيراً من الشرق الأوسط لعشرات القنوات والصحف الدولية منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي، إلى المشاكل الخانقة التي تعيشها قطر، ما يُقربها حسب رأيه إلى الانفجار من داخل النظام، والانهيار الذاتي، ربما حتى قبل كأس العالم لكرة القدم 2022.

وينطلق الكاتب من الحدث الرياضي الكبير لتسليط الأضواء على قطر من الداخل، كما رآها بعين الخبير، وبنظرة المحلل السياسي غير المعني مباشرةً بالحدث وتداعياته، ليؤكد مخاوفه من انهيار النظام قبل 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 تاريخ افتتاح بطولة كأس العالم في الدوحة.

على فوهة بركان
وفي تقديم الكتاب الذي سينزل إلى المكتبات بدايةً من الأربعاء المقبل، اختارت دار النشر، ملخصاً بقلم الكاتب يقول فيه: "في هذا الكتاب سأتحدث عن قطر كما عرفتها من الداخل، وعايشتها ثلاث سنوات، سأكشف لكم كيف أن قطر، التي ترقص دوماً على فوهة بركان، في أشد الحاجة إلى الولايات المتحدة، وإلى أوروبا، وفرنسا خاصةً، أملاً في النجاة، والعكس غير صحيح".

ويُضيف: "سآخذكم معي في جولة إلى قلب حرب طاحنة بين إخوة أعداء، يملثون تيارين دينيين وسياسيين متناقضين، ما يُمكن أن يتسبب في سقوط عشيرة آل ثاني الحاكمة، ذلك أن قطر اليوم على حافة الانفجار".

وعن الأسباب التي يرى أنها ستتسبب في هذا الانهيار يقول الكاتب إنها "كثيرة سياسية ودينية أولاً". قبل أن "يجول في مستعرضاً في كتابه خبايا أروقة الحكم في الدوحة".

ويضيف الكاتب: "العشرات من المؤسسات الكبرى حكومية وخاصة أيضاً تُعاني الأمرين من صعوبات مالية غير مسبوقة، وبسبب الحرب في سوريا، والإرهاب الإسلامي الذي ينخر مناطق واسعة من الشرق الأوسط، والذي تقف ورائه قطر، والأمور تتجه إلى مزيد من السوء، وتقترب أكثر من ساعة السقوط".

مأساة كأس العالم
ويعد الكتاب الجديد، بكشف حقائق مثيرة عن قطر من الداخل والأخطار التي تُحدق بها، تلك التي لا تنقلها عدسات المصورين وكاميرات التلفزيون.

وفي تقديمه لكتابه المنتظر يقول إيمانويل رضوي، في أحاديث صحافية نشرتها الأحد، بعض المواقع والصحف الفرنسية، مثل موقع اتلنتكو، إن أكبر خطر على قطر هو الحدث الأكبر الذي بذلت من أجله الدوحة الغالي والنفيس، للفوز به، تنظيم كأس العالم لكرة القدم في 2022، التي ستتسبب في نهاية نظام الحكم القطري قبل ذلك التاريخ على الأغلب.

ويعتبر رضوي في حديثه مع أتلنتكو، أن قطر "خاضعة رغم كل محاولات الإنكار، لتيار محافظ شديد القوة والتأثير، والمحافظون يرفضون فكرة كأس العالم، التي تعني في رأيهم تدفق آلاف الهوليغانس، والمومسات على البلد، وفي جريان أنهار من الخمور والمشروبات الكحولية مثل الأنهار في صحراء الدوحة".

إن هذا العداء من قبل التيار المتشدد يُفسر ويبرر حسب الكاتب "ما قاله عضو نافذ في لجنة تنظيم كأس العالم، في مقابلة خاصة معه، من أن المعادين للبطولة، يقفون وراء التسريبات الكثيرة التي تدفقت على وسائل الإعلام العالمية عن الظروف المزرية للعمالة الوافدة في مشاريع ملاعب كأس العالم".

أما السبب الثاني الذي يُشكل تهديداً جدياً لقطر ونظامها حسب الكاتب، فيتمثل في "الأخطاء الفادحة والتجاوزات الضخمة في ميزانية المشروع، وحسب الأرقام الرسمية، رصدت الدوحة 20 مليار دولار لتنظيم البطولة، إضافةً إلى 200 مليار دولار للمنشآت والبنية التحتية الضرورية، ولكن تضخم الفاتورة بلغ مستوى قياسياً بسبب التجاوزات والإخلالات، ومن أصل 12 ملعباً في العرض القطري، نزل العدد الآن إلى 8 ملاعب فقط" ما يُعطي صورة أوضح عن حجم الصعوبات التي تتخبط فيها قطر.

قلة كفاءة
ولكن اللافت وفق الكاتب، ليس سوء التنظيم، والإدارة فقط بل "المثير فعلاً هو أن هذا المشاكل التي تتزامن مع صعوبات مالية خانقة، تعود إلى انعدام الكفاءة والقدرة على التنفيذ المحكم، وفي مكاتب لجنة التنظيم الفاخرة، يتعالى الصراخ والشتائم للمستشارين الأجانب، المتهمين بقلة الكفاءة، وسوء التدبير، فتكون النتيجة إنهاء عقودهم فوراً، وصرفهم قبل استبادلهم بفرق هندسية واستشارية جديدة، لا تستمر سوى بضعة أشهر قبل أن تعرف مصير سابقاتها".

وفي المؤسسات العامة الأخرى "لا يختلف الوضع كثيراً عن تنظيم كأس العالم، حيث المسؤولون الكبار الذين يقضون أوقاتهم متنقلين بين المناسبات الاجتماعية الكثيرة في فندق فور سيزنس الدوحة، على حساب عملهم ودوامهم في مكاتبهم، يعجزون عن تنفيذ المشاريع الكبرى التي يُفترض أن يُشرفوا عليها، ومع ظهور أول مشكلة يصبون جام غضبهم على مساعديهم قبل طردهم فجأة، وهكذا، تتغير فرق العمل دورياً، وطرق العمل، والاستراتيجيات أيضاً، في حين تدور الساعة ويمضي الوقت سريعاً بلا عودة".

لعبة مزدوجة
أما العنصر الثالث الذي يُشكل عنصر انهيار من الداخل، فيتمثل حسب الكاتب في دعم قطر للإخوان المسلمين وبشكل أوسع للحركات الإسلامية والمتطرفة، في الدوحة، ولكن أيضاً في دول المنطقة وتوفر لها الدعم والتمويل والرعاية، بما في ذلك في فرنسا، التي يحظى فيها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الواجهة التي يختفي وراءها الإسلام السياسي في بلادنا".

ويؤكد الكاتب أن مشكلة قطر الأساسية إلى جانب رعاية "الإخوان المسلمين المصريين والعرب، وحماس الفلسطينية مثلاً، تتحرك في إطار استراتيجية غير مضمونة النتائج، فهي من جهة تُصر على أنها صديق وحليف موثوق للديمقراطيات الغربية الكبرى، وفي الوقت نفسه تدعم وتمول الحركات الإخوانية والجهادية المتطرفة، في سلوك فُصامي لا يُمكن له أن يستمر طويلاً، خاصةً بعد الأضرار الكبرى التي لحقت صورة وسمعة قطر في العالم أخيراً، بسبب هذه اللعبة السياسية المزدوجة".  

واعتماداً على بعض المؤشرات الأخرى يُمكن القول إن الكتاب الجديد، والتفاصيل التي يعد بكشفها عند صدوره الرسمي، ستساهم في كشف الحقيقية لدى الرأي العام الفرنسي، ومن ورائه الغربي، بما أن الصورة الحقيقية في هذا الجزء من العالم، أي منطقة الشرق الأوسط والخليج تحديداً، معروفة وبدقة ومنذ سنوات.

ويُمكن القول إن الكتاب المنتظر سيشكل فصلاً جديداً في سلسلة كتب فرنسية أخرى كثيرة تعرضت بالدراسة والتحليل لقطر وأدوارها السلبية في المنطقة العربية، وفي العالم، خاصةً أن الكاتب من أبرز الصحافيين الفرنسيين العارفين بالمنطقة وجغرافيتها السياسية، فهو صاحب شهادة عليا في العلوم السياسية، قبل أن يكون باحثاً أكاديمياً ومحاضراً في جامعة ساحل أوبال شمال فرنسا، متخصصاً في الشؤون الخليجية، ومنتجاً لعشرات البرامج والتحقيقات الصحافية الهامة في قنوات تلفزيونية مثل أرتي الفرنسية الألمانية، وفرنسا 24، إم 6، إلى جانب مراسلاته لصحفة لوفيغارو، ولوموند، وباري ماتش، وغيرها، بالإضافة إلى كتب كثيرة خصصها لدول المنطقة مثل قطر، والعراق وغيرها.