شعار الغخوان المسلمين مع صورة مؤسس التنظيم حسن البنا.(أرشيف)
شعار الغخوان المسلمين مع صورة مؤسس التنظيم حسن البنا.(أرشيف)
الإثنين 25 سبتمبر 2017 / 14:21

عجز تنظيم الإخوان الإرهابي عن حكم مصر أنهى فرصه في الحكم... إلى الأبد (6)

في دراسته المعمقة الصادرة عن جامعة هارفرد بعنوان "الإخوان المسلمين: إخفاق في التطور السياسي"، يشير الباحث نواف عبيد لاتخاذ الرئيس المصري الإخواني السابق، محمد مرسي، دور المدافع عن إرهابيين ارتكبوا جرائم دولية، مع السعي لاستخدام نفوذه كرئيس لأكبر بلد عربي، من أجل إطلاق سراحهم.

تدخل الإخوان المسلمون في الرئاسة، وتبنوا مواقف متعارضة مع ذلك المنصب، ما أضر بسمعة مرسي، وأظهره في عيون المصريين في صورة التابع للإخوان

وعلى سبيل المثال، خلال أدائه لقسم توليه الرئاسة في ساحة التحرير في القاهرة، في عام 2012، تعهد بتحرير الشيخ عمر عبد الرحمن، إسلامي دين بالتخطيط لتفجير عدد من معالم مدينة نيويورك. وفي ذلك اليوم، قال مرسي في خطبته: "ترتفع أمامي صور لعمر عبد الرحمن ومعتقلين آخرين، ومن واجبي العمل على تحريرهم جميعاً". وبعده، قال المتحدث باسم الإخوان الإرهابيين إن "مرسي ينوي مطالبة مسؤولين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة بترحيل عبد الرحمن إلى مصر، لدواع إنسانية".

تدخل الإخوان بالرئاسة
ويقول الباحث إن مرسي لم يسع لإسقاط التهم عن عبد الرحمن، كما لم يعتبره سجيناً سياسياً. وكان التعهد الشفوي بتحرير أحد أعضاء جماعة الإخوان الإرهابيين، يعد أكثر من مثال على التناقض في سياسات الرئيس المصري المخلوع. وكما قال العناني: "تدخل الإخوان الإرهابيون في الرئاسة، وتبنوا مواقف متعارضة مع ذلك المنصب، ما أضر بسمعة مرسي، وأظهره في عيون المصريين في صورة التابع للإخوان. وفي بلد كمصر، حيث عُرف مكتب الرئاسة بسمعة طيبة، ومكانة قديرة، ارتكب الإخوان الإرهابيون عدداً من الأخطاء ما ساعد على إنهاء حكمهم إلى الأبد".

مشكلة بين الأجيال
وبحسب شادي حميد، زميل رفيع لدى مشروع حول العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي في مركز سياسة الشرق الأوسط إن "جزءاً من المشكلة مع الإخوان الإرهابيين تتعلق بخلاف بين جيلين. فإن كان أحدهم في الستين وهو عضو في جماعة الإخوان الإرهابية، فذلك يعني أنه متشرب بعقيدة ترفض العنف، ولكن إن كان عمر زميله 22 عاماً وقد مضى على التحاقه بالجماعة ثلاث سنوات، سيكون أكثر ميلاً لتبني العنف كوسيلة لتحقيق أهداف الإخوان الإرهابيين".

انحياز إلى داعش وحماس
ويرى نواف عبيد أن تنظيم الإخوان الإرهابي بحاجة لإعلاء الصوت في موقفه المناهض للتطرف وإثبات ذلك. كما أن الانحياز لجانب داعش، وحتى حماس، يمثل إشكالية، ولن يفيد سوى في إثبات السمعة الواسعة الانتشار التي عرفت عن الإسلاميين بكونهم عنيفين، ويشكلون قوى معارضة متشددة تتجاهل الحكومة إلى درجة تصل، في بعض الحالات، لتجاهل إرادة الغالبية.

ويلفت الباحث عبيد لرأي العناني الذي قال إن هذه العقلية هي التي سببت خسارة الإخوان الإرهابيين لرئاسة مرسي، والتي أدت لخروج الملايين في تظاهرات مناهضة لحكمهم في 30 يونيو (حزيران)، 2013، مطالبين بإنهاء حكم مرسي.

عجز
ويوجز الباحث رأيه بتأكيد أن عجز الإخوان الإرهابيين ومنظمات شقيقة لهم في إدارة سلطة فاعلة في جميع أنحاء العالم العربي يمثل انعكاساً لعوامل خارجية وداخلية معاً، تم التطرق إليها مسبقاً.

وبحسب عبيد، تكمن مشكلة جميع الجماعات الإسلامية في كونها، بغض النظر عن كونها تقدمية أو محافظة، ليست حركات ولا أحزاب، بل هي، في الغالب، مزيج منهما. ومن جهة، يظن بعضهم أن الانضمام للجماعة هو بمثابة الوصول إلى الجنة. ومن جانب آخر، كان إغراء السلطة، وتجاوز الأولويات الإسلامية، وتقويض التوازن الهش بين الدعوة والسياسات الحزبية، على مدار عشرات السنين، هو ما أدى للقضاء على أساس المشروع الذي وضعه الإسلاميون لأنفسهم".

صورة الإخوان
ويخلص الباحث إلى أن ظهور التطرف عبر وسائل الإعلام كان مسيئاً بشدة، وبصورة خاصة، لصورة الإخوان الإرهابيين، ما سبب بالقضاء عليهم في مصر، رغم تمكنهم من الاحتفاظ ببعض المشروعية في مناطق أخرى، باستثناء تونس، كما هو حال جبهة العمل الإسلامي في الأردن وحزب العدالة والتنمية في المغرب.

وبرأي عبيد، يبدو أن تنظيم الإخوان الإرهابي يواصل خساراته على المستوى الشعبي والسياسي في العالم العربي حيث تنحو المنطقة نحو التسامح وللتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على من يشاركون في عمل سياسي دافعه العنف والتخريب.