(أرشيف)
(أرشيف)
الخميس 19 أكتوبر 2017 / 13:13

حركة الشباب تطوّر صناعة المتفجرات..انتكاسة صادمة للصومال

في العاصمة الصومالية مقديشو، يمثل حي هودان تحولاً كبيراً شهدته المدينة خلال السنوات الأخيرة. هناك يجد زوار الحي مطاعم مفتوحة تقدم مختلف أنواع المأكولات الغربية والمحلية، وأكشاك البوظة، والشيشة. كما يجد الزائر فنادق فاخرة، وتعج المنطقة بحركة مرور.

دل الهجوم الأخير على تقدم أحرزه الشباب في مجال تصنيع القنابل، والقدرة على إيقاع أكبر عدد من القتلى بين المدنيين، وفشل الحكومة المدعومة دولياً في تحقيق متطلبات أمنية أساسية

وكتب تريستان ماكونيل، صحفي ومراسل مقيم في كينيا، في مجلة "نيويوركر"، أن ذلك الازدحام المعتاد يشتد أيام السبت. ولكن يوم السبت الأخير كان دامياً في هودان بعدما انفجرت شاحنة مفخخة، مما أدى لمقتل ما يزيد عن 300 شخص، وهي أعلى حصيلة قتلى في الصومال، وقد ترتفع أكثر نتيجة إصابة عدد كبير من المارة بجروح خطرة.

مشهد غير مسبوق
وينقل ماكونويل عن مسؤول في قسم إسعاف مقديشو قوله: "لم نشهد قط شيئاً كهذا". فقد بدا المكان بعد التفجير شبيهاً بأسوأ مشاهد من الحرب الأهلية التي ضربت الصومال منذ 1991. وأدى الانفجار لانهيار فندق سافاري المتعدد الأدوار، وتدمير بعض أجزاء مبانٍ مجاورة، وتحطم سيارات.

ولم تتبن أية جهة المسؤولية عن الهجوم، ولكن الشكوك تحوم حول تنظيم الشباب المتشدد الموالي للقاعدة، والذي يحارب، منذ عشر سنوات، حكومات صومالية متعاقبة. وجاء تفجير يوم السبت الأخير بعدما نعمت مقديشو بسلام نسبي دام عدة أشهر، مما ولد شعوراً بأن العاصمة الصومالية تجاوزت مرحلة حرجة في تاريخها المضطرب، وانهيار الدولة.

صدمة
ونقل ماكونويل عن راشد عبدي، مدير قسم القرن الأفريقي لدى كرايزيس غروب الدولية قوله: "صدم الجميع عندما استطاع تنظيم الشباب تنفيذ مثل ذلك الهجوم الوحشي، في قلب منطقة تسيطر عليها الحكومة". وأضاف "لم يكترث الشباب بالمدنيين، فهو يعتبر كل من تواجد في تلك المنطقة من الذين يقفون إلى جانب الحكومة. ولذا لا يشكل عندهم الهجوم على وسط العاصمة المزدحم بالناس وحركة المرور، أية مشكلة".

هجمات روتينية
ويشير المراسل إلى ان هجمات وتفجيرات صغيرة في الصومال، وفي مناطق أخرى في المنطقة، والتي تؤدي لمقتل عشرات الأشخاص، كانت هجمات معتادة. ولكن حصيلة قتلى الهجوم الأخير، وهي بالمئات، كانت صادمة. كما دل الهجوم الأخير على تقدم أحرزه الشباب في مجال تصنيع القنابل، والقدرة على إيقاع أكبر عدد من القتلى بين المدنيين، وفشل الحكومة المدعومة دولياً في تحقيق متطلبات أمنية أساسية.

نشأة متشددة
ويشير المراسل لنشأة تنظيم الشباب المتشدد من اتحاد المحاكم الإسلامية، تحالف إسلامي تغلب على أمراء الحرب الذين اقتسموا الصومال وقاتلوا بعضهم بعضاً بعد خلع الرئيس الصومالي الأسبق، سياد بري، في 1991. وقد دعمت الولايات المتحدة غزو الصومال في 2006، ما أدى لتقويض اتحاد المحاكم الإسلامية، لكن جناحه المسلح، الشباب، صمد ليواصل شن حرب عصابات استمرت لأكثر من عشر سنوات، وما زالت تنمو وتصبح أكثر تشدداً ودموية.

هجمات خارجية
ويلفت ماكونيل لتمكن تنظيم الشباب من تنفيذ تفجيرات خارج الصومال، كما فعل عندما هاجم مشجعين لكرة القدم في كامبالا، ومتسوقين وطلاباً في كينيا، وجند مقاتلين من أوساط شباب مهمشين عبر المنطقة. وفي الصومال، حاول محاكاة داعش في كسب موطئ قدم له هناك، وترك بصمته عبر تنفيذ هجمات انتحارية، ومهاجمة عسكريين وعاملين في الحكومة ومدنيين أيضاً.