الإثنين 25 ديسمبر 2017 / 17:43

الطالب الموهوب.. بين الخوف منه واكتشافه وقبوله

24 - علياء شاهين

يقول بين جونسون مؤلف كتاب "تيتشر ليدرشيب" (قيادة العلم) Teacher Leadersh: "علينا كتربويين دائماً أن نسأل أنفسنا في قاعات الدراسة أو خلال تعاملنا مع الطلاب، ما هي الأشياء المذهلة التي يستطيع طلابنا القيام بها؟، وهل نساعدهم حقاً؟ هل نساهم في رفع قدراتهم لأقصاها؟ هل نريهم إلى أي حد يمكن لمخيلتهم أن تحلق؟ وكيف يقفزون عن حواجز وصعوبات الدراسة؟".

وفقاً لبعض أبرز علماء النفس التنموي، مثل أبراهام ماسلو، و هوارد غاردنر، فإن جميع الطلاب من الناحية الفنية موهوبين في شيء ما، ولكن بحسب ما يحدث في الفصول الدراسية، يمكن للمعلم الحق مراقبة ومعرفة مكامن تميز كل طالب، ويمكن له إن أراد مساعدة هؤلاء حتى الأبسط منهم موهبة للتألق والتقدم، عن طريق إضافة بعض الاستراتيجيات المبتكرة لذخيرة التدريس الخاصة به.

تحديد الموهبة وقبولها
لتحقيق الهدف في تحديد نوع الموهبة التي يحملها الطفل نحتاج لمراقبة متعمقة بحسب خبراء التربية، إذ يدرك أغلبية المعلمون أن المواهب المميزة ليست دائماً موجودة في الطلاب النشطين والبارزين في فصولهم، ولكن يبقى تحديد الموهبة على هذا القياس رهناً برغبة المعلم في توجيه الطالب عوضاً عن فرض سيطرته.

ويقول جونسون: "هناك عبارات قد تبدو بسيطة إلا أن لها أثر السحر على الطالب، فمثلاً إن مدحنا تفكيره وسلاسته ووصفناه بالمبدع ونحو ذلك، سنجده يتعرف أسرع واكثر على مواهبه، كما سيطور صفة المرونة اللازمة لدحر صعاب التعلم، كونه أصبح يدرك موهبته بشكل ما".

ويحذر جونسون من الخلط الذي يصيب الكثيرين عادة في تقبل مواهب دون أخرى، أو تمييز الأنواع المختلفة للمواهب، فيقول "يشعر المعلمون عادة أن مدح طالب بشأن معين دون الآخرين قد يخلق شعوراً بالظلم أو النقص لدى الآخرين، ورغم أن هذا حقيقي إلى حد ما، إلا أننا كتربويين مسؤولين عن توضيح ذلك للأطفال، فهم يحتاجون لأن يفهموا أن كل منا مختلف عن الآخر، وأن لكل موهبة تفرد وتميز خاص".

ويضيف جونسون: "إن لم نفعل هذا ستضيع الكثير من المواهب سدى، إذ أنه في حال حدث الخلط سابق الذكر، سيصبح الكثير من الطلاب الموهوبين مكبلين إذ لا يسمح لهم باستكشاف مواهبهم، بل والأسوأ من ذلك، قبولها".

في كتاب "الأطفال الموهبين والتعليم الموهوب: دليل المعلمين وأولياء الأمور"، Gifted Children and Gifted Education: A Handbook for Teachers and Parents، يقول المؤلف غاري أي. ديفيس: "على المعلمين دمج الطلاب الموهوبين بمختلف مستوياتهم وفقاً لاحتياجات كل منهم، لكن للأسف، في المدارس عادة ما يقابل هؤلاء بالتجاهل".

الخوف من الموهوبين

ويشرح ديفيس: "يرى بعض المعلمين أن الطلاب الموهوبين يشكلون مضايقات، بينما يخافهم البعض الآخر، وندر أن نجد معلماً يتقن فن التعامل مع الموهبين، ففي الواقع نحتاج لتدريب المعلمين ليكونوا موهوبين، حتى يفهموا ويعرفوا كيفية التعامل مع هذا النوع من الطلاب، وهذا يعني أن التدريس ككل يجب أن يصبح بديهياً متقبلاً ومدركاً للموهوبين".

ويمكن لمعلم بهذه القدرة أن يساعد الطالب بفعالية على استخدام موهبته الخاصة، وسوف يوجه الموارد وفرص التعلم المعززة لذلك الأخير، ممو سيوسع آفاق موهبته بطرق لم يعتقد الطالب ذاته أنها موجودة، مما سيجعل الآخرين من الطلاب يسعون لمعايير أعلى بدلاً من مجرد القيام بالأعمال المطلوبة.

ويقول ديفيس: "إني لأشكر المعلمين الذين دفعوني لاكتشاف موهبتي والتمسك بها، فمثلاً تعليق بسيط من معلمتي التي أعجبتها طريقتي في الكتابة، حفر في ذاكرتي ونفسي، وجعلني اليوم مؤلفاً وباحثاً ومتحدثاً، هذه كانت موهبتي، لذا أدعو المعلمين والتربويين وأولياء الأمور، لاكتشاف موهبة كل طفل، وقبولها وتشجيعها".