مقاتلون أكراد في شمال سوريا.(أرشيف)
مقاتلون أكراد في شمال سوريا.(أرشيف)
الخميس 18 يناير 2018 / 13:05

القوة الحدودية في سوريا قد ترسي دعائم الجيب الكردي

24- زياد الأشقر

تناولت آن برنارد في صحيفة "نيويورك تايمز" مسألة القوة الحدودية التي تعتزم واشنطن إنشاءها في شمال شرق سوريا من مقاتلين أكراد بشكل رئيسي، قائلة إن هذه القوة بعثت موجة من التحذيرات في المنطقة مفادها أن الولايات المتحدة قد تكون عازمة على المساعدة في تعزيز الجيب الكردي الذي من شأنه أن يكشف مزيداً من الانقسام في هذا البلد.

المحللون الأمريكيون يقدمون آراء مختلفة بشدة في شأن أهمية القوة الجديدة، وتأثيرها على خطة سلام محتملة، وإلى أي مدى تتناسب مع خطة أمريكية أشمل حول سوريا

وأشارت إلى أن القوة التي سيبلغ عديدها 30 ألف مقاتل نصفهم أكراد، لقيت معارضة شرسة من روسيا وتركيا وإيران والحكومة السورية، وهي قد تشعل فصلاً جديداً من الحرب التي تضع حلفاء أمريكا في مواجهة بعضهم البعض وتورط الولايات المتحدة أكثر في النزاع.

مناطق حكم ذاتي
 وبينما سعى المسؤولون الأكراد والأمريكيون إلى تبديد السجال الثلاثاء، من خلال الإصرار على أن القوة ليست خطوة جديدة، فإنهم أكدوا بعض المخاوف. وقالوا إن القوة الحدودية ستساعد في حماية المناطق من شمال شرق سوريا الخاضعة فعلاً لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد. وقد باتت هذه المناطق بمثابة مناطق حكم ذاتي للأكراد. وأضافوا أن الولايات المتحدة ملتزمة دعم القوة الجديدة لمدة سنتين.

منع داعش من العودة

ونقلت عن الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي أن القوة الجديدة ستكون بشكل أساسي نسخة عن قوات سوريا الديمقراطية بهيكلية جديدة، وأن المقاتلين سيكونون "مدربين على أساس الاحتراف كحراس للحدود" سينشرون في أجزاء من الحدود السورية مع تركيا والعراق لمنع مقاتلي داعش من العودة، معتبراً ذلك بمثابة "واجب أخلاقي". وأضاف أن القوة ستنشر على طول الخط الفاصل بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام السوري، على طول نهر الفرات. وتشمل هذه الأراضي مساحات شاسعة من الأرض التي تمت استعادتها من داعش بواسطة قوات سوريا الديموقراطية التي كانت الشريك الأساسي للولايات المتحدة في قتال التنظيم الإرهابي في سوريا. لكن لا يوجد اتفاق على مصير الأراضي التي تقهقر منها داعش.

جزء من سوريا الفيدرالية
ولفتت برنارد إلى أن الطرف الكردي الذي يسيطر على قوات سوريا الديمقراطية كان يقول دائماً إنه سيجعل من هذه الأراضي جزءاً من مناطق الحكم الذاتي الكردي التي ستشكل جزءاً من سوريا الفيدرالية. وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة ستواصل دعم حلفائها في سوريا، لكنهم كانوا غامضين بالنسبة إلى مسألة المدى الزمني لهذا الدعم، وإن القوة الجديدة توفر جواباً محتملاً على هذا السؤال. لكن الحكومة السورية وحليفتيها، روسيا وإيران، تعارض أي تقسيم لسوريا. وكذلك هو موقف معظم فصائل المعارضة السورية.

الاحتجاجات الأقوى من تركيا
 والحكومة التي يقودها بشار الأسد تريد إعادة بسط سيطرتها على كل سوريا وترفض الإجراءات الأمريكية خارج حلٍ يجري التفاوص عليه. ولعل الاحتجاجات الأقوى أتت من تركيا، حليف أمريكا والعضو في حلف شمال الأطلسي. فتركيا تعادي الحكومة السورية، لكنها تعتبر الأكراد عدواً خطيراً وتعارض بشدة قيام كيان كردي فيديرالي متاخم للمناطق الكردية في تركيا، حيث تقاتل حزب العمال الكردستاني المتمرد. كما هددت تركيا باجتياح مدينة عفرين بريف حلب، الجيب الكردي الآخر في ريف حلب.

قراءات مختلفة

وقالت برنارد إن المحللين الأمريكيين يقدمون آراء مختلفة بشدة في شأن أهمية القوة الجديدة، وتأثيرها على خطة سلام محتملة، وإلى أي مدى تتناسب مع خطة أمريكية أشمل حول سوريا. وقال أندرو تابلر المتخصص في الشؤون السورية إن القوة الجديدة هي "للتأكد من أن داعش قد هُزم فعلاً، وأن ظروف ظهور جيل جديد منه زالت.. وهذا لن يكون بمثابة إنشاء كردستان أو جيب على المدى البعيد".

 لكن المختص في الشؤون السورية بجامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس قال إن الولايات المتحدة "تدعم فعلاً دولة مستقلة شمال الفرات" تسيطر على مساحات واسعة من احتياطات النفط والغاز في سوريا إلى سدها الكهربائي الرئيسي، وهي لديها جيشها الخاص ومدارس تعلم الكردية في مناهجها. وأكد إن هذه المنطقة ستتحول إلى دولة كردية بحكم الأمر الواقع إذا ما استمرت الولايات المتحدة في حمايتها وتمويلها".